رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: خالد بن أحمد الزهراني 21 يوليو، 2010 0 تعليق

محمد بن عبدالوهاب وموقفه من آل البيت -]-

 

 

 

الناظر إلى كتب الإمام محمد بن عبدالوهاب ورسائله الكثيرة يجد له مواقف طيبة تجاه أهل البيت الأطهار، فلم يمر على ذكر آل البيت إلا قال عليهم السلام، ويترحم عليهم ويترضى لهم ويستدل باختيارات فقهاء آل البيت وساداتهم من المجتهدين في فروع الشريعة والفقهيات.

 

< لقد سمى الشيخ محمد بن عبدالوهاب ابنه الأكبر عليا وابنته فاطمة واثنين من أبنائه حسناً وحسينا كما في الدرر السنية (12/19)، فنعم الاسم والمسمى فهم آل بيت النبي، رضوان الله عليهم أجمعين.

< وعندما تناول الشيخ الطهارة في كتابه: «مجموع المؤلفات» (كتاب الطهاره: 1/5) قال: الطهارة تاره تكون من الإعيان النجسة، وتارة من الأعمال الخبيثة، وتارة من الأعمال المانعة، فمن الأول قوله تعالى: {وثيابك فطهر} ومن الثاني قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}، ومن الثالث قوله تعالى: {وإن كنتم جنباً فاطهروا}.

< ولقد ذكر في كتابه: «فضل الإسلام» 1/256: باب الوصية بكتاب الله عز وجل ففيه الهدى والنور فحثهم على الأخذ والاستمساك به ورغب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي» وهذ دعوة للاستمساك بهدي أهل البيت وما صح عنهم.

< أما في كتاب: «الرسائل الشخصية» (1/312) فقال الشيخ: لابد من الإيمان بالرسول[، ولابد من نصرته وأحق الناس بذلك وأولاهم به أهل البيت الذين بعثه الله منهم وشرفهم على أهل  الأرض، وأحق أهل البيت بذلك من كان من ذريته[ . فالشيخ لم ينكر وجود آل البيت بل خطابه واضح وصريح لهم.

< وقد أمر الشيخ محمد بوجوب الصلاة على آل النبي: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد»، وقال: «ويجوز أن يصلي على النبي[ مما ورد، وآل محمد أهل بيته» ذكر ذلك في شروط الصلاة وأركانها وواجباتها (1/11).

< لآله[ على الأمة حق لا يشركهم فيه غيرهم، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر قريش، وقريش يستحقون ما لا يستحقه غيرهم من القبائل. هذا ما قاله الشيخ في كتابه في مسائل لخصها (1/51).

< الشيخ محمد بن عبدالوهاب يعد الإمام عليا] رابع الخلفاء الرشدين المهديين عنده ويلقبه بالمرتضى، وأنه من أفاضل أمة النبي[ (الرسائل الشخصية، الرسالة الأولى: 1/10). وقد أبرز الشيخ فضائل علي بن أبي طالب والحسن والحسين - رضي الله عنهم - وفاطمة سيدة نساء العالمين - رضي الله عنها - في كتابه التوحيد (1/47). وقال: «ما أصيب به الحسين - رضي الله عنه - من الشهادة في يوم عاشوراء إنما كان كرامة من الله عز وجل أكرمه بها ومزيد حظوة ورفع درجة عند ربه، وإلحاقاً له بدرجات أهل بيت الطاهرين، ويبتلى الرجل حسب دينه؛ فإن كان في دينه صلابه زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.

< وقد رد الشيخ محمد بن عبدالوهاب على من زعم أن الحسن  بن علي- رضي الله عنه- لم يعقب، أي لم يبق من نسله الذكور أحد (الرد على الرافضة 1/29) ويحصرون الإمامة في أولاد الحسين، ويبطلون إمامة من قام بالدعوة من آل الحسن مع فضلهم وجلالتهم وانطباق شروط الإمامة عليهم ومبايعة الناس لهم وصحة نسبتهم ووفور علمهم بحيث إنهم كلهم بلغوا درجة الاجتهاد المطلق، فعد الشيخ هذا الطعن في الأنساب من أفعال الجاهلية، وقد ورد ما يدل على أن  المهدي من ذرية الحسن - رضي الله عنه - كما رواه أبو داود وغيره.. وقد قال[ في الحسن: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».

< وكان الشيخ - رحمه الله - ينزه أهل بيت النبي[ عن كذب الكاذبين ونسبة القبائح إليهم، حاشاهم. كيف والإمام جعفر الصادق كان يقول عن جده أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -: «ولدني أبو بكر مرتين» أتعرف لماذا؟

لأن أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وزوجة القاسم كانت بنت عبدالرحمن بن أبي بكر.

< وأشار الشيخ - رحمه الله - في كتابه مختصر السيرة (1/306) إلى زواج عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، طالبا لصهر رسول الله[.

فالدعوة السلفية المباركة وعلماؤها وأئمتها يحبون آل البيت ويترضون عنهم ويترحمون عليهم وينهلون من علمهم ويتقربون إلى الله بحبهم والذود عنهم، ويذكرون فضائلهم ومناقبهم، وكتبهم شاهدة على ذلك من خلال كتب ابن تيمية وابن القيم والإمام محمد بن عبدالوهاب وكبار العلماء في المملكة، ويبغضون من عاداهم أو ذمهم.

ولله در الشاعر حين قال:

يا أهل بيت رسول الله حبكمُ

          فرض من الله في القرآن أنزلهُ

يكفيكمُ من عظيم الفخر أنكمُ

           من لم يصلِّ عليكم لا صلاة لهُ

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك