رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 19 يوليو، 2010 0 تعليق

مفاســــــد إقحــــام المـــــرأة فـــــي الترشيـــــح للمجلــــس التشــــريعي

بقلم: د. بسام الشطي

 

 

 

 

 

 

 

 

رئيس قسم العقيدة الدعوة.

 

 

كلية الشريعة- جامعة الكويت

 

 

 

يستعد المواطنون الإدلاء بأصواتهم بعد أيام قلائل لاختيار الأكفأ والأصلح والقوي الأمين والحريص على النهضة بالبلاد والنظر في مصالح العباد وفق شريعة الإسلام الكاملة والصالحة لكل زمان ومكان، وقد رأيت وسمعت وقرأت بعض التجاوزات التي لا يسكت عنها بحكم أنني رئيس قسم العقيدة والدعوة وإمام وخطيب وداعية في هذه الأرض الطيبة، وأخاف أن يعمنا الله سبحانه وتعالى بعقابه لحديث: ((إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه)) رواه أحمد.

 

< ومن أهم هذه المفاسد:

دخول المرشحة في دواوين الرجال وتجمعاتهم وهي بكامل زينتها ومتعطرة  ومتبرجة،  وتصافح هذا وتبتسم مع ذاك، وتخرج إلى ساعات الفجر  الأولى، ويمكن أن تخرج مع شباب في سيارة واحدة من مكان إلى آخر, وأحياناً تصطحب معها بعض البنات يتبادلن الحديث والنكات مع الرجال، وأصبحت الغاية تبرر الوسيلة.

لقد وقعت هذه المرشحة في مخالفات كثيرة، ومنها: النظر إلى الرجال, والخروج بكامل زينتها, ومتعطرة, وتدخل مجالس الرجال, وتسهر, وتصافح الرجال, وتخضع بالقول, ولقد أمر الله سبحانه النساء والرجال بغض البصر فقال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}, ويقول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «ياعلي, لا تتبع النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة»، وفي الحديث أيضاً: «العينان تزنيان وزناهما النظر, والأذنان تزنيان وزناهما الاستماع, واللسان يزني وزناه الكلام, واليد تزني وزناها البطش, والرجل تزني وزناها الخطى» متفق عليه.

وقد تدخل في وسط مجالس الرجال وهي تضرب برجلها حتى يلتفت الرجال إليها وقد حذر الشارع الحكيم من مغبة ذلك: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ} وهذا يؤدي إلى فساد يصل إلى القلب ويقول سبحانه: {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}.

ثم تجلس في صدر المجلس لتنظر إليهم وينظروا إليها, يقول صلى الله عليه وسلم عن أفضل صف للمرأة وهي في الصلاة: «خير صفوف النساء آخرها, وشرها أولها» رواه الترمذي.

كل ذلك حتى لا تؤدي عملية الاختلاط والرؤية إلى تعلق القلب عند سماع الكلام ومتابعة الحركات وإشغال الذهن والقلب ويترتب عليه فساد في الخشوع وتسويش النية.

ثم تتعطر المرشحة في سيارتها وتضع المكياج وتخرج شيئاً من شعرها ويدها وأطراف رجلها، فإذا كان هذا ممنوعا للصلاة فغيره أولى لحديث: «إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طبيا» قال ابن دقيق العيد: يلحق بالطيب ما في معنا كحسن الملبس والحلي الذي يظهر أثره والهيئة الفاخرة.

وتصافح جميع الرجال الذين هم في المجلس, ففي الحديث: «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أي يمس امرأة لا تحل له» رواه الطبراني.

وسداً للذرائع ووقفا لهدم دعامات الدين والأخلاق والفضائل منعت المرأة الأجنبية من الدخول على الرجال؛ لأنها فتنة عظيمة ففي الحديث: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» ووجه الدلالة: أنه وصفهن بأنهن فتنة, فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون, فهذا لا يجوز.

وإذا أراد الرجل حاجة أو طلب لتقوم به هذه المرشحة اختلى معها ويشرح لها ربما في مكان خالي, ففي الحديث «ما خلا رجل بإمرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما» وقد تكون متبرجة بزينة فيقول سبحانه {وإذا سألتموهن متاعهاً فأسلوهن من وراء حجاب} وفي الحديث أيضاً: «لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم» رواه البخاري ومسلم.

عندما تفتح المرشحة مقرها وتختلط بالرجال ثم إذا نجحت ستفتح ديواناً مختلطاً وعليها ستزيد ديوانيات بهذه النوعية ثم يتساءل الجميع ما فائدة قانون منع الاختلاط إذن وتقول: (أنا قادرة على حفظ نفسي ولو كنت بين الرجال), فأين السمع والطاعة للأوامر واجتناب النواهي, ففي الحديث «المراة عورة, فإذا خرجت استشرفها الشيطان, واقترب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها» رواه الترمذي.

< انظر إلى مفاتيح المرأة الانتخابية شباب لا تتجاوز أعمارهم عن 21 سنة وتجتمع معهم في لجان عديدة بمقابل أموال لا تزيد عن 750 ولا تنقص عن 250 دينار وتجالسهم, ومعهم فتيات أيضا فيجتمعون في مكان واحد وإلى ساعات الفجر الأولى, ثم يتبادلون الاتصالات الهاتفية وتجاذبات الكلام, فهذا باب شر عظيم وخطير وفتاك, ففي الحديث: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» رواه البخاري, فياتون متبرجات بزينة متجملات, فتمكين المرأة من الاختلاط بالرجال أصل كل بلية وشر, وهو من أعظم أسباب  نزول العقوبات العامة, كما ذكره العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى-.

< بعض أهالي المرشحات بدأوا يتوعدونهن بالتهديد والوعيد نتيجة للغيره؛ لأن العمل غير مألوف, فحتماً ستكون هناك الكراهية والعداوة والبغضاء وفتح باب شر على الأمة, فالرجل عنده غيره ولا يرضى بأن قريبته ستكون بجانب الرجل في حديثه, ففي الحديث: «لا يدخل الجنة ديوث», وهو الذي يقر في أهله الخبث، ومنزوع من الغيرة على أهل بيته.

هذا العمل يؤدي إلى نزول الحياء عن المراة, وزوال الهيبة عن الرجل قاله الشيخ محمد العثيمين -رحمه الله- تعالى فالمرأة جميلة في حيائها فهي اللؤلؤة المكنونة وكثرة التفاتها مع الرجال يفقدها أنوثتها وستقوم بالخضوع بالقول  والتجمل للرجال وربما تصبح مترجلة بعد فترة من الزمن ففي الحديث «لعن الله المترجلات من النساء».

استقدمت المرشحات في العام الماضي مجموعة من العربيات بكامل زنتهن بل وكاسيات عاريات أمام وداخل أماكن الإدلاء بالأصوات، ويضعن صور المرشحات على صدورهن ويتحدثن مع الرجال في الطرقات، وعطلن مرور السيارات تأمره أن ينزل الشباب لترمي عليهن الأوراق وتترجاه وأسرته وتقدم له بعض المشروبات الباردة مع خضوع بالكلام {ولا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.

وأرسلت بعض المرشحات بعض المفاتيح الانتخابية من الفتيات لتوصيل الهدايا إلى المنازل مع الكشوفات وهي عبارة عن علب مناديل وكأس فخار وأقلام وميداليات ومفكرة وعلبة حلويات وزهور، مقابل أن تسجل اسمها وبناتها وتتعهد بأن تحضر قبل التصويت تزور المرشحة في مقرها، وفي الحديث: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».

< هناك مرشحة لم تترك أي مرشح حتى ذهبت إليه وتقول سأبادلك الأصوات وأعطيك الأسماء مع القوائم ونتواعد رأسا برأس في المطعم الفلاني على الغداء، وأصبحت عرضة للحديث عنها؛ لأن هدفها الوصول بأي طريقة وتأتي متبرجة مبتذلة متهتكة بلباس فاضح فهذا أمر خطير وشر مستطير، وله مفاسد وأضرار، فهل هذا من الإسلام في شيئ؟ وهي تذهب بلب الرجل.

والشريعة مبنية على مقاصد ووسائل الموصولة به فلم ينهى الشارع الحكيم شيئاً إلا كان شرا محضا أو كان غالبه شر ولم يأمر بشيء إلا كان خيرا محضا، ولا يوجد رسول إلا ودل أمته على خير ما يعلم وحذرهم من شر ما يعلم فحماية المجتمع وصيانته وموافقة الفطرة ومراعاة مصالح البشرية وحفظها وسد الذرائع باب عظيم، قال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}. فهذه التصرفات المشينة والفاضحة وغيرها تمزق شمل الأمة وتكثر الأحقاد ومظنة للفساد، قال تعالى: {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن}.

< وكم سمعنا أثناء ندوات المرشحات بأنها تريد تجمع بالنساء على غرار تجمع طائفي أو قبلي، وهذا تمزيق للوحدة الوطنية التي يزعمون, ثم لما نذكر برنامجها الانتخابي تريد إلغاء قانون الاختلاط, وتريد تجنيس أزواج الكويتيات, وتطالب بمنع تعدد الزوجات, وتطالب بحرية في تطليق المرأة نفسها، وحرية الاجهاض, والزواج من غير  موافقة الأب, واتهام الدين بأنه غير عادل؛ لأنه لم يساوي بين المرأة والرجل والاستهزاء بالشعائر الإسلامية والطعن بالحجاب وعدم التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي لم تصل بعد فكيف إذا وصلت إلى الكرسي الأخطر في السلطة التشريعة, قال تعالى: {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ}.

< فهذه ولايه عامة ولا يجوز أن نسن في الإسلام سنة سيئة حيث نوصل المرأة إلى هذا المكان كما جاء في الحديث «ما أفلح قوم ولوا أمرهم امراة» ولا يجوز للمراة أن تتمنى عمل الرجل {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسالوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليماً}.

فكما أن الدولة بها بنوك ربوية وقد أفتى العلماء بحرمتها, فكذا لما اقحموا المرأة في المعترك السياسي؛ لأنه لا يجوز التعاون على الإثم والعداوة والإدلاء بالشاهدة حتى لا يؤثم صاحبه لهذه المرأة أو تلك والله أعلم والحمد لله رب العالمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك