رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 25 أغسطس، 2010 0 تعليق

قصـر بيـان

     بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك استقبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه, وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وأسرة آل الصباح الكرام في قاعة المؤتمرات بقصر بيان مساء اليومين الأول والثاني من الشهر الفضيل، جموعَ المهنئين من مواطنين ومقيمين.

وكنت من ضمن الجموع المهنئين لولاة أمرنا في اليوم الثاني, وللأسف الشديد سمعت كلاماً غريباً من أحد المنظمين، حيث قال: «إنه في الأمس كان هرج ومرج من بعض المواطنين - هداهم الله - وقاموا بالصراخ والتهكم علينا بسبب الزحمة الشديدة». فتأملت المكان ورأيت أن المكان كبير ولله الحمد, والتنظيم كان جيداً, ووسائل النقل متوافرة والمشروبات الباردة توزع من قبل العاملين وكذلك من ضباط وأفراد - فجزاهم الله خيراً - وأما الزحمة فهذا أمر مفروغ منه بسبب الحضور الغفير من المواطنين الذين جاءوا للمباركة بالشهر الفضيل  للأسرة الحاكمة والتهنئة التي تنبع من جسد روح الأسرة الواحدة في المجتمع الكويتي الذي جبل على محبة ولاة أمره, فتنظيمهم لابد منه لكيلا يتدافعوا عند الوصول إلى صاحب السمو ويكون الدخول للسلام عليه واحداً تلو الآخر وليس خبط عشواء, وكان لصدور المنظمين السعة والرحب، ومنهم الشيخ عبدالله النواف الذي كان يصافح الحضور الذين ينتظرون الدخول إلى قاعة الاستقبال ويبارك لهم بالشهر الفضيل والابتسامة والبشاشة لا تفارقه كما عرفته من قبل, وكذلك الضباط والأفراد بالحرس الأميري, ولقد لمست أنا وإخوتي حين سلمنا على الأمير وولي عهده الأمين والشيخ سالم العلي وسمو رئيس مجلس الوزراء وباقي الشيوخ الكرام سعة صدورهم, وحسن استقبالهم, وحين انتهائنا من السلام عليهم وشروعنا بالخروج من القاعة وجدنا الشيخ أحمد الفهد بالخارج وسلمنا عليه وكان  يسلم على المهنئين بلا كلل أو ملل.

     وذكرني فعل الشيوخ الكرام بكرم العرب بالسابق، وبعد الإسلام رفع شأن هذا الأدب العظيم وهو إكرام الضيف بل زاد عليه الإسلام، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله[: «من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفَه». متفق عليه. واستقبالهم هذا يدل على كرمهم وحسن ضيافتهم فاستقبالنا بالحفاوة والتقدير خير من أن يولموا لنا بكل ما لذ وطاب، وقد سئل الأوزاعيُّ -رحمه الله - ما إكرامُ الضيف؟ قال: طلاقةُ الوَجْهِ، وطيبُ الكلام. وليس بتكثير الطعام كما يظن البعض، فالإسلام إذا أوجب على الإنسان أن يُكرم ضَيفه فلا يجوز للضيف أن يُسيء استغلال هذا الحقِّ له عند من أُمِر بحسن استقباله، فاتهام المنظمين بأنهم تعمدوا التضييق على الناس وتأخيرهم لكي يظهروا للملأ ازدحام الناس، أمر مبالغ فيه, فالسامع ليس كالحاضر وإني رأيت الحدث أمام عيني ولم أر ما يزعمون.

وأختم مقالي بهذا الشعر فهو اختصار لمقالي:

إذا المرءُ وافى منزلاً منك قاصدًا

قـراكَ وأرمَتْهُ لديك المسالكُ

فكن باسمـاً في وجهـه مُتهللاً

وقل مرحباً أهلاً ويـومٌ مباركُ

وقدم له مـا تستطيع من القِرَى

عجولاً ولا تبخل بما هو هالِكُ

فقد قيـل ببيتِ سـالفِ مُتقدّمِ

تداولهُ زيدٌ وعَمـرو ومـالكُ

بشاشةُ وجْه المرء خيرٌ من القِرَى

فكيف بمن يأتي وهـو ضَاحِكُ

Abuqutiba@hotmail.com

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك