رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 10 يوليو، 2010 0 تعليق

ملتقى «الأخلاق مسؤوليتنا جميعاً» في مركز الارتقاء لرعاية الشباب في السالمية

 أقام مركز الارتقاء لرعاية الشباب ملتقى «الأخلاق مسؤوليتنا جميعاً» برعاية مشروع دعوة الخير في منطقة السالمية، حضره كل من الشيخ سعد البناق والدكتور وائل الحساوي والشيخ راشد العليمي ورئيس المركز خالد السعيد، وقدم عريف الملتقى نبذة عن كل محاضر والمحاور الثلاثة التي سيتحدثون من خلالها وهي المحور الشرعي والإعلامي والاجتماعي.

وفي بداية الملتقى استعرض الشيخ سعد البناق دور الشريعة في تعزيز الأخلاق فقال: إن خلق النبي[ - كان القرآن، وان حسن الخلق من أفضل ما يقرب العبد إلى الله؛ قال رسول الله[  «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس».

وأشار إلى الحديث «إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله، الحلم والاناة» قال «اخلق تخلقه ام خلق جبلني الله عليه؟ قال «بل خلق جبلك الله عليه..» الحديث.

فالأخلاق يتخلقها الإنسان ويتعود عليها حتى تكون بعد ذلك اخلاقا له؛ قال رسول[ «ما يكن من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله».

وعن ابن مسعود عن النبي[ قال «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا» وأشار إلى حديث النبي[ الذي يقول فيه: «إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم....» الحديث رواه الخطيب البغدادي بسند حسن.

وقال د. وائل الحساوي: إن الاساطير التي تمكن الصهاينة من غرسها في نفوسنا التدفق للمعلومات والانفتاح العالمي، وبذلك سيطروا على عقولنا وأصبح التدفق في اتجاه واحد، من القوي إلى الضعيف ومن المسيطر إلى المسيطر عليه.

وكذلك فرض اللغات الأوروبية حيث أوهمونا أن التقدم لا يتم إلا من خلال اللغات الأجنبية ولابد من تعلمها لكي ننجح «فصدقناهم وبدءنا تدريس الإنجليزي في المتوسطة ثم الابتدائي ثم في رياض الأطفال، مشيرا إلى أننا نتفاخر بتعليم أبنائنا في المدارس الأجنبية، كما ازدادت نسبة المقالات  المكتوبة بالإنجليزية إلى 65٪ عام 1985، وازدادت نسبة المقالات العلمية المكتوبة بالإنجليزية إلى 92٪ عام 1981، إضافة إلى السيطرة على إنتاج الرسالة الإعلامية «الأخبار والبرامج»، مشيرا إلى وجود أربع وكالات عالمية تحتكر 76٪ مما تبثه وكالات الأنباء العربية والصحف العربية.

وعن تهديد سيادة المعلومات قال الحساوي: إن شبكة الإنترنت والفضائيات قد كسرت جميع الحواجز الثقافية والأخلاقية ودخلت في بيوتنا دون استئذان، اقرأوا المدونات التي لا تحكمها الضوابط وتبث لمن هب ودب، و«النايل سات» و«العرب سات» تصل عن طريقها إلى أكثر من 500 قناة ناهيك عن القنوات الأوروبية والتركية و«الإسرائيلية» وغيرها، حتى الدول لم يعد لها سيطرة على مواطنيها، بل تستطيع اي دولة أن تهيمن على عقول مواطني الدول الأخرى عن طريق  الطابور الخامس من الوسائل الإعلامية العربية، هي الاخطر تأثيرا مثل «مسلسل نور التركي - ستار أكاديمي....».

واضاف الحساوي: دعونا نذكر بعض الأمثلة من الثقافة الغربية المخصصة للطفل وكيفية صياغتها بأساليب تخالف العقيدة الإسلامية.

البطل الرئيسي لقصة «بيتر بان» ولد صغير يعيش إلى الأبد لإنه تحدى القدر ورفض أن يكبر لأنه يرفض أن يموت.

وقصة طرزان مبنية على نظرية دارون في التطور التي ترفض فكرة الدين، كما أنها تدعو إلى تغليب الجانب الحيواني من الإنسان على الجانب الروحاني الذي تنكره اصلا، كما تصور التعري والتحرر من قيود المدينة على أنها حرية، وبسبب جهل طرزان بالقيم والاعراف المدنية فإنه لا يفرق بين غني وفقير، ولا بين عظيم وحقير من البشر.

وقصة سوبر مان والرجل الوطواط والرجل العنكبوت والمرأة القطة وغيرها من قصص الأبطال الخارقين تنكر وجود الله تعالى، وكثيرا ما تتحداه.

ومن المشكلات التي يعاني منها كثير من الأطفال في الغرب بسبب العيش في تلك القصص الخيالية ما يعرف بظاهرة الكبار الذين يرفضون أن يعتبروا أنفسهم كبارا بسبب الصدمة النفسية التي تصيبهم عند الانتقال إلى العالم الحقيقي للكبار، وكذلك ضعف العلاقة بين الأطفال والكبار، وفي كثير من الأحيان كراهية الأطفال للكبار أو احتقارهم  لهم، بسبب واقعية الكبار التي تخيف الأطفال.

واستخدام الحيوان بطلا لقصص الأطفال يسبب تناقضا عجيبا بين الشخصية لبطل القصة، والخصائص العامة لفصيلته الحيوانية، ولم يقتصر الأمر على الأفلام والمجلات والقصص الموجهة للطفل، وألعاب الـ «بلاي ستيشن»، ولكن الأمر قد تخطاه إلى لعب الأطفال التي تربى في الطفل القيم الغربية بطريقة أكثر تأثيرا، فعلى سبيل المثال نجد اللعبة «باربي» التي تحولت إلى أسطورة عند الأطفال الصغار من الإناث، فهي تمثل شكل امرأة بالغة فائقة الجمال، لها مواصفات مبالغ فيها في الشكل، وشعرها أشقر وعيناها زرقاوان، ويباع معها ملابس متنوعة تطابق اللباس الغربي من مايوه البحر ولباس الحفلات والشورت القصير وغيرها، ولها سيارة وقارب وبيت وأثاث بل ولها صديق «عشيق» اسمه «Ken» وقد حملت منه في صورتها الجديدة!!

وأشار إلى أن البحث الأكاديمي أثبت أن ما يسمى بالشكل المثالي للمرأة، والمنتشر بين الناس في وسائل الإعلام والإعلانات المختلفة هو الشكل المبني على المقاييس الجسمية لعارضات الأزياء واللاتي يكن نحيفات بشكل غير طبيعي قد يصل إلى حد الشذوذ، ما يصيب المرأة الطبيعية بالإحباط بسبب حاجتها المستمرة لإنقاص وزنها لكي تكون جميلة.

وأكد الحساوي أن الخوف من السمنة تسبب في انتشار مرض الفقد الكامل لشهية الأكل، والذي يتسبب في موت أكثر  من 150 الف امرأة أميركية كل عام.

وقد كشفت احصائية قامت بها إدارة التعليم الصحي في بريطانيا عن أن أكثر من نصف البنات في سن الثانية عشرة  يعانين من قلق نفسي شديد بخصوص أشكال وأوزان أجسامهن.

وتحدث الشيخ راشد العليمي عن دور الأسرة في غرس القيم فقال: أن التربية على الخلق الحسن تبدأ في أولى مراحلها في مصنع الرجال، ويكون هذا في الأسرة التي هي أعظم لبنة في المجتمع؛ ولذا كان واجبا على كل زوج وزوجة أن يراعيا هذا الأمر ويتذكرا أن الله جعل بين أيديهم امانة عظيمة حري بهم أن يهتما بها.

والحديث عن دور الأسرة في غرس القيم له محاور عدة، من ذلك الأخلاق التي تتأثر بعوامل كثيرة منها الفطرة، ويقصد بها النشأة الاولى التي يولد عليها الإنسان، ويكون القلب فيها صافيا بعيدا عن كل خلل في جناب الله، وبعيدا عن تلوث الشرك والمعاصي؛ قال النبي[ ، «كل مولود يولد على الفطرة...».

والأسرة: حيث يأتي دورها تباعا  لما ترسخ في قلب الصغير من أخلاق مفطور عليها، فهي إما أن تعزز هذه الأخلاق والصفات الحميدة أو تغيرها بما يتوافق مع أخلاق الأبوين، وهذا كما عاتب أحدهم ولده على العقوق، فقال : يا أبت إنك عققتني صغيرا، فعققتك كبيرا، وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك