رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حبيبة السعيد 14 أغسطس، 2010 0 تعليق

هكذا تجاوزناها، وهكذا انتهت…

 

دقائق وثوانٍ، وأيام وأسابيع.. مرت كلمح البصر، مع أنني لم أتوقعها، هكذا ظننتها لن تنتهي.. لكنها لم تكن كذلك.

كان من المستحيل عليّ أن أنضم إلى «معهد الفقيهة».. وأكون إحدى طالباته.

كنت أظن أن تركيزي على القرآن والعلوم الشرعية معاً لن يكون بالشيء السهل، فقد قررت أن أراجع حفظي في الصيف دون الالتفات إلى أمور أخرى، ومع بدء التسجيل في «الفقيهة» كنت مترددة بعض الشيء.. ولكني سجلت وتوكلت على الله.

نعم سجلت في ذلك المعهد.. انضممت إليه.. أصبحت إحدى طالباته.. بدأ اليوم الأول، وكانت أولى الصعوبات الاستيقاظ مبكراً عند الساعة السابعة والنصف، حملت مصحفي وتوجهت إلى المعهد.. دخلت وأنا أحمل النوم بين جفني.

بدأت أولى ساعاته.. تسلمت حقيبتي.. رأيت كتبي التي سأدرسها.. توجهت إلى صفي .. ثم بدأت ساعة الجد.

رأيت الطالبات يمسكن مصاحفهن والابتسامة تعلو وجوههن.. دبت روح الهمة داخلي وقررت أن أكون مثلهن.. كانت المراجعة في بداية الأمر صعبة بعض الشيء.

أصبحت الساعة العاشرة وخمسا وأربعين دقيقة.. توجهنا إلى الدور العلوي، وشرعت المعلمة في الدرس وكان الدرس لمادة «العقيدة»، كنت أجد صعوبة بالغة في التركيز؛ فقد كان النعاس يغلبني.. هكذا مرت أول أيامي في المعهد.

ومع بداية الأسبوع الآتي وجدت نفسي أفضل بكثير مما كنت عليه، أصبحت المراجعة أسهل مما سبق وأصبحت أكثر تركيزا في الدرس..نعم وجدت نفسي أتحسن إلى الأفضل.. دعوت الله وحمدته على ذلك.

مع مرور الأيام واحداً تلو الآخر.. ومرور الأسابيع كذلك.. أصبحت الصعوبات التي كانت تواجهني من استيقاظ, وصعوبة تركيز, وصعوبة انضباط مع القوانين التي كانت تقرر علينا، غير موجودة.. لا أكذب إن قلت ذلك.. فقد زالت كما يزول الألم من المريض.. لم أتصور هذا الشيء ولم أتوقع أن تزول، ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..ولا أخفي عليكم أن المنافسة بيننا كانت شديدة. كانت كل واحدة منا تطمح لأن تكون من الفائقات.. ولقد من الله علي إذ كنت منهن.. ومع تلك الأجواء وتلك المنافسات.. لم نلحظ إلا وقد وصلنا إلى آخر يوم في المعهد.. انتهت أيامنا.. أطلقت صافرة النهاية لتخبرنا بوصول قطار ركاب هذا المعهد لينقل كل واحد منا إلى أرضه.

أيام قضيتها لا يستطيع الزمان محوها.. دقائق مرت لا تستطيع الساعات إحصاءها..لا تزال باقية بكل تفاصليها وستبقى بإذن الله ما حييت..

صديقاتي.. أخواتي.. أشكركن من أعماق قلبي لأنكن ساعدتموني في تغيير رأيي بشأن الانضمام لمعهد «الفقيهة»... مسؤولاتنا الغاليات تعجز الكلمات وتجف الأقلام عن أن أوفي حق الشكر لكن.. فقد كنتن لنا القدوة فأحسنتن العمل.. كنتن لنا الأمهات فأحسنتن التربية.. فشكرا وشكراً وشكراً..

معلماتنا.. محفظاتنا «أبلاتنا»، لقد صبرتن علينا، فجزاكن ربي الجنة بصبركن وبمكافحتكن.. وأخيراً شكراً لك وشكراً لك وشكراً لك معهدنا الغالي «معهد الفقيهة»..

نعم لقد كنت فقيهة بين أخواتي الفقيهات..

ذلك المعهد الذي ارتويت منه وشربت حتى اكتفيت.. وتعلمت حتى تربت نفسي.


لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك