رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبدالعزيز الغريب 19 يوليو، 2010 0 تعليق

“منتــــدى إسطنبـــول للســـــلام” المســــــجد الأقــــــصى أيــــــــــــن؟!!

في صبيحة يوم السبت الموافق 25/4/2009م انطلقت فعاليات مؤتمر "منتدى إسطنبول للسلام" بالتعاون مع منظَّمات المجتمع المدني، ويهدف المؤتمر إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وجذب الانتباه إلى خطط الكيان الصهيوني الغاشمة لهدمه.

شاركت في هذا المنتدى شخصيات عالمية من دول شتى، وجمع كبير من الكتَّاب والمفكِّرين والمؤرِّخين، من أبرزهم الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني- والشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، وأكرم العدلوني الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية، والأستاذ حسن صنع الله (مركز البحوث المعاصرة)، والدكتور محسن صالح (مركز الزيتونة للدراسات والبحوث)، وإبراهيم جبريل (جمعية الأقصى بجنوب أفريقيا) .

ومن تركيا - الدولة المضيفة - شارك الدكتور أحمد أغير أقجا (مركز البحوث والدراسات، عضو اتحاد العلماء المسلمين)، والباحث الصحافي مصطفى أوزجان، ومحمد دميرجى (جمعية تراثنا)، والدكتور طوفان بُوزبينار (عضو اللجنة الفنية التركية التي أعدت تقريرًا عن الحفريات أسفل المسجد الأقصى)، وممثلون من الجمعيات المنضوية لاتحاد السلام، فضلاً عن عدد آخر من الباحثين من فلسطين ولبنان وكندا والفلبين.

وقد ترأس الجلسة الأولى الشيخ رائد صلاح، وتناول فيها المشاركون "تاريخ المسجد الأقصى، وأهميته في الإسلام"، وكانت المفاجأة في هذا المؤتمر ما قاله الباحث والصحافي التركي "مصطفى أوزجان " في ورقته التي ألقاها في الندوة التي بعنوان "التحديات التي يواجهها المسجد الأقصى ومدينة القدس"، وبثت مباشرة من قنوات عدة أبرزها "قناة الجزيرة مباشر"، وترجمت الكلمة للحاضرين ترجمة فورية للعربية والإنجليزية، بأن المسجد الأقصى يتعرض للتشكيك في مكانه – أي في القدس - ومكانته عند المسلمين .

وأوضح في كلمته أن هناك من الكُتاب في الصحافة التركية من يقول: إن المسجد الأقصى هو مسجد بالقرب من مكة، ويشكك في أن يكون المسجد الأقصى هو مسجد القدس؛ وأن تلك الأقوال تترادف وتتوافق مع ما ينشره الباحثون اليهود في كتبهم وكتاباتهم!!

ثم انتقل إلى محور جديد – فاجأ الحضور - ألا وهو كتابات بعض الشيعة حول مكان المسجد الأقصى ومكانته، وخص بالذكر كتاباً يحمل مسمى "المسجد الأقصى أين؟" وكاتبه جعفر مرتضى العاملي، وهو شيعي من جبل عامل في لبنان، وذكر نصوصا من كتاب العاملي، جاء فيها: "لقد تبين لنا حقائق  عدة بخصوص المسجد الأقصى الذي يحسم الأمر أنه ليس الذي بفلسطين"!!

وأضاف "الباحث التركي أوزجان" أن "العاملي" زعم كذلك في كتابه "الصحيح من سيرة النبي الأعظم": "أنه حين دخل عمر بيت المقدس لم يكن هناك مسجد أصلاً، فضلاً عن أن يسمى أقصى"، وأن " المسجد الأقصى الذي حصل الإسراء إليه، والذي بارك الله حوله ، هو في السماء"!!

وطرح "أوزجان" سؤالا: "هل ما جاء به "العاملي" وما خلص إليه بأن المسجد الأقصى مسجد في السماء !! كتابة فردية أم تكررت في بعض كتب ومراجع وتفسيرات معتمدة لدى علماء الشيعة؟!

واستنكر "الباحث التركي" تلك الأقوال والكتابات من الشيعة التي تنص على أن المسجد الذي أسري إليه بالنبي محمد[ هو مسجد في السماء في البيت المعمور واسمه المسجد الأقصى، ويتشابه اسمه مع مسجد القدس!! وأن عداوة الشيعة لبني أمية وكرههم لهم دفعهم لذمّ دورهم في إعادة بناء المسجد الأقصى وإعمارهم للقدس بمنشآت جديدة، كان ذلك من أبرز دوافع الشيعة للتقليل من شأن المسجد الأقصى، وإعطاء أماكن أخرى مكانة عظيمة تفوق مكانة المسجد الأقصى وفضله!!

وتحدث "مصطفى أوزجان" عن دور المؤرخ اليعقوبي المتشيع في نشره الروايات المتحاملة على الأمويين؛ فهو منافس لبني أمية، ورواياته كانت متناقضة وواهية والمصادر القديمة باستثناء اليعقوبي لم تشر إلى هذه الرواية ولم تذكرها .

وختم الباحث حديثه بالتأكيد على إجماع المسلمين على مكانة المسجد الأقصى وأن فضله حق لا يعتريه باطل ، وأن المسجد الأقصى المذكور في الآية هو عينه الموجود في بيت المقدس . 

وبعد تلك الكلمة ، كانت كلمة د. أحمد أغير أقجا (عضو اتحاد العلماء المسلمين - تركيا) التي استنكر فيها بشدة تلك الأقوال الزاعمة بأن المسجد الأقصى هو مسجد في السماء!! مؤكداً أن المسجد الأقصى هو مسجد القدس بنص الآية الأولى في سورة الإسراء.. ومهما حاول المبطلون فإن الحقيقة لا تحجب بغربال!!

نعم لقد تطرق الباحث الصحافي"مصطفى أوزجان" لقضية في غاية الأهمية بل والخطورة أيضاً مفادها: "أن من حاول التشكيك في مكانة المسجد الأقصى المبارك – ومن أولئك اليهود والمستشرقين - دلل على ذلك بمزاعم واهية استلها من مراجع الشيعة؛ لتكون سيفاً يضرب ثوابت أمتنا وعقيدتها، ويزعزع مكانة المسجد الأقصى في قلوبنا "!!

ولا شك أن ما قاله "مصطفى اوزجان" هو غيض من فيض، ومن أراد المزيد فليرجع إلى كتاب "الشيعة والمسجد الأقصى" وليرى ما كتبه العاملي وغيره في التشكيك في مكان ومكانة المسجد الأقصى عند المسلمين . 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك