رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 13 يوليو، 2010 0 تعليق

نائب الأمين العام لجماعة أنصار السنة بالسودان كامل البلال لـ (الفرقان):البلال: إهمال العقيدة الصحيحة وعدم العمل بها من تلبيس الشيطان على هذه الأمة (2-2)

 أكد نائب الأمين العام لجماعة أنصار السنة بالسودان وخطيب مسجد الملك فيصل بن عبدالعزيز بأم درمان  كامل عمر البلال أن دور المرأة في الدعوة لا يقل عن دور الرجل بأي حال من الأحوال، وأمهات المؤمنين والصالحات قديماً وحديثاً ضربن أروع الأمثلة في التعليم والتعريف بتعاليم الدين، وقال في الجزء الثاني من حواره مع (الفرقان): إن  قضايا المسلمين لا يمكن أن تحل بين عشية وضحاها، ولا نملك العصا السحرية التي تحل المشكلات، مشيرا إلى أن  التجمعات الإسلامية الموجودة اليوم مثل (رابطة العالم الإسلامي) و (الجامعة العربية) وغيرهما فيها خير كثير من ناحية توحيد الرؤى والجهود.

وحث البلال الإعلاميين المسلمين على  تعديل معايير الخبر التي تدرس في كليات الصحافة والإعلام بدلاً من الاتباع الأعمى لمعايير (الإثارة والغرابة والاهتمام الإنساني).

وقال: إن الفضائيات الإسلامية لم  تنجح في البديل الإسلامي،  فما زال المشوار أمامها طويلاً ولكنها بذرة خير يجب أن ترعى وتنمى، ويجب ألا يدب اليأس في نفوس القائمين على أمر هذه الفضائيات.

وأوضح أن إهمال العقيدة الصحيحة وعدم العمل بها والدعوة إليها من تلبيس الشيطان على هذه الأمة؛  فموضوع العقيدة هو الموضوع الأول الذي يجب أن يحظى باهتمام الدعاة في كل زمان ومكان.

-  كيف ترى إعلام الجريمة وأثره السيئ على الأمة من وجهة نظرك؟

-هذه النقطة بالذات تشكل اهتماماً كبيراً بالنسبة لي بحكم أنني أنتمي إلى قبيلة (الصحافيين) الكبيرة، وأقول في هذه النقطة إننا نحتاج إلى (قيم خبرية) جديدة تتفق مع معايير الإسلام، والمطلوب في هذا المجال أن يجتهد الإعلاميون المسلمون من أجل تعديل معايير الخبر التي تدرس في كليات الصحافة والإعلام، بدلاً من الاتباع الأعمى لمعايير (الإثارة والغرابة والاهتمام الإنساني) وغيرها من  القيم والمعايير الخبرية التي وضعها الغربيون وفق منظورهم المجرد من البعد الإيماني والأخلاقي.

فالإعلام الذي يهتم بأخبار الجرائم والفظائع والفضائح يحتاج مروجوه إلى وقفة جادة مع النفس، وتذكر قول الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}، فإذا كان هذا هو حال الكلمة تنطق مرة واحدة لشخص واحد في مجلس واحد «قد تلقى به في النار...» فكيف بالكلمة التي تنتشر بين الملايين وتحفظ بالوسائط وتطبع في الصفحات ويقرؤها الناس جيلاً بعد جيل؟! أقول لهؤلاء المروجين لهذا النوع من الإعلام: اتقوا الله فينا وفي شباب الأمة؛ فإعلام الجريمة ضرره أكبر من نفعه، ويجب عليكم السعي من أجل إبراز القيم الفاضلة في النفوس، بدلاً من الحكايات التي تؤخر ولا تقدم.

-  نقد المسؤولين هل يندرج تحت قضية الحاكمية وولى الأمر؟

- لعلك تقصد بالسؤال: هل يعد النقد خروجاً على الحاكم؟ فأقول جواباً عن هذا: إن النقد إذا كان القصد منه التشهير والتحريض من أجل إحداث نوع من البلبلة في المجتمعات المسلمة فلاشك أنه مرفوض، أما إذا كان من أجل النصيحة وفق ضوابطها الشرعية ومن أجل الخير والإصلاح فهذا لا شيء فيه؛ فالرسول [ قال: «الدين النصيحة» ولكن الكثيرين الآن عندهم: الدين الفضيحة، فتجدهم إذا رأوا خطأ ما، حقيقيّاً أو متوهماً، لا يبادرون إلى الاتصال بالمسؤول والتفاهم معه بصورة أخوية، ولكنهم يدقون طبول الحرب ويؤلبون الناس عليه ، وهذا خطأ كبير.

- كيف يمكن التعاون  بين السلفيين في العالم؟

- التعاون بحمد الله موجود، والمطلوب تعزيزه وتكثيره، وثورة الاتصالات عمقت وقوت هذا التعامل، والآن السلفيون يقدمون النماذج الطيبة في المجتمعات المختلفة بتعاونهم في الأعمال التي تعود بالخير على الناس مثل: كفالة اليتيم وحفر الآبار وبناء المساجد وجهود الإغاثة للمتضررين من الكوارث؛ مما كان له أكبر الأثر في رسم الصورة الزاهية للداعية السلفي في أذهان سكان كثير من مناطق العالم الثالث. ويجب علينا أن نسعى أيضاً من أجل التعاون لإسماع كلمة التوحيد للدول المتقدمة ماديّاً، وذلك بغزو هذه المجتمعات فكريّاً، وأن نعيد الكرة عليهم وأن ننشئ الفضائيات والإذاعات والصحف التي تتحدث إليهم بلغاتهم وتبين لهم محاسن الإسلام وتدعوهم إلى الانخراط في صفه: ({وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}.

- نريد نصائح للمرضى وللمعاق ولأهل المعاق.

- الله يبتلي المؤمن بالخير والشر، وأمر المؤمن كله خير كما صح بذلك الحديث عن المصطفى [ ، فالصبر على الابتلاء فيه خير كثير للمريض ولأهله. فيجب عليهم أن يعلموا أن مع العسر يسرا وأن الصبر مفتاح الفرج، والمريض أو المعاق عضو كامل العضوية في المجتمع المسلم يجب أن تتاح له الفرصة لأداء دوره  وإبراز مواهبه بحسب قدراته، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

- كيف ننهض بالداعية المسلمة؟

- دور المرأة في الدعوة لا يقل عن دور الرجل بأي حال من الأحوال، وأمهات المؤمنين والصالحات قديماً وحديثاً ضربن أروع الأمثلة في التعليم والتعريف بتعاليم الدين، والمطلوب شحذ همم أخواتنا وبناتنا نحو التفقه في دين الله، وأن يقمن بدورهن المنوط بهن في التعليم ونشر رسالة الإسلام. وأحسب أن المخترعات الحديثة مثل الكمبيوتر والإمكانات التي يقدمها في هذا المجال لا تعطي أياً منهن عذراً في التخلف عن ارتياد مجال الدعوة عالمة أو متعلمة.

- كيف يمكن أن نحل قضايا المسلمين من خلال جهة إسلامية؟

- قضايا المسلمين لا يمكن أن تحل بين عشية وضحاها، ولا نملك العصا السحرية التي تحل المشكلات، والتجمعات الإسلامية الموجودة اليوم مثل (رابطة العالم الإسلامي) و (الجامعة العربية) وغيرهما فيها خير كثير من ناحية توحيد الرؤى والجهود، ولكن هذه التجمعات تحتاج إلى إخلاص النية والتجرد ثم الخطط الحكيمة الراشدة والتفعيل لبرامجها من أجل إحداث التغيير المطلوب في أوضاع المسلمين.

- هل ترى أن الفضائيات الإسلامية نجحت في البديل الإسلامي؟

- قطعاً  لا؛ فما زال المشوار أمامها طويلاً ولكنها بذرة خير يجب أن ترعى وتنمى، ويجب ألا يدب اليأس في نفوس القائمين على أمر هذه الفضائيات عندما يرون كثرة الباطل وزخمه وإمكاناته، فالمسلم مبتلى ولكنه منصور في النهاية: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون}، {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}.

- ما السلفية وهل هي محصورة في مكان معين أو زمان معين أو عنصر معين؟

- السلفية تعني اتباع منهج السلف الصالح في تلقي نصوص الشريعة والعمل بمقتضاها، والسلف الصالح هنا هم الرسول [ وصحابته والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين. وقد ظهرت الدعوة إلى اتباع منهج السلف عندما أطلت البدع برأسها وظهر القول بخلق القرآن وبدأت ضلالات الروافض وأهل الاعتزال في الانتشار؛ فأصبح مصطلح (السلفية) يدل على كل من وافق أهل السنة والجماعة في منهج العمل بالنصوص الشرعية وابتعد عن البدع المحدثة بعد عهد الصحابة رضي الله عنهم.

والسلفيون لا ينحصرون في مكان ولا زمان؛ فهم موجودون دائماً لا يخلو  منهم عصر أو مصر، بدليل حديث المصطفى [ : «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك»، وقد جزم بذلك الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث من (صحيح مسلم).

- العقيدة أصل الدين ومدار العمل والقول، فلماذا تراجع الاهتمام بالعقيدة، وأصبحت شبه هامشية وفي أحسن الأحوال مسألة ثانوية عند السواد الأعظم من الجماعات الإسلامية حتى بعض المنتسبين للسلفية؟

- لا شك أن إهمال العقيدة الصحيحة وعدم العمل بها والدعوة إليها من تلبيس الشيطان على هذه الأمة؛ فموضوع العقيدة هو الموضوع الأول الذي يجب أن يحظى باهتمام الدعاة في كل زمان ومكان، ولو لم يكن هناك دليل على أهمية أمر العقيدة إلا قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} لكان هذا كافياً، فكيف ونصوص الكتاب والسنة في بيان أمر العقيدة وأهميته تعد بالآلاف؟! فالواجب على الدعاة جعل العقيدة محور اهتمامهم الأول، فمنها الابتداء وإليها المنتهى، وكل الأعمال الصالحة التي يعملها الإنسان لو لم تؤسس على عقيدة التوحيد الخالص فهي غير مقبولة عند ربنا تبارك وتعالى: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}.

- ما موقف الدعوة السلفية من تعليم المرأة وعملها؟

- طلب العلم في الإسلام فريضة على الرجل والمرأة على حد سواء، والعلم والتعلم في الإسلام لا يحده حد، وعمل المرأة جائز بالضوابط الشرعية والتي من أهمها الحاجة إلى العمل والتقييد بالحجاب وبآداب الإسلام، وعدم تضييع مهنة المرأة الأساسية في الإسلام والمتمثلة في حفظ الأسرة وتنشئة أجيال المستقبل على قيم الخير والفضيلة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك