رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 30 أكتوبر، 2023 0 تعليق

فلنتجاوز آلامنا.. إلى فريق الأزمة

 

  • تجاوز الألم سوف يسمح لنا بالتفكير في غدنا، ماذا نحن فاعلون بعد انقضاء هذه الأزمة الخانقة التي نشهدها لحظة بلحظة في غزة الجريحة؟ إن حجم العمل سيكون حتما كبيرا.. وكبيرا جدا، ذلك أن حجم التأثير في الإنسان والمكان بالغ.. وبالغ جدا، يجب أن نهتم بالتفاصيل كلها.. وكلما كان التخطيط لهذه الفكرة بعناية، وكان تكوين الفريق المختص مناسبا لإنجازه، ورُصدت له الميزانيات الكافية، سيكون إنجاز العمل سهلا وميسرا.
  • وكخطوة أولى يجب أن تتفق مجموعة من الدول مبدئيا على تكوين هذا الفريق (فريق الأزمة) الآن؛.. لكي يضع الخطوط الرئيسية لإعادة إعمار غزة، هذا الفريق سيضم مجموعات متخصصة، تغطي الخدمات كافة؛ الصحية والتعليمية والبنية التحتية والأبنية الحكومية والخاصة، ويجب أن تتشكل هذه الفرق وتتدرب على عملها من الآن.
  • لجنة للشهداء وأسرهم، ولجنة للمصابين وأسرهم، ولجنة للمفقودين وأسرهم، ولجنة للصحة وأخرى للتعليم وهكذا.. يجب ألا نترك شيئا إلا وقد كوَّنا له لجنة وفريقا يعمل بجد لتجاوز هذه الأزمة؛ فإن قدرة فريق الأزمة على ممارسة أعماله بنظام سريع ومريح، سيتيح له التقدم والإنجاز بطريقة لم يسبق لها مثيل.
  • إن بناء مجتمع متماسك.. ومرتبط مع عالمه المتوازن المعتدل.. وتتوافر له كل الخدمات.. سينتج عنه جيل يحب البناء والحياة والتنمية.. إن بناء غد أفضل لأبناء غزة هو مهمة الجميع.. ويجب أن ترتبط الحياة في غزة بالحياة حولها.. التعليم بالتعليم.. والصحة بالصحة.. والكهرباء والماء كذلك.. والاقتصاد كذلك.. ووسائل النقل كذلك.. وهكذا.
  • نحن لا نريد غزة محاصرة أو معزولة.. بل نريدها مرتبطة ارتباطا وثيقا بعالمها المحيط بها.. فالعزلة تجلب لها الضغط، والمعاناة، ومن ثم القهر و التشدد.. وقد يؤدي بها إلى التطرف.. إن بناء غزة الحرة هو بناء للمجتمعات حولها..
  • إن إيجاد أفكار لتنفيذ برنامج يستهدف تقوية اقتصاد غزة والتعافي سريعا، سيتيح المجال لتعاون أكبر مع الدول المجاورة، ويمنع معه الأفكار المتطرفة من أن تتفشى لدى شباب غزة الذي عانى الحروب والدمار والآلام.. إن فتح مجالات للتعليم والعمل لهؤلاء الشباب كي يبنوا معه حياتهم الجديدة، سيكون مساهمة كبيرة للإقليم والمجتمع الدولي كله.
  • يجب ألا ننظر إلى حجم الدمار وحجم المأساة التي خلفتها الحرب الأخيرة.. بل يجب أن ننظر إلى حجم الفرص المتاحة لبناء مستقبل وجيل واعد، يستطيع البناء والعيش بأمان. إن ترك المجتمع الغزاوي دون تدخل سريع لإعادة بنائه، سيؤدي إلى انتشار الفقر والبطالة انتشارا واسعا؛ مما سيخلق تربة خصبة لانتشار الأزمات بمختلف أنواعها..
  • وهذه فرصة لربط اقتصاديات الدول العربية المجاورة باقتصاد غزة، وتفعيل الدور الإيجابي في علاقات الدول فيما بينها، والتطلّع إلى المستقبل تطلعا واضحا، وعدم التركيز على المعاناة والدمار الذي نجم عن الحرب، ويجب أن تختفي الصورة النمطية في تقديم المساعدات، إلى أسلوب أكثر تقدما في التخطيط، والتنفيذ، والبناء.
 

30/10/2023م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك