رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 18 سبتمبر، 2023 0 تعليق

ليبيا تحت الإعصار- دانيال يحول درنة لمدينة منكوبة

  • الجمعية الكويتية للإغاثة تدشن جسرًا جويا لليبيا لمساعدة المنكوبين في مواجهة تداعيات الإعصار
  • أصدرت وزارة الخارجية الكويتية بيان تعاطف وتضامن مع دولة ليبيا الشقيقة إثر الإعصار والفيضانات العارمة التي اجتاحت شرقي ليبيا
  • شهدت ليبيا فيضانات وأمطارا غزيرة تسببت في سقوط آلاف القتلى وأضعافهم في عداد المفقودين وإعلان (مناطق منكوبة) وتعليق الدراسة في مناطق عدة
  • انهيار السدين في الوادي سبب رئيسي في ارتفاع حجم الأضرار المادية والبشرية في مدينة درنة
  • الساير: إن جمعية الهلال الأحمر على تنسيق وتواصل مع الهلال الأحمر الليبي للوقوف والاطلاع على الاحتياجات الملحة للمتضررين في المناطق التي أصابها الإعصار
  •  أكد الساير أن الجمعية تتابع بقلق شديد التداعيات التي خلفها الإعصار دانيال وما يواجهه السكان هناك من ظروف إنسانية قاسية
 

ما إن بدأ العالم يستوعب ويفيق من الأخبار المفجعة التي تأتي من المملكة المغربية الشقيقة، حتى تفاجأنا بكارثة جديدة تطل علينا من النافذة الليبية؛ فلقد تعرضت مناطق عدة -شرقي ليبيا على مدار الأيام الماضية- لموجة من الطقس السيء؛ حيث شهدت فيضانات مدمرة وأمطارا غزيرة، تسببت في سقوط آلاف القتلى، وأضعافهم في عداد المفقودين، وإعلان (مناطق منكوبة)، وتعليق الدراسة في مناطق تعليمية تأثرت بفعل العاصفة (دانيال)، القادمة من اليونان، وتصل غربي مصر، في وقت لاحق، وقالت هيئة الأرصاد الجوية المصرية الاثنين 11/9: إن العاصفة «تتجه الآن إلى الحدود المصرية»، موضحة أن تأثيرها «يصل مدن السلوم وسيوة ومطروح غربي البلاد، على أن تصل الإسكندرية في المساء».

نهار الأحد إلى ليل في درنة

       وكانت العاصفة قد ضربت شرق ليبيا، بعد ظهر الأحد 10/9/2023 م،  وحولت النهار إلى ليل ولا سيما بلدة الجبل الأخضر الساحلية، إضافة إلى بنغازي؛ حيث أُعلن حظر تجول وإغلاق للمدارس لأيام، كما نشرت فرق الإنقاذ في درنة الواقعة على مسافة نحو 900 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، وتقع درنة، وهي مدينة ساحلية يقطنها نحو 125 ألف نسمة  في وادي نهر يحمل الاسم نفسه، ويضم شرق ليبيا حقول ومحطات النفط الرئيسية، وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة التأهب القصوى وإيقاف الرحلات الجوية بين مواقع الإنتاج التي انخفض نشاطها انخفاضا كبيرا.

أكثر من ثلثي معدل هطول الأمطار السنوي في يوم واحد

        سقط على شمال ليبيا أكثر من ثلثي معدل هطول الأمطار السنوي في يوم واحد، وعادة ما يبلغ متوسط هطول الأمطار في مناطق شمال ليبيا حوالي 270 مليمترًا على مدار العام، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، وسقط على مدينة المرج بليبيا 185 مليمترًا من الأمطار خلال 24 ساعة، في حين تلقت مدينتا بنينا ودرنة ما يتراوح بين 70- 100 مليمتر من الأمطار، وهذه الأمطار هي نتيجة بقايا نظام ضغط منخفض قوي جدا، أُطلق عليه -رسميًا- اسم الإعصار (دانيال)، من قبل خدمات الأرصاد الجوية الوطنية في جنوب شرق أوروبا، وكان (دانيال) قد جلب فيضانات كارثية إلى اليونان، الأسبوع الماضي، قبل أن ينتقل إلى البحر المتوسط، ويتحول إلى إعصار استوائي يعرف باسم (ميديكان).

درنة تواجه الكارثة

         تسببت العاصفة (دانيال) في فيضانات مدمرة اجتاحت العديد من بلدات شرق ليبيا، لكن السلطات قالت: إن مدينة درنة كانت الأكثر تضررا؛ حيث دمرت الأمطار الغزيرة والفيضانات السدود، وجرفت أحياء بأكملها، تكاد تصل لربع المدينة تقريبًا الذي لم يعد موجودًا على وجه الأرض، كما ذكر مسؤولون ومصادر طبية أن السيول التي ضربت شرق ليبيا جراء العاصفة (دانيال) تسببت في مقتل وفقدان الآلاف، ولا سيما في مدينة درنة، في أكبر كارثة من نوعها تشهدها البلاد منذ 40 عاما.
  • لماذا درنة هي الخاسر الأكبر؟
بين مدن الشرق الليبي كبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، تعرضت درنة لأكثر الأضرار وأسوأ الخسائر جراء العاصفة المتوسطية دانيال التي اجتاحت سواحل البلاد الأحد. وبلغت حصيلة ضحايا الإعصار الآلاف بين قتيل ومفقود، جلهم من مدينة درنة التي أعلنتها سلطات الشرق الاثنين مدينة منكوبة، ووصف مسؤولون ليبيون الوضع فيها بالكارثي. درنة مدينة جبلية تقع على ساحل البحر المتوسط في شرق ليبيا يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر، ويشطرها لنصفين مجرى الوادي الذي يعد من أهم معالمها. امتلأ الوادي بمياه الأمطار التي سببها إعصار دانيال، وارتفع مستواها بشكل غير مسبوق لتحدث طوفانا وضغطا هائلا على أهم سدين يحجزان المياه في الوادي؛ فانهارا، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا والخسائر المادية. وبسبب انهيار السدين في الوادي الذي يعد المكان الوحيد الذي تجتمع فيه المياه المنحدرة من وديان الجبل الأخضر الليبي بشرق البلاد، سجلت درنة وحدها أكثر من ألفي قتيل، وفق ما أعلنته المصادر الطبية.

انهيار السدين سبب رئيسي

        إن جميع مناطق شرق ليبيا عدا بنغازي تقع بمحاذاة أو وسط الجبل الأخضر الضخم، إلا أن وقوع نصف درنة تحت مجرى الوادي هو السبب في ارتفاع حجم الأضرار المادية والبشرية في المدينة، ووادي درنة هو مصب لكل السيول القادمة من جنوب درنة من مناطق المخيلي والقيقب والظهر الحمر والقبة والعزيات. بعد امتلاء وادي درنة بفعل إعصار دانيال، انهار اثنان من السدود التي كانت الضامن الوحيد لحجز مياه السيول المنحدرة من أعالي مناطق الجبل؛ فكانت الكارثة المحققة، السدان المنهاران هما سد البلاد وسيدي بومنصور، اللذان يحبسان -في العادة- مياه السيول في الوادي.

أرقام مروعة للضحايا

         ذكرت في وقت سابق وكالة الأنباء الليبية إن عدد القتلى وصل إلى 5300 قتيل، بينما يقدر عدد المفقودين بالآلاف، ووصف المتحدث باسم الهلال الأحمر في بنغازي الوضع في درنة بالكارثي، مشيرا إلى أن 5 أحياء دُمرت بالكامل جراء السيول. وفي وقت سابق، تحدثت غرفة الطوارئ بالهلال الأحمر الليبي ببنغازي عن فقدان نحو 10 آلاف شخص بعد السيول والفيضانات العارمة، وأشارت إلى وجود 20 ألف عائلة نازحة بالمدينة، وأظهر مقطع فيديو بثته منصة محلية في مدينة درنة، انتشار عدد كبير من الجثث في منطقة شيحا بالمدينة في انتظار التعرف على هوياتها، و قال وزير الطيران: «السد الذي انهار لم تتم صيانته منذ فترة»، وأكد خبراء الهندسة المائية أنه من المحبذ أن السد الأعلى الذي يبعد عن المدينة نحو 12 كيلومترا، فشل أولا وانهار مرسلا المياه خلفه إلى الأسفل نحو المدينة، التي تقع في قلب الوادي، باتجاه السد الثاني الذي يقع قرب درنة.

كارثة بكل المقاييس

        وفي تصريح لوزارة الصحة، ذُكر فيه أن «الأوضاع في دُرنة تزداد مأساوية، ولا توجد إحصاءات نهائية لأعداد الضحايا؛ فهناك كثير من الأحياء لم نتمكن من الوصول إليها، وأتوقع ارتفاع عدد الوفيات إلى 10 آلاف». هذا وقد حالت طرق مقطوعة وانهيارات أرضية وفيضانات دون وصول المساعدة إلى السكان الذين اضطروا لاستخدام وسائل بدائية لانتشال الجثث والناجين الذين كانوا على وشك الغرق، هذا ولا تزال دُرنة ومدن أخرى مقطوعة عن بقية العالم رغم الجهود التي تبذلها السلطات لاستعادة شبكات الاتصالات والإنترنت.  

بيان تعاطف دولة الكويت وتضامنها مع دولة ليبيا الشقيقة إثر الإعصار والفيضانات العارمة التي اجتاحت شرقي ليبيا

  وفي أول رد فعل رسمي من دولة الكويت أصدرت وزارة الخارجية الكويتية بيان تعاطف وتضامن مع دولة ليبيا، وكان هذا نصه: تعرب وزارة الخارجية عن تعاطف دولة الكويت وتضامنها مع دولة ليبيا الشقيقة، إثر الإعصار والفيضانات العارمة التي اجتاحت شرقي ليبيا وأدت إلى سقوط عدد من الضحايا والمصابين. وتتقدم الوزارة بخالص تعازي ومواساة دولة الكويت إلى دولة ليبيا الشقيقة ولأسر الضحايا وترجو الشفاء العاجل للمصابين.  

الجمعية الكويتية للإغاثة تدشن جسرًا جويا لليبيا 

ومن ضمن أنشطتها وسعيها الدائم لمساعدة المنكوبين لمواجهة تداعيات الإعصار دشنت الجمعية الكويتية للإغاثة جسرا جويا لليبيا، وذلك بعد التنسيق مع الخارجية الكويتية والتواصل مع الهلال الأحمر الليبي، وكذلك تمت جدولة رحلة خاصة للجمعية الكويتية للإغاثة باذن الله، وقد اشتمل الجسر الجوي على قائمة متعلقة بقطاعات عدة: ١- صحي وأدوية ومحارم وحقيبة اسعافات أولية وكراسي وغيرها. ٢- إيواء وبطانيات وفرش وخيام ومخاد. ٣- غذاء ولم يحدد نوع معين. ٤- دعم لوجستي ومعدات إنقاذ وطائرات (درون) للتصوير الجوي وغيرها.  

فزعة كويتية وتنسيق وتواصل مع الهلال الأحمر الليبي  لمواجهة تداعيات الإعصار

        أعلن رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي د. هلال الساير استعداد الجمعية لتقديم مساعدات إغاثية عاجلة لمتضرري الفيضانات، التي شهدتها ليبيا؛ لمواجهة آثار الإعصار (دانيال)، وقال الساير لـ «كونا» إن الجمعية على تنسيق وتواصل مع الهلال الأحمر الليبي للوقوف والاطلاع على الاحتياجات الملحة للمتضررين في المناطق التي أصابها الإعصار، وأكد أن الجمعية تتابع بقلق شديد التداعيات التي خلفها الإعصار دانيال وما يواجهه السكان هناك من ظروف إنسانية قاسية، مجددا التضامن والتعاطف مع المتضررين جراء هذا الإعصار الذي أودى بحياة المئات منهم. وقال: إن الجمعية تقوم بواجبها الإنساني لإغاثة الأشقاء تأكيدا لجهود دولة الكويت في مساعدة المنكوبين من ضحايا الكوارث الطبيعية في العالم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك