رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 3 أغسطس، 2010 0 تعليق

كسب الآخرين والتأثير فيهم نعمة عظيمة

 


     أغلب الأنشطة الصيفية بدأت في بالعد التنازلي لانتهاء أعمالها، ولكن بدأت أسمع أن بعض اللجان كانت طاردة لفلذات أكبادنا وقاسية في التعامل معهم ومنفرة في أسلوبها، ويبرز ذلك من سوء اختيارها للمسؤولين وعدم إقامة دورة تدريبية في فن التعامل مع الآخرين لكسبهم والتأثير فيهم، فهناك تنافس كبير في الساحة وأنتم جهة دعوية ومستأمنون وكسبتم ثقة الناس فلماذا لا تستمرون على نهج أسلافكم؟!

-  قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك: أن تبدأه بالسلام، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه.

    ثم تسأل عنه للاطمئنان خارج وقت الدورة، وتظهر اهتمامك المشترك معه وتتواضع معه وتدخل السرور عليه ولا سيما بتقديم الهدايا إليه وخدمته.

- هذا الشاب يحب الترفيه والابتسامة معه ولمن يستمع إليه وعدم الغضب لأتفه الأسباب؛ فهذا يزعجه ويؤرق أهله معه.

- الشباب يحب من يشجعه على أعماله مثلا: حرصه على الحضور ومتابعة الأنشطة وإنجاز التكاليف في بيته واستعداده الدائم للتنافس في الخير.

على المسؤول أن يحرص على هندامه الجيد والرائحة الطيبة واللطف في التعامل ويشاور الآخرين ويستحوذ على قلوبهم.

- ابتعد عن الجدال واللوم وتناس الأخطاء، وترفع عما في أيدي الناس تكن محبوبا لديهم.

- كل مسؤول عليه أن يعي جيدا أن الناس تختلف في طبائعها وأساليب تعاملها وميولها؛ ففي الحديث «الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» رواه مسلم، وفي الحديث الآخر: «إن الله خلق آدم من قبضة من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب».

 - تعامل مع الناس بروحك وجسمك وعقلك ومشاعرك، وخاطبهم على قدر عقولهم، واختر أفضل الأخلاق وأحسنها؛ ففي الحديث «المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس».

- حافظ على الوعود التي قطعتها وحقق أهداف اللجنة وركز على دائرة التأثير فيهم، وشجعهم على الالتزام بقوانين ولوائح ونظم وآداب المكان.

- اختر الوقت المناسب للتعليم والترفيه والزيارة، وأظهر الشعور بالحرص عليهم حتى يعيشوا في أمان دائم.

- يجب أن تعفو عن المخطئ وتستغفر له وتنصحه بينك وبينه وتطوي الصفحة، وإن تكررت منه تخبر بها والده، وإن كان يؤثر في الآخرين بسلوكه السيئ فلا تتأخر في إرجاع الرسوم إلى أهله والاعتذار عن عدم قبوله حفاظا على الآخرين.

- الفت النظر إلى الأخطار تلميحا وبكل لباقة دون النقد المباشر الذي لا تكسب منه سوى إيغار الصدور؛ فقد قال [ لعبدالله بن عمر: «نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل».

- قدم الاقتراحات المهذبة: قرر مجلس إدارة شركة (جنرال إلكتريك) قبل سنوات إقالة رئيس قسم الحسابات في الشركة، وكان مهندسا كهربائيا عبقريا طالما انتفعت منه الشركة لكن لم ينجح في إدارة قسم الحسابات، وكانت الشركة تقدره ولا تنسى فضله فاخترعت له منصب المهندس المستشار للشركة وسلمت إدارته لشخص آخر.

- لا تتعامل باستعلاء مع الآخرين ولا التنابز بالألقاب أو الاستهزاء أوتفتح المجال: «للضغط على فلان» فهذا أسلوب طارد ومنفر.

- مشاركة الشباب في أتراحهم وافراحهم، والسؤال الدائم عنهم إذا تأخروا وتبدي استعدادك للمواصلات من البيت وإليه وكذلك إذا مرض أحد في المركز فهذه مسؤولية على عاتقك ولا تتصل على ذويه لأخذه من المركز؛ لأن هذا التخلي يترك آثارا سيئة، ولا مانع أن تشاورهم عن ظروفه الصحية لإخبار الطبيب ليعطيه الدواء الناجع بإذن الله.

- البراعة في الحديث وحسن الاستهلال وتقديرك للآخرين يجعلك تفوز بتقديرهم لك، وامدحهم واشكرهم لحسن الاختيار؛ فالناس يحبون الشكر والتشجيع كما جاء في الحديث: «من صنع إليكم معروفا فكافئوه».

دربهم على قانون الحصاد، فنحن نحول الترفيه لكسب الخبرات وننثر البذور لجني الثمرة وحصادها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك