رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 19 أكتوبر، 2010 0 تعليق

ويتجدد العدوان.. في يوم الغفران!!


 

 

يوم الغفران مناسبة دينية يهودية يزعمون أنها لغسل الخطايا وتكفير الذنوب، ويعدونه أقدس أيام السنة؛ لذلك يُطلَق عليه مسمى: «سبت الأسبات» وهو اليوم الذي يُطهِر فيه اليهودي نفسه من كل ذنب!! لذا يطلبون فيه الرحمة والاستغفار؛ ويعد يوم عطلة يحظر فيها أي عمل كيوم السبت؛ ولهذا اليوم مكانة خاصة، حيث يحترم تعاليم هذا اليوم أيضاً اليهودي غير المتدين - مع أنهم لا يحترمون هذا الحظر الديني في أيام السبت والأعياد الأخرى - وعدم الصيام في هذا اليوم عند اليهود أحد الدلائل الرئيسية على ترك الدين بشكل تام أو الانتماء إلى مسمى اليهود .

 

وانقلب يوم «الغفران» اليهودي إلى يوم عدوان على المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته وتدنيسه - تجدد هذه الممارسات كل سنة وبالأخص في ذلك اليوم، ويتعبدون فيه بدخول المسجد الأقصى والتنكيل بأهله المسلمين، وهم لا يعتبرون الاعتداء على مقدسات المسلمين وعلى أهل فلسطين ذنبا يذكر!! فهؤلاء بعقيدتهم أغيار خلقوا على هيئة البشر ليستأنس بهم اليهود!! وهذا ما كرره حاخاماتهم في كل مناسبة!!

وتحت حماية الشرطة اليهودية دخل المتطرفون من الجماعات اليهودية المسجد  الأقصى في يوم الأحد 27/9/2009 م، وأغلقوا الأبواب ليفسح لهم المجال للتجول في باحات المسجد الأقصى، وتصدى لهم أهل المسجد الأقصى وسقط الجرحى والمصابون، وفي اليوم الآتي منعوا المصلين من دخول المسجد الأقصى.

ورصدت سلطات الاحتلال المشاركين بأحداث الأقصى ومواجهة قوات وشرطة الاحتلال من خلال كاميرات المراقبة الموجهة إلى الأقصى المبارك، وتلك الموجودة والمنتشرة في كافة أنحاء المدينة وشوارعها وطرقاتها وأحيائها، ونفذت حملة اعتقالات طالت أكثر من خمسين شاباً في أنحاء مختلفة في البلدة القديمة في القدس المحتلة.

وقد منعت السلطات اليهودية الأذان في جامع الجزار في مدينة عكا في يوم الغفران هذا العام!! نسأل الله تعالى أن ينزل عليهم سخطه وعقابه؛ قال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

وقد حصلت تعديات في العام الماضي من اليهود على العرب في المناطق التي احتلت في عام 1948م؛ لإجبارهم على التقيد بتعاليم الدين اليهودي في هذا العام.

وقد تم اعتقال بعض العرب بسبب عملهم في يوم الغفران، ورجمت سيارة بعض المارة بالحجارة؛  مما أشعل المواجهات بين العرب واليهود، وقد تم إحراق منازل لفلسطينيين في ذلك الحين.

ومن المضحك المبكي أن يطلب المغفرة من يفعل هذه الممارسات من قتل وتشريد الآلاف من البشر، ثم يتوجهون إلى الله سبحانه وتعالى لكي يغفر لهم ذنوبهم!!

رسائل إلى الرب:

واعتادت سلطة البريد في الكيان الصهيوني أن تستقبل سنوياً آلاف الرسائل موجهة إلى (الله) في يوم الغفران !! وفق ما نشرته صحيفة (هاآرتس) العبرية التي ذكرت أن هذه الرسائل معنونة بـ (ليهوه) و(لإيلوهيم) و(لإيل) وكلها كلمات عبرية تعني: إلى الرب.

ويقول التقرير الذي كتبه الصحافي اليهودي «جوناثان ليس»: إن أحد الفقراء اليهود ممن أرسلوا رسالة من هذه النوعية، كتب فيها طلباً للرب بأن يرسل له مبلغ خمسة آلاف (5000) شيكل!!  - ما يعادل 1200 دولار - وقد زاد فيها الفقير من كلمات الرجاء والتوسل للرب أن يستجيب لدعائه.

وموظفو سلطة البريد يقومون بفتح هذه الرسائل المعنونة بـ (عنوان الرب) لتحويلها  إلى حائط البراق الذي أسموه زورا «حائط المبكى»، وقد جذبتهم رسالة هذا الفقير؛ فقاموا بتجميع الأموال لمساعدته، ووصلت حصيلة ما جمعوه من أموال 4 آلاف وثلاثمائة (4300) شيكل، ثم أرسلوه في مظروف خاص على عنوان الفقير المكتوب بطبيعة الحال في رسالته الأولى.

وتتابع (هاآرتس): بعد أسبوعين وصلت لسلطة البريد ؛ رسالة أخرى من الرجل نفسه، وعندما فتحوها وجدوا فيه كلمة شكر من الفقير إلى الرب: «أنا ممتن جداً لأنك أجبت دعائي، وأرجوك ألا ترسل لي أموالاً  في المرات القادمة عن طريق سلطة البريد لأنهم قد سرقوا  مبلغ 700 شيكل!!

ووصل الكسل عند اليهود حتى رسائلهم إلى الرب لا يحملوها ويضعونها بأنفسهم، فأرادوا وسيطاً لإيصالها!! ومطالبهم حسب رواية سلطة البريد تتركز على الأمور الدنيوية والاستزادة من متاعها!! وصدق فيهم قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} ؛ لأن المخادعة تجري في عروقهم. قال تعالى: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}.

حقاً إننا نعيش في عالم ظالم يرى بأم عينيه كيف تدنس مقدسات المسلمين، ويعتدى على المصلين، وتستخدم الأسلحة داخل مكان مقدس لمليار والنصف مليار، ولا يحرك أحد ساكنا!! على الرغم من أن ظلم المؤسسات الدولية والكيل بمكيالين اعتدنا عليه منذ أن خرجنا إلى الدنيا!! ونستهجن إن لا مست أسماعنا كلمات من هنا وهناك لعلها تنصف أصحاب الحق والمقدسات!! ولكن المفارقة الغريبة العجيبة أن نرى هذا السكون والخشوع من أبناء جلدتنا أمام ممارسات تقشعر منها الأبدان، وتصيبنا بالذل والهوان!!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك