رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: فهد بن سليمان التويجري 10 يوليو، 2010 0 تعليق

من المؤسف جداً

 إن من مزايا هذه الأمة أنها أحسنت الاختيار في بداية تأريخها، فكانت بداية تأريخها بهجرة نبيها[, ولم تكن بالمولد الذي يؤرخ به كل أحد، ولقد تشاور الصحابة الكرام مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- بعد أن أيقنوا بحاجتهم الماسة إلى وضع تأريخ، ومن أين تكون بدايته?، فرأى بعضهم أن يكون من بعثة رسول الله[ ، وبعضهم من مولده، وقال آخرون: يكون من غزوة بدر، وأسقتر أمرهم أن يكون التأريخ من هجرة المصطفى[.

إن التأريخ الهجري وسام تميز وفخر لهذه الأمة؛ حيث إن الاختيار وقع على حدث جلل معروف وهو انتقال رسولنا - عليه الصلاة والسلام - من وطنه إلى وطن ثان، وبعد الهجرة أصبح للإسلام دولة وكيان، ولكن من المؤسف جداً أن التأريخ الهجري غير معروف في كثير من البلاد الإسلامية، فضلاً عن العمل به والتعامل، وهذا لمسته من خلال زيارتي لبعض البلدان الإسلامية، ومن الطريف والمؤسف في آن واحد أن أحد الإخوة يذكر لي عندما كنا في بلد أوروبي، أن أحد أفراد الجالية العربية الإسلامية في بلجيكا كان يصوم اليوم  الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر على التأريخ الميلادي، بل إنني ذهبت لبلد خليجي ووجدت بعضهم لا يعرف التأريخ الهجري ولا الأشهر الإسلامية وهذا مؤسف جداً، وإني من خلال هذه الأسطر أدعو إخوتي الوافدين إلى السعودية من أي بلد إسلامي أن يتعلموا التأريخ الهجري ماداموا في المملكة العربية السعودية وأن يعلموه أولادهم ونساءهم وأهل بلادهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون؛ حيث يرتبط بهذا التأريخ عبادات منها الصوم والحج وغيرهما، وليعلموا أنه لا يجوز ترك التأريخ الهجري واستبدال التأريخ الميلادي به، ولا مانع من معرفة الجميع، وأن يكتب التاريخ الميلادي إزاء التأريخ الهجري، وعلى أصحاب الشركات والمؤسسات وكذا البنوك ألا يهجروا التأريخ الهجري، ولا مانع من الجمع بينهما، وليعلم أن هجرة رسولنا[ لم تكن في أول شهر المحرم كما يظن بعض الناس، وإنما كانت في الخميس السادس والعشرين من شهر صفر سنة أربعة عشر من البعثة، كما أنه لا يرتبط بنهاية العام الهجري نهاية عمل صالح أو بدايته؛ لأن نهاية العام تكون بليلة القدر آخر رمضان كما أن بدايته تكون بليلة القدر.

وأخيراً ارجعوا أيها القراء الفضلاء إن شئتم إلى ما كتبه الإمام الحبر البحر ابن تيمية في كتابه: «اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك