رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أنوار مرزوق الجويسري 4 أكتوبر، 2010 0 تعليق

هل يكفي الاعتذار؟!

لطالما شعرت أنني وكل مسلم علينا واجبات لنؤديها في إطار الدين مثل ما علينا من حقوق, فواجباتنا جميعاً تكاد تكون واحدة ولكنها متعددة وكثيرة؛ لذلك قد نغفل عن بعضها وقد نتجاهل بعضها الآخر، وقد نرى أن بعضها ليس من واجباتنا جهلاً أو عمداً, ولطالما شعرت بالمسؤولية تجاه كل ما يحترمه المسلمون ويقدسونه؛ لذلك أيقنت من كل قلبي بأن كل ما يضر بالمسلمين فهو يضرني، وكل عدوان على بلاد المسلمين فهو عدوان على بلادي, فقست على ذلك (القضية الفلسطينية) كما أسماها بعضهم، أو القومية أو السياسية أو العربية كما أسماها بعضهم الآخر, فإن كانت قضية احتلال اليهود لفلسطين قضية فلسطينية فهي تخص الفلسطينيين وحدهم, وإن كانت سياسية فهي حكر على السياسيين دون غيرهم, وإن كانت عربية فسيتدخل بها كل عربي مسلم كان أم غير مسلم, فهل هذا من الحق؟ وهل هذا من الصواب؟

فهذه القضية قضية إسلامية بحتة تخص جميع المسلمين صغيرهم وكبيرهم، عربيهم وأعجميهم، السياسي منهم ومن هو غير ذلك, ولكنني لا أرى المسلمين ينظرون إلى هذه القضية من هذا الجانب, فرضوا بترك الموضوع برمته للفلسطينيين وحدهم, ورضوا أن يشاهدوا الصورة من بعيد ليعلقوا عليها أو يصمتوا صمتاً مؤلماً, وتتوالى علينا المشاهد والصور ونحن لم نحرك ساكناً, فبالأمس ولدٌ صغير يموت خلف ظهر أبيه, واليوم هدى تبكي أهلها الذين قُتلوا جميعاً, ولا ندري  ماالذي يخفيه لنا الغد, نرى الصور المؤلمه والمواقف المبكية لنظل صامتين أو نذرف الدموع أحياناً من شدة إيلام الموقف وبعد دقائق ننسى ما مر علينا من موقف مؤلم, فاليوم طفل أمام الأقصى يُقتل، واليوم امرأة أمام الأقصى تهان، واليوم رجل أمام الأقصى يُعذب، وأقصانا يبكي ويصرخ وينادي المسلمين فهل من مجيب؟

شغلتنا حياتنا وأعمالنا, شُغلنا بأنفسنا عن غيرنا, ولهونا ونسينا المتألمين, وضحكنا ونسينا الباكين, وأكلنا ونسينا الجائعين من المسلمين؛ فأي إسلام نتحدث عنه؟ وأي حب للإسلام نحمله في قلوبنا؟ أرضينا بأن يهان الأقصى ويهتز في كل يوم وليلة بسبب حفريات ما زالت تنخر الأرض من تحته لتوقع به؟ أم رضينا بأن نفقد رمزا للإسلام ومسجدا صلى فيه الحبيب مع الأنبياء؟ أرضينا بأن يهان المسلم أمام أعيننا ويُذل لا لشيء فقط لأنه مسلم؟ أي جرم ارتكبه؟ وأي خطأ اقترفه؟ وإن كان بعضنا لا ينظر للقضية من هذا الجانب فلينظر لها من جانب إنساني بنظرة الرحمة والعطف والمواساة, فكلنا مساءلون عن أعمالنا وجميعنا موقوفون لنحاسب عن أفعالنا وأقوالنا, فماذا فعلنا لنصرة الحق؟ وماذا فعلنا لردع الباطل؟ عذراً يا أقصى, عذرا بخجل أقولها, عذراً بألم أنطقها, عذراً إخواني المسلمون عذراً عذراً, فهل يكفي الاعتذار؟!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك