رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أحمد شكري 30 يناير، 2024 0 تعليق

فيتبعون أحسنه

  قال الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر:17-18)، فبيَّن -سبحانه- أن الذين يستحقون المدح بتلك المنقبة العظيمة أنهم أولو الألباب وأصحاب العقول، وأنهم يميزون بيْن الأقوال التي تعرض عليهم، فيفرِّقون بيْن الحسن والقبيح، والخير والشر، والحق والباطل. وهذه القدرة على التمييز هي أهم ثمار العقل المستنير بنور الهداية؛ ولذلك عد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مجالسة هؤلاء الذين ينتقون أطايب الكلام كما ينتقي أطايب الثمر، عد مجالستهم مما بقي مِن لذات الدنيا، ولذلك أيضًا ذم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الجهلة بكونهم: «همج رعاع، أتباع كل ناعق!»، أي يعجزون عن التمييز بيْن ما يصح اتباعه وما لا يصح، فيتبعون كل ما يعرض عليهم مِن أقوالٍ. ومَن طالع حال الناس اليوم في اتباع كل ما يعرض عليهم في القنوات الفضائية، ومواقع التواصل يجد عجبًا حتى مِن بعض الأخيار! وقد تجد أحدهم قد أعاد نشر رسالة إليك فيها مِن الترويج لانحرافاتٍ خطيرة أو التهييج لفتنٍ نائمة، أو إشغالٍ للنفس بما لا فائدة فيه أو ما غيره أولى منه؛ ما يجعلك ترثى لحاله وما وصل إليه مِن فقدان العقلية الناقدة، والبصيرة النافذة التي تحميه مِن أن يكون أداة في يد غيره، ينشر لهم ما يستهدفون مِن ورائه أهدافا خفية، وغايات باطنة، ولكي نكون فعلًا مِن أولي الألباب الذين لهم البشرى لابد مِن نقد ما يُعرض علينا مِن أقوالٍ فلا نتبع إلا الأحسن

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك