رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ذكريات 12 يوليو، 2010 0 تعليق

هل هي مرارة الحقيقة أم حقيقة الغفلة؟!

 عندما أتفكر فيما من الله به علينا من نعم وافرة في هذا البلد والتي لا تعد ولا تحصى، ثم أستمع إلى نقد هذا وصراخ ذاك وشكوى لا نهاية لها، أتعجب كثيراً، بل إنك لا يكاد يمر عليك يوم إلا وتقرأ على صفحات الجرائد والمجلات أخبار الصدام بين نواب المجلس من جهة وبين الحكومة من جهة أخرى، وجمهور المشجعين هو هذا الشعب!!

بل لا تكاد تجد –إلا ما ندر– من يحمد الله على ما نحن فيه من نعم جمة، فالكثير يشتكي من نقص الخدمات الصحية والسكنية والتعليمية.. إلخ، ولو أنهم راجعوا أنفسهم لوجدوا أنهم لا يفقدون الخدمات بالكلية بل قد يعتريها بعض النقص!!

مع العلم أننا مغبوطون على ما نحن فيه من عيش رغيد في ظل ولي أمر تربطنا به علاقة محبة واحترام، ولله الحمد، وإن كان كلانا قد يقصر في حق الآخر فجميعنا مقصرون ولكننا كشعب نحيا حياة المترفين .

إذن أين شكر النعم؟ ولسان مقالنا كثير التذمر والنقد!

فلنحمد الله؛ فالنعمة "زوّالة " فلا تدوم إلا بالشكر ، ألم تسمعوا قول رسول الله[: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع»؟!

فلنحمد الله على العافية فكيف بنا لو فعل بنا هذا؟ ألسنا مطالبين بالصبر؟ فما لنا لا نصبر الآن على نقص بعض الخدمات ونحن في رغد من العيش؟ وننصح لولاة أمورنا باللين والخفاء.

أقول هذا بعدما قرأت مقالا لإحدى أخواتي في الله على صفحات هذه المجلة عدد 528 /12ربيع الأول 1430هـ تحت عنوان «مرارة الحقيقة»؛ فقد ساءني جدا وآلمني ما كتبته من نقد لنقص الدواء في المستشفى الذي ترقد فيه وطلب الممرضة منها شراء الدواء من الصيدلية، فعلقت أختي الفاضلة على هذا الموقف بـ " عين عذاري" بعد أن قدمت بمقدمة كأنها تلوم الحكومة على إرسالها المعونات الطبية للخارج ولا توفر جميع أنواع الأدوية في مستشفيات الكويت، مع العلم أننا كلنا يعلم أن نقص الخدمات الطبية في بلدنا ليس له علاقة بالمعونات التي ترسل للخارج؛ فالخير كثير يغطي من هم في الداخل والخارج، ثم هب أن السبب هو الإعانات الطبية التي ترسل للمسلمين الفقراء ألم نؤمر بالصدقة والإحسان لإخواننا؟!

ألم نسمع قول الرسول[: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»؟! نعم المؤمن للمؤمن لا الكويتي للكويتي، والأفريقي للأفريقي، والخليجي للخليجي ، بل أليس لدينا يقين أن الصدقة تبارك لنا في أوطاننا ويصلح الله بها ديارنا وولاة أمورنا وأولادنا وهذا ما نلمسه ولله الحمد في بلدنا المعطاء.

وإن كان مثل هذا النقد قد يمر على خاطرنا وعلى ألسنتنا ولكن نسأل الله أن يعفو عنا ويرزقنا الرضا بما وهبنا، لكن أن نكون كغيرنا ينتقد هذه الهفوات على صفحات الجرائد أو في المجالس العامة فلا وألف لا.. فماذا تركنا لأهل الدنيا إذن؟!

ثم أقولها بكل صراحة ليصحو الغافل ويشكر الجاهل: أليست حكومتنا تصرف لنا رواتبنا الشهرية وإن كنا على أسرة المستشفيات ولو طال مرضنا لسنوات؟! فما لنا لا نرضى أن نصرف قليل القليل لشراء دواء قد يكون ما نقص من صيدليات الحكومة إلا بسبب تقصير أبناء بلدنا في متابعة أعمالهم داخل الوزارة، لا بسبب بخل الحكومة عن توفيره؟! ثم لماذا نضجر من شراء دواء قد لا يتعدى البضعة دنانير وقد صرفت علينا حكومتنا مئات بل ألوف الدولارات لعلاجنا في الخارج؟! فلا أظن أنه يوجد عائلة كويتية إلا وعندها فرد أرسلته الحكومة للعلاج مع دفع جميع المصاريف من علاج وطعام ومسكن وتذاكر؛ فإن كان هناك حقيقة مرة فالحقيقة أننا في حقيقة الغفلة .

قال تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}، فاللهم لك الحمد أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك