ما الفتنة؟
يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- : «الفتنة كلمة مشتركة، تقع على معان كثيرة»، وحددها في خمسة أصناف:
- أولها: فتنة الشرك بالله: وهو أعظم الفتن كما قال الله -تعالى-: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (الأنفال:39) أي حتى لا يكون شركٌ، وقال -جل وعلا-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} (البقرة:217).
- وثانيها: فتنة التعذيب والتحريق: كما قال -جل وعلا: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} (الذاريات:14)، وقال -جل وعلا-: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} (البروج:10) والمراد هنا العذاب والتحريق، فتنوهم يعني عذبوهم.
- وثالثها: فتنة الاختبار والامتحان: كما قال -جل وعلا: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} (الأنبياء:35)، يعني اختبارا وامتحانا، وقال -جل وعلا-: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} (التغابن:15) أي: اختبار وامتحان، حتى يتبين من يستعين بالأموال والأولاد في طاعة الله، ومن يقوم بحق الله، ويتجنب محارم الله، ويقف عند حدود الله، ممن ينحرف عن ذلك ويتبع هواه.
- ورابعها: فتنة المصائب والعقوبات: كما قال -تعالى-: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (الأنفال:25) يعني: بل تعم. جاء عن الزبير بن العوام -]- وجماعة من السلف -في هذه الفتنة- أنهم قالوا: «ما كنا نظن أنها فينا حتى وقعت»، وكانت بسبب مقتل عثمان - رضي الله عنه .
- وخامسها: فتنة الشبهات والشهوات: فكم من فتن وقعت لكثير من الناس بشبهات لا أساس لها! .. فتنوا بشبهات أضلتهم عن السبيل، وخرجوا عن طريق أهل السنة والجماعة بأسبابها، وصارت فتنة لهم ولغيرهم إلا من رحم الله.
٦/١١/2023م
لاتوجد تعليقات