رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إعداد: قسم التحرير 17 يوليو، 2023 0 تعليق

مسؤول أممي: كلمة مأساة لا تكفي لوصف واقعهم – مسلمو الروهينغيا.. أزمة مستمرة ومعاناة لا تنتهي

زار كبير المدعي العام في الأمم المتحدة (كريم خان) -يوم الجمعة 7 يوليو 2023- مخيم (كوكس بازار) ببنغلاديش، لمدة أربعة أيام؛ للاستماع إلى شهادة من الناجين من الإبادة الجماعية من قبل جيش (ميانمار) ضد سكانها من الروهينغيا، وقال خان -في مقابلة صحفية مع شبكة (سي إن إن)-: «هناك حسرة في هذه المعسكرات»، «إنهم يشعرون أن العالم يبحث في مكان آخر، وينظر إلى أوكرانيا وبؤر الصراع الأخرى، ولهم الحق في العدالة».يذكر أن أكثر من 70 ألف شخص يعيشون في مخيمات لاجئين مزرية ومكتظة في بنغلاديش، منذ فرارهم من القمع الدموي قدّموا بالتفصيل جرائم القتل والاغتصاب والتعذيب والحرق العمد، والهجمات التي استهدفتهم في أغسطس 2017 في ولاية (راخين) في «ميانمار».

الشعور بالإحباط

        وأقر المدعي العام بالإحباط الذي شعر من أن  الروهينغيا ينتظرون ست سنوات ولم يُتخذ أي إجراء ضد قادة جيش ميانمار الذين أمروا بالهجمات.

تقليص حصص الإعاشة

       وقال خان: إن العائلات في المخيمات تعتمد كليا على المساعدات، وشهدت تقليص مخصصات الطعام بنهج متكرر، ولا يمكن للأطفال الذهاب إلى المدرسة، كما أن فرص الشباب قليلة، والآن تحصل العائلات على 9 تاكا (8 سنتات) في اليوم مقابل وجبة طعام واحدة، وتكلفة البيضة الواحدة 12 تاكا (11 سنتا)، وفي الشهر الماضي، اضطر برنامج الغذاء العالمي إلى قطع الحصص الغذائية للاجئين الروهينغيا في بنغلاديش بعد أن عانوا من نقص في التمويل بلغ 56 مليون دولار، وخفضت التخفيضات قيمة الحصص الغذائية إلى حوالي 27 سنتًا في اليوم، وفقًا لوكالة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

الحياة داخل المخيم ليست آمنة

       ويذكر محمد رفيق ( 35 عامًا)، ويعيش في المخيم مع أسرته المكونة من أربعة أفراد منذ فراره من العنف، أنه يتم تخصيص ثمانية دولارات فقط في الشهر للشخص الواحد وهي ليست كافية، كما أن الحياة داخل المخيم ليست آمنة بالشكل الكافي لانتشار العصابات الإجرامية، فقد توفي رجل بعد تعرضه للطعن في مخيم اللاجئين المترامي الأطراف، كما يقوم المجرمون باستغلال النساء والفتيات جنسيا، ويضطر الأطفال للعمل في المخيمات، كما أجبر انخفاض الحصص الغذائية العديد من الشباب على القيام برحلة محفوفة بالمخاطر بالقارب بحثًا عن حياة أفضل.

كلمة مأساة لا تكفي

       من ناحية أخرى أشار مقرر الأمم المتحدة في ميانمار (توم أندروز) أنَّ العالم نسي معاناة الروهينغيا، وكلمة مأساة لا تكفي لوصف الواقع، مؤكدًا أن أوضاع مخيمات لاجئي الروهينغيا بمدينة (كوكس بازار) في بنغلاديش متردية وتزداد سوءًا؛ إذ فقد أكثر من 15 ألفًا مأواهم، وأضاف: «كلمة مأساة ربما لا تكفي لوصف الواقع».

       وتابع «الروهينغيا يواجهون وضعًا مترديا فوضعهم حرج للغاية، وكانوا يعتمدون اعتمادا أساسيا على المساعدات التي كانت تأتيهم من غذاء وبعض المواد الأخرى»، وزاد الوضع سوءًا بفشل المجتمع الدولي في توفير الاحتياجات الأساسية لهؤلاء اللاجئين».

        وأشار إلى أن «45% من الروهينغيا في ذلك المخيم لا يحصلون على الحد الأدنى من المساعدات، كما أن سوء التغذية متفش بين الجميع، وحتى الأطفال يعانون من ظواهر تقزم»، لافتًا إلى أن «صندوق الغذاء العالمي قلل من الحصص المخصصة لكل شخص».

الفشل في توفير

الاحتياجات الأساسية

       وأكد أن «العالم فشل في توفير الاحتياجات الأساسية التي يحتاج إليها الروهينغيا في هذه الظروف الصعبة»، وعن أسباب الفشل، قال: «اهتمام العالم بدأ يتحول إلى مناطق أخرى، وأصبح الروهينغيا منسيين».

نزاعات أخرى

        وأوضح «كانت حصة الروهينغيا من المساعدات قليلة بالفعل، والآن أصبحت أقل مع وجود نزاعات أخرى، باتت تستهلك حصة أكبر من المساعدات»، مؤكدًا أن «ثلث المساعدات فقط المخصصة للروهينغيا هي التي جُمعت، ولم تف الدول بباقي النسبة، وخصصت الأموال لجهات أخرى».

يؤمنون بعقيدة مختلفة

       وشدّد المقرر الأممي على أن «السلطة العسكرية التي نفذت الانقلاب منذ عامين هي المسؤولة عن عمليات الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الروهينغيا»، مشيرًا إلى أن «السلطات تستهدفهم ليس لأنهم حملوا السلاح في مواجهة الجيش، بل استُهدفوا؛ لأنهم يؤمنون بعقيدة مختلفة».

 

 

محاولات الطرد التدريجي نجحت

       من جانب آخر أفادت عديد من التقارير أنه لم يبق من مسلمي الروهينغيا بإقليم أراكان في ميانمار (بورما سابقًا)، إلا نحو 600 أو 700 ألف شخص، وهو ما يعني أن محاولات الجيش طردهم تدريجيًّا من الإقليم قد نجحت، وأشارت تلك التقارير إلى أن موجات الاضطهاد منذ سبعينيات القرن الماضي، كانت تستهدف إبعاد الروهينغيا عن أراكان تدريجيا، وهو ما جعل (مخيم كوكس بازار) الحدودي في بنغلاديش، مكتظًّا جدًّا باللاجئين، فيما يشبه السجن الضخم، في ظل انعدام حرية الحركة، وفرص العمل، وما زالت قوارب اللاجئين الروهينغيا، تصل يوميًّا إلى سواحل إقليم آتشيه الإندونيسي، بعد تقليص المساعدات الدولية المقدمة لهم في بنغلاديش.

 

 

نزوح جماعي منذ 2017

      بدأ مسلمو الروهينغيا نزوحًا جماعيًّا من ميانمار منذ 2017 جراء حملة عسكرية في البلاد ضد الأقلية المسلمة. وفي أغسطس2017 أجبر جيش ميانمار 700 ألف من الروهينغيا على الفرار إلى بنغلاديش في حملة وصفتها الأمم المتحدة بأنها «إبادة جماعية»، ويعيش نحو مليون من أفراد الروهينغيا في أكثر من 30 مخيمًا بمنطقة (كوكس بازار) على الحدود الجنوبية الشرقية لبنغلاديش، وتصاعدت هناك أعمال عنف في الأشهر الأخيرة، أرجعتها الشرطة إلى صراعات داخلية.

 

برنامج الغذاء العالمي

       أعلن برنامج الغذاء العالمي حاجته إلى نحو 125 مليون دولار، لتوفير الحد الأدنى من الغذاء للاجئي الروهينغيا، وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت نهاية العام الماضي، برنامجًا جديدًا لإعادة توطين «لاجئي الروهينغيا الأكثر ضعفًا».

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك