رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 16 أغسطس، 2010 0 تعليق

وإلى ربك فارغب

 

 

«ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان وطعمه: أن يكون الله عز وجل ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب في الله ويبغض في الله، وأن توقد نار عظيمة فيقع فيها أحب إليه من أن يشرك بالله شيئا».

بعد صلاة المغرب.. وكان الإمام قرأ في الركعتين «الضحى» و«الانشراح»، سألني صاحبي:

- {وإلى ربك فارغب}.. فيها إشارة إلى «علاقة» العبد بربه.. صاحبي بروفيسور في علم الاجتماع.

- نعم.. هي كذلك.. دعوة من الله عز وجل لعباده.. من خلال رسول البشر أجمعين محمد [ أن يرغبوا إلى الله.

- انظر.. معنى «الرغبة».. ضد «الزهد».. «رغب»: أي حرص على الشيء وطمع فيه.. وتأتي مع «في».. و«إلى».. مع الثانية: ابتهل.. وضرع.. وطلب، ومع الأولى «التنافس للانفراد بالشيء».. و«الرغبة إلى الله».. الدعاء.

أذهلني.. باتساع اطلاعه.

- لقد وردت مشتقة «الرغبة» في القرآن.. لوصف حالة الأنبياء في دعائهم الله عز وجل: {ويدعوننا رغبا ورهبا}.. فالمؤمن يدعو الله رغبة فيما عنده من الخير.. وخوفا مما قد يصيبه من العذاب.. فهلّا تدبر المرء هذه الآية.. والآيات المماثلة.. التي تدعو العبد أن يلجأ إلى الله وحده.. لا لأحد معه.. اسمع قول الله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} (الزمر: 52).. وأعد لعباده ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.. ورحمته تسبق عذابه.. وخلاصة ما أمر عباده أن يفعلوا: أن يوحدوه فلا يشركوا به شيئا.. «حق الله على العباد.. أن يعبدوه فلا يشركوا به شيئا».. يريد لهم الخير.. يريد أن يتوب عليهم.. ويحب ذلك.. يريد أن يغفر لهم.. يريد أن يخفف عنهم.. فلم يشرع لهم شيئا إلا رحمة بهم.. ورفقا بهم.. لم يكلفهم ما لا يطيقون، ولم يأمرهم بما لا يستطيعون.. بل كل ما شرعه لهم.. فيه خيرهم.. في الدنيا والآخرة.. يريد لهم الحياة الطيبة في الدنيا.. والأمان والطمأنينة في البرزخ.. والنعيم المقيم في الآخرة.. رب رحيم.. ألا ينبغي أن «نرغب إليه».. ندعوه رغبة فيما عنده.. ونحن مقبلون عليه بقلوبنا.. ونحن موقنون برحمته.. وعطائه.. واستجابته.. ونحن نتذوق حلاوة الدعاء.. وحلاوة الطاعة.. وحلاوة الإيمان؟!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك