رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: فيصل بن قزار الجاسم 12 يوليو، 2010 0 تعليق

فوائــــــــد ســـــتّ في زيــــــارة الشـــــــيخ عبد اللــــــه الســــــــبت

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فمن فضل الله تعالى أن يسّر لي زيارة خاطفة إلى الشيخ عبد الله السبت في الشارقة، وهي الزيارة التي كانت تراودني منذ فترة طويلة؛ إلا أن ازدحام الأعمال وكثرة الالتزامات والمشاريع حالا دون ذلك حتى يسرها المولى سبحانه.

وزيارة الشيخ عبد الله السبت لها طعم خاص، ومذاق فريد تجعل منها زيارة ليست كغيرها من الزيارات، وهذا أمرٌ يستشعره كل من ذاق طعم هذه الزيارة، ونال شرف الجلوس مع الشيخ، وتبادَلَ معه أطراف الحديث عن الدعوة السلفية وهمومها، ولعلي أجمل هذه المعاني الفريدة في هذه الزيارة بما يلي:

أولاً: أنها زيارة تربطك بالدعوة السلفية المباركة؛ فإن رؤية الشيخ - حفظه الله ورعاه - تذكرك بالدعوة السلفية المباركة، لاشتهاره بها وبالدعوة إليها والحديث عنها والسعي الحثيث لنشرها والدفاع عنها، فجهوده العظيمة في القيام بهذه الدعوة المباركة لا تكاد تخفى على أحد، وكيف لا يكون كذلك وهو أحد أقطاب الدعوة السلفية المعاصرة وأحد مؤسسيها؟!

ثانياً: أنها ترفع من همة الزائر في الدعوة إلى الله والعمل لهذا الدين؛ إذ إن الشيخ - حفظه الله - مثال حيٌّ للتضحية والبذل في سبيل نشر هذه الدعوة السلفية؛ فإنه منذ أن عرفه الناس وهو كما هو لم يتغير،لم يزل ولا يزال يعمل ويجتهد اجتهاداً منقطع النظير قل أن تراه في الشباب السلفي فضلاً عن بعض الكبار والمخضرمين من أرباب هذه الدعوة وأقطابها؛ ولذلك فإن الزائر للشيخ والمطلع على جهوده المباركة في هذه الدعوة يشعر بالخجل والحياء من ضعف الهمم وفتور العزائم للعمل لهذه الدعوة السلفية.

ثالثاً: أنها زيارة تحيي روح التمايز السلفي، والذي كان شعاراً لهذه الدعوة لكونها دعوة قائمة على الحق واتباع السلف، تميز بين الحق والباطل، بين السنة والبدعة، بين التوحيد والشرك. فهذه الصبغة السلفية المذكورة في قوله تعالى: {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون} هي من أصول هذه الدعوة السلفية المباركة؛ إذ إن تمايز أهل الحق من أهل الباطل مقصدٌ عظيم من مقاصد هذا الدين، وسببٌ من أسباب ظهوره، وبتركه تنتشر البدع، ويُجهل الحق، وتختلط الأمور؛ ولذلك كان التمايز بين المسلم والكافر من أعظم الأمور التي أمر بها النبي[ أصحابه، حتى وُصف[ بكونه «فرق بين الناس» أي أنه يفرق بين المسلم والكافر. وكل مخالف للحق له نصيب من هذا التمايز بحسب المخالفة؛ ولذلك كان من أصول أهل السنة والجماعة مجانبة أهل البدع والأهواء والتحذير منهم.

فالشيخ - حفظه الله - معروف بانتمائه للسلفية وافتخاره بها ودعوته إليها، وهذا يستلزم ولا بد مجانبة أهل البدع والأهواء وأرباب الجماعات المنحرفة، ووجوب بيان حالهم لمن يجهله ما لم تقتض المصلحة الشرعية الراجحة خلاف ذلك. وهذا ما جعل الشيخ عَلَماً على السلفية ورأساً من رؤوسها، فوضوح منهجه وطريقته أمر لا يكاد يخفى على من له نصيب من الدعوة والعمل.

وهذا التمايز السلفي لدى الشيخ أصبح اليوم ضعيفاً إن لم يكن مفقوداً عند بعض السلفيين من طلبة العلم فضلاً عن عوامهم، حتى أضحى ظاهرة تحتاج إلى دراسة وعلاج، فكم من السلفيين اليوم من لا يعرف حقيقة السلفية، فضلاً عن أصولها وقواعدها، فالدروس المنهجية في بيان مفهوم السلفية وتوضيح أصولها والتي كانت من أوائل الدروس التي يتأصل عليها  كل من التحق بالسلفيين قديماً، أصبحنا اليوم لا نكاد نسمع لها ذكراً عند كثير من العاملين في حقل هذه الدعوة إلا من رحم الله، فالشاب اليوم يبدأ مشواره مع الشباب السلفي وهو جاهل بحقيقة هذه الدعوة، غافل عن أصولها ومعالمها، وهذا من أكبر الأسباب التي أوقعت بعض الشباب في مخالفات منهجية وأخطاء عقدية، وصار بعضهم فريسة سهلة لأرباب الجماعات المنحرفة عن جادة السنة.

فزيارة الشيخ السبت - حفظه الله - تحيي فيك روح الانتماء لهذه الدعوة المباركة، والافتخار بها. والعاملون اليوم في حقل هذه الدعوة السلفية بحاجة إلى إعادة النظر في طرق تربية الشباب وتأهيلهم، والاهتمام بتأصيلهم وتثقيفهم بهذه الدعوة المباركة وإطلاعهم على أصولها ومعالمها وميزاتها وخصائصها.

رابعاً: زيارة الشيخ - حفظه الله - تُظهر لك أهمية الثبات على هذه الدعوة السلفية، فالشيخ - حفظه الله - منذ أن عرفه أصحابه والناس منذ أكثر من أربعين سنة وهو كما هو لم يتغير، لم يصبه ما أصاب كثيراً من الدعاة من الفتور في الدعوة، ولم يطرأ عليه نوع تلون كما طرأ على بعض الطلبة والدعاة، بل لم يزل على مبادئه وأصوله وسلفيته منذ عرفناه، نسأل الله لنا وله الثبات. وهذا من فضل الله تعالى على الشيخ أولاً، ثم بفضل إيمانه بهذه الدعوة المباركة وقوة ارتباطه بها. فالولاء لهذه الدعوة المباركة ينبغي أن يُعزز في قلوب الشباب، وأن يُربّوا على حب هذه الدعوة وحب أهلها.

خامساً: زيارة الشيخ تعزز في قلب الزائر عظمة هذه الدعوة السلفية المباركة في ائتلاف قلوب أصحابها، وإن تناءت بهم الديار واختلفت الأجناس والأعراق، فمكتبة الشيخ في الشارقة لا تكاد تخلو من الشباب السلفي من مختلف أقطار العالم، الأسود والأبيض، العربي والعجمي، يجمعهم الانتماء لهذه الدعوة والولاء لها، وقد صدق النبي[ إذ قال: «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله»، فمكتبة الشيخ هي بمنزلة جامعة مصغرة للسلفيين تُظهر التراحم والتواد والتعاطف والتلاحم الموجود بين السلفيين.

سادساً: زيارة الشيخ - حفظه الله - تذكرك بأن هذه الدعوة المباركة تقوم أولاً على العلم قبل البدء بالعمل والدعوة، فالشيخ يستقبل في مكتبته كثيراً من المسلمين من أرباب الجاليات المختلفة، ويشرف على تعليمهم وتثقيفهم بتكليف من يدرسهم ويعلمهم العقيدة والتوحيد والعربية والتفسير وغير ذلك من أنواع العلوم والفنون؛ وذلك ليكونوا دعاة سلفيين بعلم لا بجهل.

وفي الختام فإني أدعو العاملين في حقل هذه الدعوة المباركة والقائمين على تربية الشباب وتثقيفه أن يغتنموا زيارة الشيخ في مكتبته بالشارقة، وأن يستفيدوا من خبراته، وأن يستثمروا جهوده المباركة، كما أنصحهم أن يساهموا في نشر أشرطته الدعوية لا سيما المتعلقة بأصول الدعوة السلفية وخصائصها ومعالمها؛ فإن الشيخ يمتاز بسهولة العبارة وقصرها مع قوة المعنى والقدرة العجيبة على إيصال المعلومة والإقناع، وهذا أمر مشهود له به.

والله تعالى أسأل أن يبارك في جهود الشيخ، وأن يثبتنا وإياه على الهدى، وأن يجعلنا من أنصار الحق وأعوانه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك