رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 6 نوفمبر، 2023 0 تعليق

ما الفتنة؟

يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- : «الفتنة كلمة مشتركة، تقع على معان كثيرة»، وحددها في خمسة أصناف:

  • أولها: فتنة الشرك بالله: وهو أعظم الفتن كما قال الله -تعالى-: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (الأنفال:39) أي حتى لا يكون شركٌ، وقال -جل وعلا-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} (البقرة:217).
  • وثانيها: فتنة التعذيب والتحريق: كما قال -جل وعلا: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} (الذاريات:14)، وقال -جل وعلا-: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} (البروج:10) والمراد هنا العذاب والتحريق، فتنوهم يعني عذبوهم.
  • وثالثها: فتنة الاختبار والامتحان: كما قال -جل وعلا: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} (الأنبياء:35)، يعني اختبارا وامتحانا، وقال -جل وعلا-: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} (التغابن:15) أي: اختبار وامتحان، حتى يتبين من يستعين بالأموال والأولاد في طاعة الله، ومن يقوم بحق الله، ويتجنب محارم الله، ويقف عند حدود الله، ممن ينحرف عن ذلك ويتبع هواه.
  • ورابعها: فتنة المصائب والعقوبات: كما قال -تعالى-: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (الأنفال:25) يعني: بل تعم. جاء عن الزبير بن العوام -]- وجماعة من السلف -في هذه الفتنة- أنهم قالوا: «ما كنا نظن أنها فينا حتى وقعت»، وكانت بسبب مقتل عثمان - رضي الله عنه .
  • وخامسها: فتنة الشبهات والشهوات: فكم من فتن وقعت لكثير من الناس بشبهات لا أساس لها! .. فتنوا بشبهات أضلتهم عن السبيل، وخرجوا عن طريق أهل السنة والجماعة بأسبابها، وصارت فتنة لهم ولغيرهم إلا من رحم الله.
ثم بين ابن باز -رحمه الله- طريق النجاة من صنوف هذه الفتن كلها: وهو التمسك بكتاب الله وبسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - كما روي ذلك عن علي مرفوعا: تكون فتن، قيل: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: «كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وفصل ما بينكم».. الحديث. والمقصود أن الفتن: فتن الشهوات والشبهات والقتال، وفتن البدع، وكل أنواع الفتن، لا خلاص منها ولا نجاة إلا بالتفقه في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومعرفة منهج سلف الأمة من الصحابة -رضي الله عنهم- ومن سلك سبيلهم من أئمة الإسلام ودعاة الهدى. وجميع ما يقوله الناس وما يتشبثون به -في سلمهم وحربهم وفي جميع أمورهم-، يجب أن يعرض على كتاب الله وعلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال -جل وعلا في كتابه الكريم-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (النساء:59) .  

٦/١١/2023م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك