رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ذياب أبو سارة 24 مارس، 2024 0 تعليق

واجب المسلمين تجاه القرآن الكريم في رمضان

  • شهر رمضان ليس شهر الصيام والقيام فحسب، ولكنه كذلك شهر القرآن، فله خصوصية مع القرآن الكريم
  • القرآن الكريم كلام الله تعالى المنزل على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم - والمتعبّد بتلاوته وهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم  التي تحدى بها العرب أهل اللغة على أن يأتوا بآية من مثله فلم يقدروا
  • شرف العلم تابعٌ لشرف معلومه وأشرف العلوم على الإطلاق ما تعلَّق بالقرآن وعلومه فالقرآن الكريم أحسن الحديث وأصدقه وعلومه أشرف العلوم وأوجبها على كل مسلم
  • تُولي دولة الكويت عناية واهتماما كبيرين بالقرآن الكريم منذ القدم وقد اعتادت على خدمته في الداخل والخارج باستمرار عبر مختلف قطاعاتها الحكومية والخاصة والجمعيات الخيرية والأهلية والشعبية
  • إنّ العناية بالقرآن قراءة وحفظًا وتعلُّمًا وتعليمًا ومدارسة ومذاكرة وتدبُّرًا وتفهُّمًا ودعمًا ومساندة يعدّ من أبرز سمات الأخيار وعلامات الأبرار
  • كلما ازدادت الأمة وازداد المسلمون تمسُّكًا بكتاب الله وعناية به ومحافظة عليه تعلُّمًا وتعليمًا زادت فيهم الخيرية ونما فيهم الفضل وكثر فيهم الخير
  • لتلاوة القرآن الكريم مراتب عديدة من حيث الفضائل وما يترتب عليها من الأجر والثواب ومن ذلك: (التلاوة وفهم معاني القرآن وتدبُّره والعمل والتطبيق)
  • كان للسلف رحمهم الله عنايةٌ فائقة واهتمامٌ بالغ بالقرآن العظيم في شهر القرآن شهر رمضان المبارك، مقتدين في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم
 

القرآن الكريم كلام الله -تعالى-، المنزل على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم -، والمتعبّد بتلاوته، وهو معجزة النبي -صلى الله عليه وسلم - التي تحدى بها العرب أهل اللغة، على أن يأتوا بآية من مثله فلم يقدروا، وقد اشتمل القرآن العظيم على (114) سورة، مجموعة في (30) جزءا، وتزيد آياته عن (6200) آية بقليل، وقد اشتملت على العبادات والعقائد والتكاليف والأصول والأحكام، والمعاملات، وعلاقة الأمة الإسلامية بغيرها في السلم والحرب، وسياسة الحكم، وإقامة العدل، والعدالة الاجتماعية، والتضامن الاجتماعي، وكل ما يتصل ببناء المجتمع المسلم في نواحٍ شتى، ورسم الشخصية الإسلامية الكاملة، خُلقاً وأدباً وعلماً وعملاً، ونزل القرآن الكريم على مدى فترة تناهز 23 سنة، بدءًا من عام 610 ميلادي حتى وفاة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم - في عام 632 ميلادي.

  والواجب علينا -معاشر المسلمين ولا سيما في شهر رمضان- أن نعظم القرآن الكريم الذي هو كلام ربنا ومصدر عزنا وسبيل سعادتنا، ونحفظ له منزلته ومكانته، ونقدره حق قدره، ونحسن فهمه، ونعمل به، يقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: «من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله -عز وجل- فليعرض نفسه على القرآن؛ فإن أحب القرآن فهو يحب الله -عز وجل-، فإنما القرآن كلام الله -عز وجل»، ويقول -صلى الله عليه وسلم -: «القرآن كلام الله -عز وجل-، فمن رد منه شيئا فإنما يرد على الله -عز وجل».

السعادة لمن اهتدى بالقرآن

         ويكفي أن نعلم أن السعادة لا تتحقق إلا لمن اهتدى بالقرآن، قال -تعالى-: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء: 9)، وقال -تعالى-: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} (طه: 123)، كما أننا مخاطبون بهذا القرآن ومطالبون بتعليمه وتعلُّمه والعمل بموجبه، «خيرُكم مَن تَعَلَّم القرآن وعلَّمه»، ولا شكَّ أنه لا يمكن الاهتداء بالقرآن إلا إذا تعلمنا ما فيه من أحكام ومسائل وعلوم، ومن هنا يأتي دور العلم في المقدمة، قال -تعالى-: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} (محمد: 19)، ولا شك أن شرف العلم تابعٌ لشرف معلومه، وأشرف العلوم على الإطلاق ما كان منها يتعلَّق بالقرآن وعلومه، فالقرآن الكريم أحسن الحديث وأصدقه، وعلومه أشرف العلوم وأوجبها على كل مسلم أيًّا كان تخصُّصه وأيًّا كانت حرفته.

واجب الترتيل والإنصات والتدبر

         من أهم الواجبات على المسلمين تجاه القرآن في شهر رمضان هي التلاوة والإنصات والتدبر قال -تعالى-: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (سورة البقرة: 121)، وقال -عز من قائل-: {ورتّل القرآن ترتيلاً} (المزمل:4)، وقال -سبحانه-: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الأعراف: 204)، وقال -سبحانه-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (الأنفال: 2)، وقال -سبحانه-: {اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر: 23).

مراتب قراءة القرآن الكريم

         ولتلاوة القرآن الكريم مراتب عديدة من حيث الفضائل وما يترتب عليها من الأجر والثواب، ومن ذلك: (التلاوة، فهم معاني القرآن وتدبُّره، العمل والتطبيق)، وهنا تبرز أهمية علوم القرآن الكريم، ولمعرفة ذلك فإننا نحتاج إلى قواعد وأصول لابُدَّ أن نتقنها وندرسها لنعلم تفسيره، فعلم التجويد يُعْنى بالتلاوة وأحكام التجويد وقواعده، وعلم التفسير يُعنى بالفهم ومعرفة المعنى وهكذا، ومعرفة الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني، وما يتعلق بإعجاز القرآن ومناهج المفسرين، وكلها تدل على أهمية تلك العلوم وصلتها الوثيقة به، ولا غِنى لطالب العلم عن دراستها ومعرفتها. ثم يكون بعد ذلك من التأمل والتدبر ربط القرآن الكريم وفهم آياته وتفسيرة ببقية العلوم الشرعية، وصلتها بسنن الله الكونية، وأحوال الأمم ومجريات التاريخ ووجوه الإعجاز العلمي والبياني، وما يستنبط منها من القيم والأخلاق الإسلامية والمناهج التربوية وغيرها، وما يستفاد منها في رد الشبهات والتصدي لافتراءات أعداء الإسلام، فالعلم يصلح القلوب، ويهذب السلوك، ويُغذِّي العقول، ولعلوم القرآن من ذلك الحظ الأوفر.

ثواب تلاوة القرآن الكريم

من ثواب تلاوة القرآن الكريم ما يلي: - استحقاق شفاعة القرآن لصاحبه يوم القيامة: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرَؤوا القرآنَ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه»، صحيح مسلم. - قارئ القرآن له بكل حرف عشر حسنات: لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (الـم) حرفٌ ولكنْ (ألفٌ) حرفٌ و(لامٌ) حرفٌ و(ميمٌ) حرفٌ»، حديثُ حسن. - يستحق صاحبه علو الدرجات في الجنة: قال -صلى الله عليه وسلم -: «يقالُ لصاحبِ القرآنِ: اقرأْ وارتقِ، ورتِّلْ كما كنتَ ترتِّلُ في الدنيا، فإنَّ منزلَكَ عند آخرِ آيةٍ تقرؤُها»، إسناده حسن. - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» رواه مسلم. - وعن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا، لاَ أقول: {ألم} حَرفٌ، وَلكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» رواه الترمذي.

آداب تلاوة القرآن

- إخلاص النية لله -عز وجل- عند قراءة القرآن الكريم. - التسوك، كما ورد في السنة النبوية، بحيث يبدأ من الجانب الأيمن من فمه. - الطهارة، فإذا قرأ القرآن محدثًا جاز له ذلك، وإن كان القارئ بفعله هذا قد ارتكب المكروه، وترك الأفضل. - قراءة القرآن الكريم في مكان نظيف، ولذلك يُستحب القراءة في المسجد، لكونه نظيفًا، فضلا عن أنه محصل لفضيلة أخرى هي الاعتكاف، ولكن لابدّ من الإشارة إلى أنه قبل دخول المسجد يُفضل أن ينوي المسلم الاعتكاف. - استقبال القبلة عند قراءة القرآن الكريم، والجلوس بخشوع ووقار، ولا بدّ من الإشارة إلى جواز القراءة في حالة الوقوف، أو الاستلقاء، ولكن أجر قراءة الجلوس أفضل. - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، قبل الشروع بالقراءة، وذلك بقوله: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم»، أو يزيد عليها بقوله: «من همزه ونفخه ونفثه». - البسملة بقول: «بسم الله الرحمن الرحيم» في بداية كل سورة من سور القرآن الكريم، باستثناء سورة البراءة. - ترديد الآيات القرآنية للتدبر، فإذا مرّ بآية من آيات العذاب، استعاذ بالله من شر العذاب، فيقول: «اللهم أني أسألك العافية»، وإذا مرّ بآية تنزيه نزه الله، فيقول: «سبحان الله، أو تبارك الله وتعالى». - تعظيم القرآن الكريم بتجنب الحديث في أثناء تلاوته، وتجنب النظر إلى ما يشتت الذهن.

خصوصية القرآن الكريم في شهر رمضان

        شهر رمضان ليس شهر الصيام والقيام فحسب، ولكنه كذلك شهر القرآن، فله خصوصية مع القرآن الكريم، كما قال الله -عز وجل-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة:١٨٥)، فأنزل القرآن الكريم جملة في هذا الشهر المبارك، وفي ليلة مباركة وهي ليلة القدر، كما قال -تعالى-: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} (القدر:١ - ٤). قال القرطبي: «ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة، فوُضع في بيت العزة في سماء الدنيا، ثم كان جبريل - عليه السلام - ينزل به نجماً نجماً في الأوامر والنواهي والأسباب، وذلك في عشرين سنة». وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «أنزل القرآن من اللوح المحفوظ جملة واحدة إلى الكتبة في سماء الدنيا، ثم نزل به جبريل -عليه السلام- نجوماً -يعني الآية والآيتين- في أوقات مختلفة في إحدى وعشرين سنة»، واختير شهر رمضان من بين الأشهر، لأنه قد شَرُفَ بنزول القرآن فيه، فإن نزول القرآن لما كان لقصد تنزيه الأمة وهداها، ناسب أن يكون ما به تطهير النفوس والتقرب إلى الله. وروى الشيخان من حديث ابن عباس: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعارض جبريل القرآن كل ليلة في رمضان». فكان يعرض القرآن على جبريل -عليه السلام-، وعارضه القرآن مرتين في السنة الأخيرة من عمره - صلى الله عليه وسلم .

حال السلف مع القرآن في رمضان

        كان للسلف -رحمهم الله- عنايةٌ فائقة واهتمامٌ بالغ بالقرآن العظيم في شهر القرآن شهر رمضان المبارك، مقتدين في ذلك برسول الله -[- الذي كان يلقاه جبريل كل ليلة من رمضان يدارسه القرآن، حيث كان - صلى الله عليه وسلم - يطيل القراءة في قيام الليل في رمضان أكثر من غيره. وكان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها، وتزيد عنايتهم به في هذا الشهر العظيم، فكان الأسود -رحمه الله- يقرأ القرآن في كل ليلة من رمضان، وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر يختمه في كل ثلاث، وكان قتادة يختم في كل سبعٍ دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث، وكان الزُّهري -رحمه الله- إذا دخل رمضان، قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام، وكان مالك -رحمه الله- إذا دخل رمضان يفرُّ من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم ويُقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان، ترك النوافل، وأقبل على قراءة القرآن، والآثار عنهم في هذا المعني كثيرة.

العناية بالقرآن أبرز سمات الأخيار

        إنّ العناية بالقرآن قراءة وحفظًا وتعلُّمًا وتعليمًا ومدارسة ومذاكرة وتدبُّرًا وتفهُّمًا ودعمًا ومساندة يعدّ من أبرز سمات الأخيار وعلامات الأبرار، وكلما ازدادت الأمة وازداد المسلمون تمسُّكًا بكتاب الله وعناية به ومحافظة عليه تعلُّمًا وتعليمًا، زادت فيهم الخيرية ونمى فيهم الفضل، وكثر فيهم الخير، روى البخاري في صحيحه عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه»، وحقيق بشهر هذا فضله، وهذا إحسان الله على عباده فيه أن يعظمه العباد، وأن يكون موسمًا لهم للعبادة وزادًا عظيمًا ليوم المعاد، ويدلُّ أيضًا على استحباب دراسة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، والاجتهاد في ذلك، والعناية بهذا الأمر أتمَّ العناية، والإكثار من تلاوة القرآن فيه، وعرض القرآن على مَن هو أحفظ له، والزيادة في مدارسته.  

عناية دولة الكويت بالقرآن ونشره

        تُولي دولة الكويت عناية واهتماما كبيرين بالقرآن الكريم منذ القدم، وقد اعتادت على خدمته في الداخل والخارج باستمرار، وذلك عبر مختلف قطاعاتها، سواء على المستوى الحكومي والخاص والجمعيات الخيرية والأهلية أم على المستوى الشعبي عبر المبادرات الفردية والعائلية والوصايا والأثلاث والأوقاف الخيرية، ولم يقتصر ذلك الاهتمام على عملية تعليم القرآن وتحفيظه، أو دعم الحافظين والمحفظين والمعلمين له فحسب، بل تخطى ذلك إلى أبعاد أخرى، منها بناء دور تحفيظ القرآن الكريم، والمساجد وملحقاتها من مراكز التحفيظ، وطباعة المصاحف وتوزيعها محليا وخارجيا، وكفالة الحفاظ، وتنظيم المسابقات المحلية والدولية لحفظ القرآن وتدبر علومه وفقه أحكامه. ولعل اهتمام الكويت بكتاب الله، يتضح جليا من خلال عمل الوزارات والهيئات الرسمية، الذي توّجته الدولة بتأسيس الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومهما في عام 2011، المنطوي عليها تأسيس مطبعة الكويت لطباعة المصحف الشريف مستقبلا، وتخصيص إذاعة للقرآن الكريم في وزارة الإعلام.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك