رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 19 سبتمبر، 2023 0 تعليق

كوارث أمة .. 2023

  • تعرض العالم الإسلامي والعربي إلى ثلاث كوارث في سنة واحدة، وأقصد هذا العام 2023؛ مما يستدعي الانتباه والتفكير مليًّا؛ للتركيز على فهم طبيعة هذه الكوارث، وكيف تنشأ؟ وفي أي المناطق تتركز؟ وكيف يمكن تلافيها أو الحد من أضرارها؟
  • ولقد كانت الكارثة الأولى لهذا العام زلزال تركيا - سوريا (6/2/2023)، وبلغت قوته 8 درجات على مقياس ريختر، وبلغ عدد ضحايا هذين الزلزالين في تركيا وسوريا -بحسب تقديرات أولية-، أكثر من 51000 ضحية و120000 مصاب، وخلّفا أضرارًا مادية جسيمة في كِلا البلدين.
  • والكارثة الثانية زلزال المغرب في إقليم الحوز (8/9/2023)، وكانت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، وخلف حوالي 3000 ضحية، و6000 مصاب.
  • والكارثة الثالثة العاصفة التي ضربت مدينة درنة في ليبيا (10/9/2023)، بقوة سرعة رياح بلغت 83 كيلومترًا في الساعة؛ مما أدى إلى انهيار سدّين، ووفاة ما لا يقل عن 10000 شخص، ومثلهم في عداد المفقودين، وتسبب في أضرار كارثية في المنطقة.
  • ومع الأسف، فإن آخر 10 زلازل في العالم من 2015 وحتى 2023، جميعها في دول إسلامية ما عدا دولتين، وخلفت أكثر من 70 ألفا من الضحايا، وأكثر من 100 ألف مصاب، ومليارات الدولارات خسائر؛ بسبب تهدم المباني والجسور والطرقات، وإعادة الإعمار للمناطق المنكوبة.
  • وتقسم الكوارث إلى ثلاثة أنواع: كوارث عامة، وكوارث من صـنع الإنسان، وكوارث مشتركة بين العامة والإنسان، فالعامة مثل: الزلازل، والبراكين، والسيول، والأعاصير، والعواصف الشديدة، والفيضانات، أما التي من صنع الإنسان مثل: انفجار مصانع كيماويات أو مفاعلات ذرية، أو حوادث التصادم والغرق الجسيمة، أما الكوارث المشتركة، فهي تبدأ بفعل الإنسان، ثم تزداد وتتفاقم، ومن أمثلتها حرائق الغابات.
  • وقد كشفت مصادر وخبراء أن الأسباب الحقيقية في تفاقم عدد الضحايا، يكون في عدم وجود مراكز بحثية ورصد للكوارث، وأيضا الإهمال في الاشتراطات الخاصة بالحد من الكوارث، وعدم اتباع اللوائح والأنظمة لحماية المباني والسدود من الهزات الأرضية، كذلك عدم التزام المتعهدين عند إنشاء المباني بالشروط العامة للأمن والسلامة المهنية.
  • وقد أنشئ مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR) في ديسمبر 1999؛ لضمان تنفيذ الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث وفق قرار الجمعية العامة (رقم: 54/219)، والصادر من الجمعية العامة عام 2009؛ وذلك لتشجيع الاسـتراتيجية الدوليـة للحـد مـن الكـوارث، وتطـوير أسـاليب إجـراء تقييمـات للتنبـؤ بالمخـاطر المتعـددة وتحـسينها، بمـا في ذلـك مـا يتعلـق بالجوانــب الاقتــصادية للحــد مــن تلك المخــاطر، وتح ليــل التكــاليف والمنــافع الاجتماعيــة والاقتصادية لإجراءات الحد من المخاطر المتخذة على جميع المستويات.
  • ويجب على الدول الإسلامية أن تعمل على بناء قدراتها لمواجهة الأزمات، والحد من مخاطر الكوارث، وتقليل عدد الضحايا والمصابين، مع إيجاد فرق متخصصة لإدارة الأزمات، ورصد هذه الكوارث، وتجهيز فرق خاصة بالإنقاذ والطوارئ، وتدريب المتخصصين والأفراد على كيفية التعامل مع الكوارث لحماية أنفسهم وأهليهم من مخاطر هذه الكوارث، واتباع الطرائق الحديثة في حفظ المناطق المعرضة للكوارث من خلال الدراسات والبحوث، للحد من أضرار تلك الكوارث قدر المستطاع.
 

١٨/٩/2023م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك