رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حاتم محمد عبد القادر 15 أغسطس، 2010 0 تعليق

لمحاربة المد السلفي.. جمعية صوفية جديدة في مصر- نجاح الدعوة السلفية وانتشارها فضح الأفعال الصوفية

 

بات الهجوم على الفكر السلفي وتياره الممتد الذي نجح في الوصول إلى كل بيت في كل قرية وكل نجع في كثير من دول العالمين العربي والإسلامي، بات يأخذ كل لون وكل طريقة من طرق الحرب على هذا الفكر الذي اتبع منذ نشأته وسطية الإسلام واعتداله فأصبح منهجه ونوره الذي يهتدي به في دعوته إلى الحق.

ومن أشد المحاربين للسلفية الطرق الصوفية التي لم تهمد ولم يكفها على مر أزمنة طويلة السب والتطاول على الفكر السلفي ورموزه ورواده والاتهام بالباطل والادعاء بما لا تعتقده السلفية، مستغلين المناخ السياسي الذي يتغير من فترة إلى أخرى لإقحام التيار السلفي فيما أعزل نفسه عنه أصلاً، متفرغاً بنية صافية للدعوة الإسلامية بهدف الإصلاح لا الوصول إلى أي مطامع مهما كانت من حكم أو منصب... إلخ من مطامع الدنيا التي يتصارع عليها البشر من كل فئة.

وآخر هذه النشاطات ما سمعنا عنه منذ ما يقارب العام، إلا أنه عاد الحديث وتجدد الأمر عن تكوين أول جمعية صوفية من النساء فقط بهدف محاربة التطرف الديني – في إشارة إلى الفكر السلفي الذي يرونه إرهاباً – وهذه الجمعية تضم في عضويتها زوجات شيوخ الطرق الصوفية وزوجات المريدين، وأسستها زوجة أحد أقطاب الصوفية في مصر محمد الشهاوي شيخ الطريقة الشهاوية ورئيس المجلس الصوفي العالمي، وتدعى ماجدة عيد.  (الفرقان) بحثت الأمر وتداعياته والتفاصيل في السطور التالية.

     بداية علمت (الفرقان) من مصادرها أن تكوين جمعية صوفية – نسائية – في مصر أمر طرح منذ ما يقرب من عام، وكان الهدف من ورائه الاستعراض الإعلامي على أثر الخلاف الذي نشب بين عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية علاء الدين أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية على تولي المشيخة، وكان محمد الشهاوي من مؤيدي أبو العزائم فكان هذا الاقتراح من قبل النساء... كما علمت (الفرقان) أن هناك اتجاهاً من قبل السيدة/نفيسة زكريا عبدالمجيد، زوجة عبدالخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية لتأسيس موقع إلكتروني خاص بالمرأة الصوفية، كما يعد الشبراوي ذاته لإطلاق موقع إلكتروني تحت اسم (المسلمون المتحدون) ولكنه لن يصبغ عليه الصبغة الصوفية حتى يضمن الإقبال عليه.

حملات التشويه

     مما يؤكد استهداف رموز الدعوة السلفية وتشويه صورتهم ما نشرته أهم الصحف العلمانية ( روزاليوسف ) مهاجمة الشيخ أبو إسحاق الحويني تحت عنوان (الحويني.. زعيم وكلاء الوهابية في مصر) حيث سخر الموضوع من الشيخ أبو إسحاق وأن أتباعه في مصر يطلقون عليه أنه أعلم أهل الأرض في الحديث، كما نشروا له مقتطفات من تسجيلاته وأحاديثه على موقعه الإلكتروني وفسروها على أنه يهاجم الدولة ويكفر نظامها، وفي المسائل السياسية فإنه يدعو للخروج على الحاكم، وفي مجال العلاقات الدولية يفتي الشيخ أبو إسحاق بأن أساس العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين هو الحرب وليس السلم، وكثير من المسائل الاقتصادية وقضايا المرأة وغيرها مما تم تفسيره بما يسيء للشيخ ويوقع بينه وبين النظام الحاكم، ولم يتوقف الأمر عند الشيخ أبو إسحاق، بل امتد ليشمل جميع مشايخ السلف بعد النجاح الهائل الذي حققته دعوتهم في الفترة الأخيرة من خلال القنوات التي أثرت أثراَ كبيرا في انتشار هذه الدعوة وخاصة في أوساط الشباب والنساء وهو ما انعكس على سلوكياتهم في الحياة.

مواجهة أهل السنة

      يتحدث بداية الدكتور عبدالله شاكر، رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر قائلا: في الحقيقة إن تأسيس جمعية نسائية للعمل الصوفي ونشره في مصر أريد به مواجهة أهل السنة والجماعة القائمين على الحق المؤيد بالدليل من الكتاب والسنة ؛ لأنه من المعلوم أن الصوفية هي التي تقوم بالموالد وبناء المساجد على القبور ونشر العقائد الضالة التي من شأنها أن أصحاب هذه القبور ينفعون ويضرون، ومن أغرب هذه الخرافات – حسب زعمهم – أن بعض الأولياء يخرجون من قبورهم لقضاء حاجات الناس، وهذا أمر عجيب ومعتقد فاسد؛ فالأولياء الصالحون كانوا بعد صحابة رسول الله [ ولم تقم لهم موالد.

     وفي ظل تحرك الدعوة السلفية ونشاطها في نهاية القرن الماضي ونجاحها الباهر في إظهار الحق واتباع الشباب لهذا المنهج الذي ارتكن على الكتاب والسنة افتضح أمر الصوفية وعرف كثير من الناس فسادهم. أيضاً قاموا بتأسيس بعض المعاهد ونشر الكتب التي لم تقم على أي منهج علمي فلم يكن فيها سوى السب والشتائم للفكر السلفي ورموزه.

التشدق بالوهابية

      وتشدق الصوفيون بالوهابية قاصدين الطعن في أصحاب هذا المبدأ في بلادهم، رغم أنهم لا يحبون إطلاق هذا الاسم عليهم، وإنما يعتبرونه شيخاً مجدداً واتبعوا تجديد دعوته.. فأخذ الصوفيون كلمة «الوهابية» ستاراً لمحاربة الفكر السلفي والادعاء عليهم بالباطل.

رد فعل

     ويضيف شاكر: أرى أن هذه الجمعية جاءت كرد فعل لانتشار الفضائيات التي تأسست على منهج أهل السنة والجماعة مثل قنوات (الناس) و(الحكمة) و(الرحمة) و(الخليجية) و(صفا) و(المعالي)، فهي قنوات قائمة على الحق تأثر بها ملايين الناس وعرفوا من خلالها المنهج، وهذا المنهج يصادم الصوفيين، وما يعلنونه اليوم بمثل إنشاء هذه الجمعيات ردود أفعال للمد السلفي، وهو معروف أنه منهج التوسط والاعتدال... ورغم الخلاف لم نتهم أحداً منهم بالكفر أو الإلحاد، لكن نقول: إنهم إخوة لنا في الإسلام لكنهم ضلوا الطريق الصحيح.

مسايرة المنظمة الأممية

     ويقول أ.د.محمد المختار محمد المهدي، رئيس الجمعيات الشرعية بمصر والأستاذ بجامعة الأزهر: هناك توجه عام لتشجيع الفكر الصوفي من منطلق أنه مشجع للوضع الحالي وأنه بعيد عن مسألة المعارضة، هذا بالإضافة - كما تعلم إلى أن توجهات الأمم المتحدة لمناصرة حقوق المرأة والوقوف ضد الحجاب والنقاب والختان... إلخ، فهذه مسائل تحتاج منهم الاستعانة ببعض مظاهر التدين التي تشجع مسيرة قرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والحرية بهدف تغريب المجتمعات الإسلامية على النمط الغربي، والدول الغربية عموماً لا تخفي عداءها للإسلام، والضغوط واقعة على العالم الإسلامي كله وخصوصاً في مناهج التعليم، فهي عملية تغريب كاملة بدليل أن مسألة التشكيك في الأحكام الإسلامية والأمور الثابتة مستمرة، وكذلك إثارة الشبهات والشكوك في الفضائيات الإسلامية وغيرها جزء من المخطط، فالموضوع مخطط عام يسري في المجتمعات الإسلامية كلها وهذا نابع من ضعف الدول الإسلامية وانبطاحها أمام الأفكار الغربية، فالأمة تعيش في فتنة.

الفضائيات السلفية

     وعن تأثير الفضائيات السلفية في الشباب والنساء بما انعكس على سلوكياتهم بالالتزام والتحلي بالمنهج الوسطي للإسلام أكد د.المهدي أن هذا الأمر لا جدال فيه، فكان لهذه الفضائيات الأثر الحسن في الرجوع إلى الإسلام في الجوانب الخلقية والسلوكية والثقافة الإسلامية العامة.

الدين الواحد

     ويتحدث أ.د.عبدالبديع أبو هاشم، أستاذ التفسير وعلومه بجامعة الأزهر قائلاً: إن الله تبارك وتعالى شرع الدين ليكون للبشرية جميعاً بقبلة واحدة وقدوة واحدة وجماعة واحدة اسمها المسلمون كما قال تعالى: {هو سماكم المسلمين من قبل}؛ ولذلك نهيب بالمسلمين أن يقللوا من تقسيم الأمة إلى جماعات وجمعيات لكل واحدة منها قدوة ومنهج وطريقة، وأنكى من ذلك ما يقع حتماً خلال هذه التقسيمات من عصبية عنصرية تنضح بفرقة وعداوة حتى يزعم كل جمع أنه فقط هو الحق ومن كان معه فهو من أهل الحق، ومن خالفه فهو على البدعة والباطل، وأرى هذا كله مناقضاً لقول الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}، فذكر أمة واحدة ومنهجا واحدا ونتيجة واحدة، وعليه فأرى أن المجتمع الإسلامي ليس في حاجة إلى فرقة أكثر يشارك فيها النساء بعد شقاق الرجال بغض النظر عن اسم الشخص أو هيئته، خصوصاً أن الهدف قد ظهر بعدم خلاصه لله وتجرده للحق لتقوم جمعية صوفية للنساء تتبعها أخريات في التصوف أو غيره مناهضة لظهور وتنامي اتجاه إسلامي آخر وهو ما يسمى بالسلفية.. هكذا يرون الأمر وتصير الحال إلى حرب شخصية ومصالح ذاتية وهذا لا يوافق الحق، ولكن المخرج فيما أرى إما أن نتحد على منهج واحد وتلك مسؤولية كبار العلماء في كل اتجاه يجتمعون ويتناقشون حول منهج موحد وأحسبه يسيراً، وإلا فكما قال الله تعالى: {قل كل يعمل على شاكلته}، وفي النهاية الحق سيظهر: {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.

تغيير للأصلح

     وحول انتشار المد السلفي ووسائله الإعلامية ومدى تأثير ذلك على الناس أكد د.أبو هاشم أن الذي شوهد في الناس وسمع منهم أنه قد حدث تغيير إلى الأصلح في شعوب الأمة بانتشار هذه القنوات الإسلامية، فتنشط الناس للالتزام بالدين وميز الكثيرون بين السنة والبدعة.

     من جهته يرى أ.د.القصبي زلط، الأستاذ بجامعة الأزهر أن المشكلة بين المسلمين في هذا العصر أن كل صاحب رأي يحاول أن يحمل الناس على رأيه، ومن هنا يظهر الإسلام أنه أكثر من إسلام وأكثر من دين، وهذا تعصب ممقوت يرفضه الإسلام ومؤداه في النهاية عراك ظاهر وخفي بين كثير من الطوائف الإسلامية، ومن قبيل هذا أن تنشأ حركة صوفية تعادي السلفية، وتنشأ فرق أخرى يعادي بعضها بعضاً من أجل فروع فقهية اختلف الفقهاء والعلماء حولها، ويترك كل فريق جوهر الدين وأسسه التي جاء بها الإسلام ويشغلون الناس بمعارك جانبية تؤخر الأمة ولا تتقدم بها.

     من جانبه، يؤكد أ.د عمر عبد العزيز، أستاذ المذاهب والأديان بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن المنهج السلفي الصحيح اقتنع به الناس، قائلا: أنا كلما زرت صعيد مصر رأيت تأثير هذه الدعوة في نفوس أهل الصعيد في مصر؛ نظراً إلى نقص الدعاة هناك فكانت الفضائيات السلفية هي الملاذ الآمن لهم لتلقي الدعوة.

     ويرفض الدكتور عمر وجود مثل هذه الجمعيات النسائية الصوفية وتوابعها من عمل حضرات ومظاهر العادات الصوفية المعروفة.. ويضيف د.عمر: أنا كرجل مسلم أزهري أمتدح المنهج السلفي على مذهب أهل السنة والجماعة الذي يحارب البهائية والقاديانية والشيعة، فنحن نؤيد السلفية منهجاً ونرجو لها مزيدا من السداد.

 

 

إنشاء جمعية صوفية بسبب انتشار الفكر السلفي في مصر

الشيخ حاي الحاي: الجمعية وضعت من أجل ضرب الفكر السلفي الصحيح

 

     نصح الشيخ حاي الحاي كل مسلم ومسلمة قبل أن يعادي الدعوة السلفية أن يرجع إلى كتب السلف الصالح قبل الانخراط في محاربة الدعوة السلفية، وأن يقرأ كتب الإمام أحمد بن حنبل والإمام مالك والإمام الشافعي والأوزاعي فكل هؤلاء كانوا على طريقة السلف الصالح.

     جاء ذلك ردا على إنشاء جمعية صوفية للنساء, بسبب انتشار الفكر السلفي في المجتمع المصري، حيث قامت مجموعة من المصريات بإنشاء وتأسيس أول «جمعية صوفية» للنساء فقط، وتهدف إلى الحد من انتشار الفكر السلفي.

     وأكدت مؤسسة الجمعية ماجدة عيد أن الجمعية تأسست تحت اسم «دار النساء الصوفيات» وتضم في عضويتها زوجات شيوخ الطرق الصوفية في مصر، وزوجات المريدين.

     وأكدت ماجدة عيد أن «الفضائيات الدينية السلفية» غزت البيوت، ونشرت الفكر السلفي بما له من أثر كبير في النساء محدودي الثقافة، فكان من المحتم علينا مقاومة هذه التيارات والدفاع عن الصوفية في مواجهة الحملة التي تتعرض لها منذ فترة والتي بدأت بإلغاء الموالد بحجة إنفلونزا الخنازير.

     وأكد الشيخ حاي الحاي أنه لاشك أن هذه الجمعية التي تدعي الصوفية مثلها مثل غيرها من الجمعيات التي تحارب الفكر السلفي؛ لأنه من المؤكد أن انتشار هذا الفكر يقلقهم كثيرا ولاسيما بعد انتشاره في مصر والعالم كله، بما له من فكر وسطي يحارب التطرف والبدع والخرافات.

     وأشار إلى أن جميع المنصفين في العالم أجمع يعلمون جيدا أن الدعوة الصحيحة هي ما كان عليها الرسول [ وأصحابه، وعن معاذ بن جبل ] قال: قال رسول الله [: «إنها ستكون فتنة. فقالوا: كيف لنا يا رسول الله؟! أو كيف نصنع؟ قال: ترجعون إلى أمركم الأول». (صححه العلامة الألباني).

     يدل الحديث على أن خير القرون هو قرنه [ وأن الدعوة الصحيحة هي ما كان عليها الرسول وأصحابه.

     فمن أراد النجاة فليسلك طريق السلف من الصحابة رضي الله عنهم، ومن اتبعهم بإحسان، في التمسك بالكتاب والسنة وعدم تجاوزهما.

     وقال الشيخ حاي، إن الصوفية لم تنشأ إلا بعد سنين طويلة، أما الفكر السلفي فهو اتباع السلف الصالح، وإن الصوفية لديها بدع وخرافات وتبرك بالقبور وغير ذلك من الخرافات، ومن جالس هؤلاء الصوفيين يرى العجب العجاب، أما الدعوة السلفية فهي التي تصحح للناس معتقداتهم عن طريق الدعاة الذين انتشروا في أنحاء العالم.

     وأعرب عن أسفه أن هذه الجمعية وضعت من أجل ضرب الفكر السلفي الصحيح؛ لأنهم شاهدوا الفكر السلفي ينتشر وهو الذي يمشي على الفطرة، وقد قال رسول الله [: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك