رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إعداد: قسم التحرير 17 يوليو، 2023 0 تعليق

نظرة تاريخية على مسلمي الروهينغا

يعد مسلمو الروهينغا من بين الشعوب الأكثر اضطهادًا في العالم؛ حيث يعيشون في دولة ميانمار  المعروفة سابقًا باسم بورما  وقد تجددت موجة من أعمال العنف تجاههم من جانب قوات الأمن خلال الأيام الماضية؛ ما أدى إلى فرار أكثر من 123 ألفًا نحو بنجلاديش، بحسب بيانات الأمم المتحدة، وتُظهِر الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية وصور منظمات حقوق الإنسان قرى بأكملها أُحرِقت، وهُدِم كل ما فيها من منازل من جانب قوات الأمن البورمية، فكيف وصل الأمر إلى هذه النقطة؟ وما الوضع الحالي؟ هذا ما سنستعرضه من خلال هذا التقرير.

من مسلمو الروهينجا؟

      هم أقلية عرقية مسلمة تعيش في ميانمار منذ قرون، ويصل تعدادهم حاليًا إلى أكثر من مليون نسمة، يعيش أغلبهم في مناطق الساحل الغربي للبلاد، وتحديدًا في ولاية راخين؛ إذ يُمثلون حوالي ثلث سكان هذه المنطقة، ويتحدث الروهينجا لغة خاصة بهم لا تعترف بها الدولة.

لماذا ترفض ميانمار الاعتراف بهم؟

       ترفض حكومة ميانمار الاعتراف بالروهينجا بوصفهم مواطنين، وتزعم أنهم بالأساس مزارعين تنحدر أصولهم من بنجلاديش؛ جاؤوا إلى ميانمار بأعداد كبيرة خلال فترة الحكم البريطاني من  1824  وحتى 1948، في الوقت الذي كانت فيه ميانمار جزءًا من الهند تحت إدارة بريطانية، أُرسِل الروهينجا إلى تلك المنطقة عمالاً، فيما عدته بريطانيا هجرة داخلية.

أحفاد التجار المسلمين

       في المقابل، يقول الكثير من الروهينغا: إنهم أحفاد التجار المسلمين، ممن يعود تاريخهم في المنطقة إلى القرن التاسع الميلادي، كما أنهم ينتسبون لمزيج عرقي مختلف، وليس كما تزعم حكومة ميانمار.

 

شعب بلا هوية ولا جنسية

      ومع استقلال ميانمار عام 1948، سُمِح للروهينغا بالتقدم للحصول على بطاقات هوية، وهو ما منحهم بعض الحقوق، بل وخدم بعضهم أعضاءً في البرلمان، ولكن بعد الانقلاب العسكري عام 1962، فقد الروهينغا تلك الحقوق، وتمت معاملتهم كالأجانب، وحصلوا على بطاقات هوية مختلفة خاصة بالأجانب.

        وفي عام 1982، صدر قانون خاص يسمح الروهينغا بالتقدم لطلب الجنسية في حال تحدثهم لغة رسمية مُعترف بها من قبل الدولة، وما إذا كان بإمكانهم إثبات وجود عائلتهم في البلاد قبل الاستقلال، إلا أن أغلبهم لم يتمكن من الحصول على الجنسية بسبب صعوبة الحصول على أوراق من الدولة تثبت جذورهم، وهو ما أبقاهم بلا جنسية أيضًا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك