رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 24 يوليو، 2010 0 تعليق

نائب رئيس لجنة جنوب شرق آسيا جمال الحشاش في حوار مع «الفرقان»: لا يمكن مواجهة حركات التنصير إلا من خلال تحصين المسلمين بالعقيدة الصحيحة

 

 

أكد نائب رئيس لجنة جنوب شرق آسيا في جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت جمال الحشاش أن الحركات التنصيرية تبذل جهودا كبيرة في العديد من دول آسيا في سبيل إبعاد المسلمين عن دينهم وتضليلهم، مشيرا إلى أنه لا يمكن مواجهة حركات التنصير إلا من خلال تحصين المسلمين بالعقيدة الصحيحة والاهتمام بغرس العلم الشرعي وتزويد المسلمين بالثقافة الإسلامية.

وقال: إن دور المراكز الإسلامية والتعليمية والتربوية يعد مهما في المحافظة على العقيدة الإسلامية لأبناء المسلمين، فضلاً عن أننا حريصون على إقامة دورات شرعية للدعاة وأئمة المساجد تفند الشبهات التي تطرحها الحركات التنصيرية.

وأوضح أن اللجنة حققت العديد من الإنجازات الكبيرة من أبرزها إنشاء قرية الكويت للأيتام في كمبوديا، وهي قرية كبيرة تحتضن المئات من الأيتام، وقرية أخرى للأيتام تقع في مدينة بوقور الإندونيسية، وهي تحتضن أكثر من 400 يتيم ومزودة أيضا بكافة الخدمات والمرافق، هذا فضلاً عن المجمع السكني للطالبات في جامعة جالا الإسلامية، ويحتوي على 112 غرفة ويحتضن أكثر من 320 طالبة.

 

> في البداية نريد أن نتعرف على طبيعة عمل لجنة جنوب شرق آسيا؟

< إن طبيعة عمل اللجنة تنصب على خدمة ديننا الإسلامي العظيم وإقامة الأعمال الخيرية التي تخدم هذا الدين، وكذلك تقديم العون والمساعدة والإغاثة الإنسانية والتنمية لفقراء المسلمين داخل البلدان الواقعة في جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا والفلبين وتايلاند وكمبوديا وماليزيا وفيتنام ولاوس.

 

العمل الخيري

> نود أن تحدثنا عن أهمية العمل الخيري والدور الذي يقوم به تجاه المجتمع الإسلامي في الداخل والخارج؟

< في الحقيقة للعمل الخيري أهمية كبيرة للمجتمعات الإسلامية، سواء كان في داخل الكويت أم خارجها، وعلى سبيل المثال في الكويت نجد أن هناك مؤسسات وجمعيات ومبرات خيرية تجتهد وتتنافس في تقديم العديد من الأعمال الخيرية؛ فمنها ما يقوم بمساعدة الفقراء والمساكين من أبناء هذا البلد، ومنها ما يسهم في التوعية والنصح والإرشاد فينتفع المجتمع الكويتي المسلم، ومنها ما يعمل على تقديم المنح الدراسية للطلبة الفقراء؛ فيتمكن هؤلاء الطلبة من  استكمال دراستهم العليا، ومن اللجان الخيرية لجان تسهم إسهاماً فعالاً في محاربة مخاطر المخدرات وإنقاذ المجتمع الكويتي من سموم وخطر هذه الآفة، ونحن في لجنة جنوب شرق آسيا لم نغفل عن الاهتمام بالداخل، فلأن بلدنا الحبيب الكويت يحتضن مئات الآلاف من العمالة الآسيوية؛ فقد أنشأنا لهذا الغرض قسما خاصا يهتم بشؤون الجاليات الآسيوية، وقدمنا لهم الكثير من المحاضرات التوعوية، وقمنا بتوزيع الكتيبات والنشرات الإرشادية، فضلاً عن تواصلنا مع بعض السفارات الآسيوية في شهر رمضان من كل عام؛ حيث نقدم مشروع إفطار الصائم لمئات الخادمات المرتجعات، ومن أعمالنا في الداخل تسيير رحلات للحج والعمرة للجاليات الآسيوية من دول جنوب شرق آسيا.

أما فيما يتعلق بأهمية العمل الخيري وما يقوم به تجاه المجتمعات الإسلامية خارج الكويت فلا شك أن أحوال المجتمعات الإسلامية، ولاسيما في الدول التي تعرف بـ«الدول النامية» صعبة للغاية وتستوجب من الدول المسلمة الغنية تقديم الدعم الذي يسهم في القضاء على مشكلات الفقر وغيرها.

وفي الحقيقة ومن خلال رحلاتنا الميدانية إلى العديد من دول جنوب شرق آسيا لمسنا بوضوح آثار الفقر السيئة وما نتج عنه من ارتفاع كبير في نسبة البطالة والجهل والأمية وانتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة، فضلاً عن ذلك فإن عددا من الدول الواقعة في جنوب شرق آسيا تتعرض بين الحين والآخر إلى كوراث مدمرة تجبر السكان على الرحيل إلى أماكن تؤوي المتشردين، وكل ذلك يجعل وضع هذه البلدان ومشكلاتها صعبة ومتفاقمة للغاية.

 

السفارات الكويتية

> هل تجدون تسهيلات من السفارات الكويتية المنتشرة في العالم تجعلكم تقومون بواجبكم على أكمل وجه؟

< اللجنة بفضل الله تعالى وتوفيقه أولاً، ثم بالدعم الكبير والسخي من أهل الخير والتسهيلات التي نجدها من السفارات الكويتية في الخارج، تقوم بواجبها نحو مساعدة هذه المجتمعات الإسلامية الفقيرة وتقديم كل أنواع الدعم الممكنة، فقد أنشأنا عشرات من المراكز التعليمية والتربوية يدرس فيها حاليا الآلاف من الطلبة والطالبات ومن ضمنهم المئات من الأيتام، وتتكفل اللجنة برواتب المدرسين والعاملين فيها من أجل المحافظة على أن تواصل هذه المراكز تقديم مسيرتها العلمية والتربوية، وكان من ثمرات هذه المراكز تخريج دفعات من الطلبة والطالبات، والآن منهم من أصبح داعية إلى الله سبحانه يعلم الناس أحكام دينهم، ومنهم من أصبح طبيبا، ومنهم من أصبح مدرسا، ومنهم من يعمل بحرفة يتكسب منها الرزق الحلال.

أما من الجوانب الصحية فقد أنشأنا العديد من المستشفيات والمراكز الصحية ولاسيما في جمهورية إندونيسيا التي تحتضن أكبر تجمع إسلامي في العالم، وهــي تقدم دورا إنسانيا مهما وكبيرا في علاج المرضى.

وقدمت اللجنة الكثير من المساعدات الإغاثية للمتضررين من الكوارث، ولاسيما الكارثة المروعة «تسونامي»، وقمنا ببناء الكثير من المساكن للفقراء والمهجرين، ومازلنا نعمل جاهدين بعون من الله لتقديم كل خير ومساعدة لهذه المجتمعات الإسلامية، وكل هذه الأعمال وغيرها الكثير تسهم في حل الكثير من المشكلات التي تواجهها تلك الشعوب.

 

الجمعيات الخيرية

> هل للتضييق والهجمة الشرسة على العمل الخيري أثر على جمع التبرعات هذا العام؟

< بفضل الله تعالى بلادنا تزخر بالجمعيات الخيرية، ونرى ازدياد أعداد المبرات الخيرية وهو دلالة على عدم التضييق على العمل الخيري داخل بلادنا، وهذا يعكس دعم القيادة السياسية والحكومة الكويتية لكل سبل الخير التي تقدمها الجمعيات الخيرية الكويتية، ولا يخفى على أحد الدعم السخي ومبادرات الحكومة الكويتية نحو الدول النامية في سبيل التنمية ومكافحة الفقر والتعليم وغيرها، وأما التضييق فإننا نعتقد أنه نابع من جهات خارجية تضمر حقدا وحسدا على العمل الخيري الكويتي.

 

إنجازات متميزة

> معلوم أنكم متخصصون في العمل الخيري الخاص بجنوب شرق آسيا، ما الإنجازات التي حققتها اللجنة في هذا المجال؟

< حققت اللجنة العديد من الإنجازات الكبيرة، من أبرزها إنشاء قرية الكويت للأيتام في كمبوديا، وهي قرية كبيرة تحتضن المئات من الأيتام وتقع في العاصمة الكمبوية (بنوم بنه) قرب المطار، وتحوي كامل الخدمات والمرافق، ومن الإنجازات أيضا بناء قرية أخرى للأيتام وتقع في مدينة بوقور الإندونيسية وتحتضن أكثر من 400 يتيم ومزودة أيضا بكافة الخدمات والمرافق، وفي مدينة فطاني جنوب تايلاند أنشأت اللجنة المجمع السكني للطالبات؛ حيث يقع في جامعة جالا الإسلامية ويحتوي على 112 غرفة ويحتضن أكثر من 320 طالبة، وفي الجامعة نفسها أنشأت اللجنة كلية الآداب والعلوم الاجتماعية وتضم أقساما علمية، فضلاً عن عشرات المراكز والمدارس، وكلها تخدم أبناء المسلمين وتسهم في القضاء على الجهل والأمية هناك.

 

أنشطة متميزة

>  يتهم بعضهم جمعية إحياء التراث الإسلامي بأنها تعمل في الخارج دون الالتفات للداخل، هل هذا صحيح؟

< بالطبع هذا غير صحيح وغير دقيق؛ فالجمعية لها عشرات من اللجان والأفرع المنتشرة في جميع محافظات الكويت، وهي تقوم على الدوام بعمل الكثير من الأنشطة المتميزة والمتنوعة التي تخدم المجتمع الكويتي والمقيمين في رحاب هذه البلاد الطيبة.

لقد حققت الجمعية الكثير والكثير من الأعمال المتميزة داخل الكويت والدليل حصول التراث الإسلامي على الدرع الذهبية في مسابقة سمو الأمير - حفظه الله - لأعوام عديدة، هذا بخلاف المحاضرات والندوات التي تقدمها للجان الثقافية على مستوى الكويت.

 

الدعوة الاسلامية

> كيف وجدتم الدعوة الإسلامية في جنوب شرق آسيا؟

< بفضل الله تعالى وتوفيقه لمسنا في السنوات الأخيرة أن الدعــــوة الإسلامية في جنوب شرق آسيا تسير بخطى طيبة وتبشر بمستقبل مشرق إن شاء الله، وقد رأينا انتشار المعاهد الشرعية بكثرة، وحرص وعزم طلابها على تلقي العلوم الشرعية الصحيحة ونشرها، وهذا من فضل الله تعالى وتوفيقه.

 

الحركات التنصيرية

> ماجهودكم في مواجهة الحركات التنصيرية في آسيا؟

< الحركات التنصيرية تبذل جهودا كبيرة في العديد من دول آسيا في سبيل إبعاد المسلمين عن دينهم وتضليلهم، ولا يمكن مواجهة حركات التنصير إلا من خلال تحصين المسلمين بالعقيدة الصحيحة والاهتمام بغرس العلم الشرعي وتزويد المسلمين بالثقافة الإسلامية، ولعل دور المراكز الإسلامية والتعليمية والتربوية يعد مهما في المحافظة على العقيدة الإسلامية لأبناء المسلمين، فضلاً عن أننا حريصون على إقامة دورات شرعية للدعاة وأئمة المساجد تفند الشبهات التي تطرحها الحركات التنصيرية.

> هل الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم أثرت على عملكم الإغاثي  في آسيا؟

< لاشك أن الأزمة الاقتصادية وضحت آثارها على العديد من دول العالم، ولكن حتى هذه اللحظة لم تظهر آثارها على بلادنا ظهوراً كبيراً، ومازلنا نرى إقبال أهل الخير على المشاريع الخيرية يسير بصورة طيبة، ونرجو أن يستمر كذلك، وندعو الله تعالى أن يقي بلادنا التي يكثر فيها فعل الخيرات والصدقات شرور الأزمات والنكبات، وأن يجعلها دوما أرض سخاء ورخاء.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك