رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 25 يوليو، 2010 0 تعليق

همتــــك عاليــــــة.. كيـــــف تحافـــــظ عليــــــها؟

 

 

العطلة بدأت عند بعضهم بعد عناء الدراسة والاختبارات، فمن شبابنا وبناتنا من يبحث عن  العمل، وباعثه أن يسطر أروع الملاحم في الإنتاجية والاستغلال الأمثل للوقت. قال ابن القيم: «الهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور؛ لا يرضى بمساقطها ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليها؛ فإن الهمم كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها، وكلما نزلت قصدتها الآفات.. وهو يحتاج إلى علم يبصره  ويهديه».

< وجاء في حديث أبي كبشة: «إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي الله فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهو بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء» الترمذي (حسن صحيح).

وعليه فتتفاوت منازل الهمم: منهم من يطلبها بلسانه، ومنهم من لا يطلب إلا سفاسف الأمور وأدناها ويجتهد حتى تتحقق له، ومنهم ساقط الهمة وعاجز وعالة على ذويه، وأعلى الهمم همة من تسمو مطالبه إلى ما يحبه الله عز وجل.

< فانظر إلى ربيعة بن كعب الأسلمي لما قال للرسول[: «أسألك مرافقتك في الجنة»، وقبله الصديق أبو بكر - رضي الله عنه - لما سأل: من الذي يدعى من كل أبواب الجنة؟ ومنهم من كان يريدحفظ القرآن وتدوين السنة ولا يفوته شيء من تطبيقها، والعمل في بر الوالدين.

نحن نريد أن ينهض شبابنا بالدعوة والإصلاح في المجتمع والتواصل مع العلماء، وانظروا كيف تحقق لابن تيمية وهو شخص واحد من التأليف والجهاد ووحدة الأمة والنصر على الأعداء، وتلميذه ابن القيم وغيرهما من الأئمة الأعلام.. وصاحب الهمة العالية لا يعرف الراحة والإجازة، بل يعتمد عليه وتناط به الأمور الصعبة ويستفيد من حياته وثمرة بنائه. وكان الإمام النووي يقرأ كل يوم اثني عشر درساً شرحا وتصحيحا، ويقول لتلميذه: بارك الله في وقتي.

صاحب الهمة العالية قدوة للناس، له نظرة ثاقبة في إيجاد العلاج الناجع للأمة، ودائم الالتجاء إلى ربه بدعاء صادق وتضرع خافت، ويجاهد نفسه ويعترف بالقصور، ولا يثنيه نقد الناس ولا يُحبَط، بل يغير ما بنفسه ويطورها إلى  الأحسن، ويعكف على قراءة سيرة السلف الصالح، ويصاحب إخوانه أصحاب الهمم العالية، ويتنافس على الخير ويتألم لأحوال الأمة.

< حصّنوا أنفسكم من عيون الحاسدين وسهام الحاقدين وتثبيط المثبطين، وإياكم والحماس الزائد الذي يأتي بعده الفتور، بل خذوا بالحديث: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل».

نسأل الله أن يبارك جهودكم ويسددها.. واستفيدوا من  العطلة قبل أن تنتهي ولم تضيفوا شيئاً جديداً إلى رصيدكم الأخروي.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك