رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أيمن عبدالله 12 ديسمبر، 2023 0 تعليق

واحة الكتب –  (المعلم القيمي من النظرية إلى التطبيق)

 

بين يدينا كتاب متميز، فريد في بابه، مفيد في موضوعه، مقسم تقسيمًا بديعًا، قد عنون له مؤلفه د. سالم يوسف الحسينان بعنوان: (المعلم القيمي من النظرية إلى التطبيق).

مقدمة الشيخ السنين

       وقد قدم للكتاب الشيخ عبد الوهاب السنين (رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لتعزيز القيم)، فكان مما قال: «تهتم الجمعية الكويتية لتعزيز القيم بموضوع القيم وأثرها في حياة الفرد والمجتمع، وتنطلق رؤية الجمعية للقيم من الرؤية الإسلامية الشرعية الممثلة لمفهوم القيم والنابعة من مصدري التشريع الإسلامي (القرآن والسنة)، وانطلاقا من هذه الرؤية، ترى الجمعية أن للمعلم دورا كبيرا لا يمكن إغفاله في غرس القيم في نفوس طلابه؛ حيث يعد المحور الأساس في النظام التربوي، ويقع على عاتقه العبء الأكبر في تحقيق الأهداف التربوية.

مقدمة المؤلف

       أما الدكتور سالم فقد افتتح كتابه بمقدمة نفيسة؛ حيث بين أن القيم هي نتاج الثقافة المتولدة عن الأفراد والجماعات، فلكل مجتمع نظام متعارف عليه من القيم، وتعد القيم الإسلامية من أسس الحياة البشرية السليمة؛ لأنها تغرس الأخلاق الحميدة في أفراد المجتمع؛ ونظرا لأهمية دور القيم الإسلامية، فقد اهتم العلماء والتربويون بدراسة القيم ومجالاتها وأهدافها؛ انطلاقا من قوله -تعالى-: {وإنك لعلى خلق عظيم}، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»؛ وعليه فإن أهم ما يسعى إليه نظامنا التعليمي ومؤسساتنا التعليمية في دولنا الإسلامية، هو بناء القيم وغرسها؛ لتكون درعا حصينة أمام كل محاولات التغريب التي تستهدف سلخ المسلمين عن دينهم وقيمهم الأصيلة. وقد قسم المؤلف كتابه إلى فصول ثلاثة، الفصل الأول: مدخل في القيم. الفصل الثاني: عملية بناء القيم الإسلامية (مراحلها ومنهجها ومؤسساتها). الفصل الثالث: المنحى التطبيقي للقيم في مقرر التربية الإسلامية.

الفصل الأول: مدخل في القيم

قسم المؤلف الفصل الأول إلى خمسة مباحث كالتالي:
  • المبحث الأول: (مفهوم القيم)
حيث بين المعنى اللغوي والاصطلاحي للقيم، ثم بين مفهوم القيم الإسلامية. فالقيم من جهة اللغة لها معان كثيرة، منها : الاستقامة والاعتدال، وتأتي بمعنى العزم والإصلاح ولزوم المنهج الصحيح. وأما المعنى الاصطلاحي: فهي مجموعة المعايير والأحكام والقوانين والأفكار والاتجاهات التي تتكون من خلال التنشئة والتفاعل مع البيئة المحيطة. وأما مفهوم القيم الإسلامية: فينظر الإسلام للقيم نظرة تكاملية نابعة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ إذ القيم حقيقة تكمن في اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فهو الأسوة الحسنة.
  • المبحث الثاني: (خصائص القيم)
حيث بين أن من خصائصها: أنها إنسانية، ومرتبطة بزمن معين، وأنها تمتلك صفة الضدية...إلخ.
  • المبحث الثالث: (مصادر بناء القيم)
منها : مصادر التشريع (القرآن والسنة)، ومصادر أخرى كالأوضاع الاجتماعية.
  • المبحث الرابع: (تصنيفات القيم وفوائد معرفتها).
المبحث الخامس: (القيم أهميتها ومعوقات غرسها وفوائد تفعيلها).

الفصل الثاني: عملية بناء القيم الإسلامية

وقد قسمه المؤلف إلى ثلاثة مباحث:
  • المبحث الأول: (مراحل بناء القيم في النفس البشرية)؛ حيث بين المؤلف أن القيم تمر بمراحل منها: التوعية، ومرحلة الفهم، ومرحلة التطبيق، ومرحلة التعزيز، ومرحلة الدعوة إلى القيمة.
  • المبحث الثاني: (منهج الإسلام في غرس القيم الإسلامية)؛ حيث بين أن منهج الإسلام منهج رباني أصيل ومتكامل وشامل، يساعد المسلم على اكتساب الأخلاق الإسلامية واستمرارها.
  • المبحث الثالث: (مؤسسات غرس القيم الإسلامية) ومنها: الأسرة، والمسجد، والمدرسة، وجماعة الرفاق والصحبة.

الفصل الثالث: المنحى التطبيقي للقيم في مقرر التربية الإسلامية

وقد قسمه المؤلف إلى سبعة محاور:
  • المحور الأول: (القيم والتربية الإسلامية نظرة تأصيلية)؛ حيث عرف التربية الإسلامية، وبين مصادرها، وأهدافها وخصائصها، وعلاقتها بالقيم الإسلامية.
  • المحور الثاني: (دور معلم التربية الإسلامية في تعزيز القيم الإسلامية لدى الطلاب)، وذلك ببيان أهمية دور المعلم في غرس القيم، وتوضيح معالم دور المعلم في غرس القيم.
  • المحور الثالث: (آليات التطبيق واستراتيجياته والتمكين للقيم في مقرر التربية الإسلامية)، وذلك من خلال آليات عامة، والأنشطة الطلابية، وتجربة ملتقى الشباب المسلم.
  • المحور الرابع:(نماذج لغرس القيم لدى الطلاب باستخدام الآليات والبرامج)، وذلك من خلال:
- تشكيل تصرفات الطلبة، بواسطة نشاطات ممتعة ترتكز على العمل الجماعي خلال فعاليات التحدي. - تطوير مهارات تؤدي إلى : تقوية القدرة على التجاهل والتحمل، وتحسين الاتصال بين الأشخاص، واحترام الغريب، وتطوير العمل في طواقم.
  • المحور الخامس: (أساليب غرس القيم الإسلامية من خلال مادة التربية الإسلامية وصور تطبيقية لها)، وذلك ببيان أولا- أهمية طرائق التدريس في غرس القيم. ثانيا- استثمار أساليب السيرة النبوية في غرس القيم وتطبيقات عليها، من خلال: 1- أسلوب القدوة: وهذه من أهم وسائل غرس القيم تأثيرا في نفسية الفرد من التنشئة الأولى، ومن صفات المعلم القدوة: يكون غرضه من التدريس نشر العلم والدعوة، ويتحلى بالقيم النبيلة، ويتمكن من المادة العلمية، ويطابق قوله سلوكه، ويمتلك القدرة على التفاهم الفعال، ويتجه نحو الإبداع والتجديد، ويستخدم وسائل متنوعة من البيئة التربوية. 2- أسلوب القصة. 3- أسلوب الموعظة. 4- أسلوب الحوار. 5- أسلوب التربية بالأحداث. 6- أسلوب ضرب الأمثال. 7- أسلوب الجمع بين الترغيب والترهيب.
  • المحور السادس: (الخصائص العمرية للمتعلمين والتطبيقات الاستراتيجية للقيم الإسلامية المناسبة لهم)؛ إذ تعد معرفة الخصائص العمرية للمتعلمين بمثابة نقطة الانطلاق في عملية التربية والتعليم. ثم تطرق المؤلف إلى استراتيجية تحليل القيم، التي إذا استخدمها المعلمون فإنهم يتعلمون ثلاثة أنماط من التعلم، منها: 1- معرفة المشاعر والقيم. 2- مهارات تحليلية لدراسة مشاعر الآخرين. 3- الصبغات الانفعالية للمشاعر والقيم.
  • المحور السابع: (قياس القيم وتقويمها)، وذلك من خلال : الملاحظة وتحليل المضمون والمقاييس والاختبارات والمقابلة الشخصية. ثم تطرق المؤلف إلى بيان مفهوم التقويم وأهميته؛ حيث عرف التقويم بأنه عميلة منظمة لجمع المعلومات وتحليلها لتحديد درجة تحقيق الأهداف التربوية. واهتم المؤلف بمعرفة مراحل تطور القيمة لدى المتعلم، وذلك من خلال : الانتباه، والاهتمام، والتفاعل، والإقناع، والدفاع، ونقل القيمة.

الخاتمة

اختتم المؤلف كتابه ببيان نتائج تطبيق تلك القيم، فكان منها: -يعد مفهوم القيم من المفاهيم الجوهرية في ميادين الحياة. -صعوبة الوقوف على تعريف شامل للقيم متفق عليه. -تختلف خصائص القيم عموما عن خصائصها من حيث المنظور الإسلامي. -يختلف تصنيف القيم تبعا لاتجاهها. -القيم لازمة وضرورية للفرد والمجتمع معا. -بناء القيم في نفوس المتعلمين لا يأتي دفعة واحدة بل لابد من مروره بمراحل عدة.-غرس القيم في النفوس أمر شاق ليس بالهين. - القيم الإسلامية ذات علاقة جوهرية بالتربية الإسلامية. ثم أوصى المؤلف بأمور عدة، كان منها ما يلي:-ضرورة تفعيل منظومة القيم. -إعادة النظر في بناء مناهج الأطفال. - الاهتمام باختيار القيم الصالحة لتنشئة الأطفال. - تفعيل مصفوفات القيم. -ضرورة إشراك المعلمين وأولياء الأمور في تطوير المناهج.

الخلاصة:

- القيم ضرورية ولازمة للفرد والمجتمع معا. - هناك معوقات تحول دون غرس القيم في نفوس الأبناء. - الميزة التنافسية لأية أمة تكمن في قيمها وأخلاقها التربوية والاجتماعية والثقافية. - إبراز القدوة الصالحة. -التأكيد على البرامج التربوية ذات الموضوعات الاجتماعية. - عقد دورات تدريبية لتطوير فن التدريس.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك