رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 31 يوليو، 2010 0 تعليق

في ندوة نظمها مركز الارتقاء لرعاية الشباب بعنوان «ملتقى الصحابة»- من العار أن نفتــــــح ملف القـــدح والانتــــقاص مـن الصـــــــــحابة كــــل عــام

 

 

طالب عضو لجنة الفتوى بجمعية إحياء التراث الإسلامي فضيلة الشيخ محمد الحمود النجدي المسلمين والمثقفين وطلاب العلم أن يطلعوا على ذكر الله للسابقين الأولين من الصحابة - رضي الله عنهم- الذين سبقوا في الإسلام والإيمان بالنبي والقرآن؛ فالله تعالى قال: {محمد رسول الله والذين معه} أي الصحابة، وإن الله عز وجل زكى نياتهم فقال: {يبتغون فضلاً من الله ورضوانا..}.

 

الصحابة في القلب

وقال فضيلة الشيخ النجدي في الملتقى الذي أقامه مركز الارتقاء لرعاية الشباب بمسجد عتبة بن غزوان بمنطقة السالمية بعنوان: «الصحابة في قلب كل مسلم»: إن الصحابة المهاجرين - رضي الله عنهم - هم فرقتان: منهم المهاجرون الذي هاجروا مع النبي[ من مكة إلى المدينة، ومنهم من هاجر إلى الحبشة وتركوا أموالهم وذراريهم حتى أتوا للمدينة ولا يوجد لهم بيت فكانوا ينامون في المسجد وهم أهل الصفة، والله أثنى عليهم فقال: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون}، والأنصار الذين نصروا النبي[ ودافعوا عنه وفدوه بأرواحهم وأنفسهم؛ فمنهم أنس بن مالك الذي خدم الرسول[ عشر سنين وغيره كثير من أهل المدينة المنورة، فهم سطروا لنا نماذج مشرقة في فن التضحية والفداء، فهم الذين قال الله عنهم: {يحبون من هاجر إليهم}، وهم من قال تعالى عنهم: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}، فهذا سعد بن الربيع وهو من الأنصار جاء إلى عبد الرحمن بن عوف من المهاجرين وقال له: إن لي من المال الكثير فهذا مالي أقسمه بيني وبينك نصفين، وإن لي من الأزوج اثنتين فانظر أيهما أحب إليك فأطلقها وتتزوجها، فقال له ابن عوف : بارك الله لك في أهلك ومالك دلني على السوق. فانظر إلى التضحية والفداء فلم يقولوا: ضيقوا علينا وشاركونا في بيوتنا وأموالنا، فرضي الله عن الجميع.

 

غلّ أو حسداً

وأضاف النجدي أن الذي يحمل في قلبه غلاً أو حسداً على أصحاب الرسول[ هذا ليس بمؤمن ولا بمسلم، وهذا من علامات الزندقة مستشهداً بقول أبي زرعة الرازي: من وجد في قلبه غلاً أو سب أصحاب رسول الله[ فهو زنديق؛ فإن القرآن حق، والرسول حق، وإن الصحابة هم من نقلوا لنا القرآن والسنة؛ فمن طعن في الصحابة طعن في القرآن والسنة؛ فإذا كان الشاهد مطعونا فيه سقطت شهادته، وإن الله تعالى قال: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذا يبايعونك تحت الشجرة}، وهذا إخبار - وليس دعاء - من الله تعالى لهم، وقد ذكر أهل العلم أن الذين بايعوا تحت الشجرة عددهم ما يقارب ألف وخمسمائة رجل لا كما يدعي بعضهم أن عددهم بسيط جداً.

 

مصحف واحد

ومن جانبه قال رئيس الجمعية الكويتية للمقومات الأساسية لحقوق الإنسان د.عادل الدمخي: إنه يكفي الصحابة شرفاً أن الله تعالى حفظ لنا بهم هذا الدين وأقاموا لنا هذا الدين بحفظ الله تعالى، وأنهم جمعوا الأمة الإسلامية على مصحف واحد وحفظا لنا سنة النبي[، وأنهم حفظوا لنا هذا الدين حتى بعد وفاة النبي[؛ فموقف أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – بمقاتلة من منع إخراج زكاته بعد وفاة النبي[ وقوله: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، وقبلها موقفه في تثبيت الصحابة عند وفاة النبي[ عندما خطب فيهم قائلاً: يأيها الناس، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وكذلك موقفه ضد القدرية وأهل البدع والخوارج الذي رفعوا السيف وقتلوا في أهل الإسلام، وعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – الذي نشر العدل والأخلاق وأسس العلوم الإدارية للدولة وأمور الخلافة والقضاء، وعدله في رعيته حتى اقتص للمصري من ابن والي مصر عمرو بن العاص عندما ضربه وقال قولته المشهورة: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!»، وعثمان بن عفان – رضي الله عنه – الذي أنفق أمواله في سبيل الله وجيّش الجيوش ورفض أن تهرق قطرة دم واحدة في الدفاع عنه، وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وموقفه في وأد الفتن حتى قتل.

واستطرد الدمخي قائلاً: يقولون: انتشر الإسلام بالقوة والسلاح، ونقول لهم: أنتم تملكون القوة الآن فلماذا لا تنشرون النصرانية بالقوة؟! فهناك فرق واضح بين من يؤمن بالحق ويؤيده الله تعالى ويبذل نفسه وماله وكل ما يستطيع لنصرة هذا الحق، مضيفاً أنه لا يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وعلى كل مسلم الاقتداء بالصحابة وأن يحذوا حذوهم وأن يعلم أبناءه سيرتهم ويمتثل خلقهم.

 

القدح أو الذم

وعلى صعيد متصل طالب رئيس قسم العقيدة والدعوة بكلية الشريعة د. بسام الشطي بضرورة أن يكف بعض الناس ألسنتهم وأقلامهم عن ذم الصحابة، مبيناً أنه من العار أن نفتح ملف القدح والانتقاص من الصحابة كل عام، فواجبنا أن نشيد بأعمالهم الطيبة والكريمة وتحملهم البلاء وقد تركوا ديارهم وأموالهم من أجل نصرة دين الله تبارك وتعالى، فالله عز وجل أمرنا أن نترضى عنهم وأن نجعلهم الأسوة لنا بعد النبي[، فهم الذين تلقوا الوحي غضاً طرياً وتعلموا من النبي[ وجهاً لوجه، والله قد رضي عنهم فقال {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة..}، مضيفاً أن الصحابة بذلوا الغالي والنفيس لتكون كلمة الله هي العليا، وأن الأمة الإسلامية من سالفها إلى حاضرها تقطع بعدالتهم ونزاهتهم، وأن الله وعدهم بدخول الجنة بعد الأنبياء والرسل.

وذكر الشطي أن البشر يخطئون ويصيبون والنبي[ قال: «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، وقال: «لا يدخل النار من أصحاب الشجرة» يعني بذلك من بايعوا بيعة الرضوان تحت الشجرة ، وأن الله تعالى قد قال في حقهم: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين...} ثم قال في نهاية الآية: {.. ثم تاب عليهم..} فكرر توبته سبحانه عليهم مرتين، وأثنى الله عليهم فقال: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل..}، وهناك من الصحابة من أخطأ ومنهم الغامدية التي زنت ثم رجعت وتابت وجاءت إلى رسول الله[ تائبة وطلبت إليه أن يقيم عليها الحد وأن يرجمها، وبعد وفاتها قال عنها النبي[: «لقد تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لوسعتهم»، وكذلك حادثة الصحابي حاطب ابن أبي بلتعة الذي حذر كفار قريش وأبلغهم بأن الرسول[ سيأتي لغزوهم فلما علموا بأمره قال بعض الصحابة : يا رسول الله نقتله، ولكن النبي[ قال: «لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم»، وأثنى عليه النبي[ وقال: إنه شهد مع الرسول[ غزوة بدر وصلح الحديبية.

وأوضح الشطي أنه رغم كل ما حدث بين الصحابة لا يجوز لنا أن ننشر بعض هذه التلبيسات وإظهار ثقافة الكراهية والعداوة لبعضهم وترسيخها؛ مشدداً على أن الخوض في ملفات كل صحابي وأخطائه ونقائصه ليس بجائز ولا صحيح فإننا سنسأل في القبر بثلاثة؛ أسئلة وهي : من ربك؟ ما دينك؟ من هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ ولن يسألك الله تعالى عما شجر بين الصحابة، والله عز و جل قد قال: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون}.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك