غــزة .. انتهاكات ضد الإنسانية

• ضـد الأطفال

• وضـد المستشفيات

• وضـد حقوق المدنيين

قرر الإسلام مباديء رئيسة وقيم سامية نبيلة حفظت للإنسان حق الحياة وسلامة البدن والعرض، ومنعت العدوان عليه بأي شكل من أشكال الاعتداء، لذلك فإن ما نراه من معاناة مستمرة للشعب الفلسطيني، يخالف تلك المباديء، ويخالف كل المواثيق الدولية، والأديان السماوية، ويهدد الأمن الإنساني، وازدادت هذه المعاناة نتيجة القصف الأخير الذي تعرضت له غزة بصورة وصفها المفوض العام للأونروا «فيليب لازاريني» بأنها مأساة إنسانية غير مسبوقة، وأكد ضرورة الوصول الفوري للمساعدات التي يفتقر إليها المدنيون من ماء وغذاء ودواء، إنها معاناة لا تتوقف؛ حيث استُهدف الشعب الفلسطيني بكل فئاته وطوائفه من خلال الممارسات اللإنسانية، من: قتل، وجرح، واعتقال، وتشريد وإبعاد، وإقامة جبرية، ومصادرة أراض واستيطان، وجدران، وحواجز، وبوابات، واقتحامات، وحظر تجول، وحصار، والقائمة تطول.

   

انتهاكات ضـد الأطفــال

 

• نجحت الحملة الشعبية الكويتية لدعم فلسطين التي أطلقتها الجمعية الكويتية للإغاثة بالشراكة مع عدد من الجمعيات الخيرية في جمع أكثر من مليون دينار (3.3 ملايين دولار)
• لم يكن الطفل الفلسطيني بمعزل عن الإجراءات التعسفية التي يمارسها الاحتلال بل كان في مقدمة ضحاياها رغم الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية التي تنص على حقوق الأطفال
• عمليــات استهداف الأطفال الفـلـسطيـنيــين وقتلـهـم سيـاسة ثـابتـة اتبـعتـهـا قوات الاحتلال واعتُـمــدت على أعلى المستويات ما يفسر ارتفاع عدد القتلى من الأطفال
• قتل نحو 72 طفلاً جراء قصف الطائرات الحربية منازلهم بكل وحشية في العدوان على قطاع غزة في مايو 2021 الذي استمر 11 يومًا
• اليونيسيف: أكثر من 700 طفل قتلوا في غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الجاري وجُرح أكثر من 1600 من الأطفال أيضًا
• عدد جرحى الانتفاضة الأولى خلال الفترة (1987- 1993) يزيد عن 70 ألف جريح معظمهم من الأطفال ويعاني نحو 40% منهم من إعاقات دائمة و65% يعانون من شلل دماغي أو نصفي أو علوي أو شلل في أحد الأطراف
• وثَّقت المؤسسات الحقوقية للدفاع عن الأطفال في فلسطين مقتل 2270 طفلاً على يد جيش الاحتلال منذ عام 2000م
• المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل: إن الوضع كارثي مع القصف المتواصل للمناطق المدنية وزيادة هائلة في نزوح الأطفال والأسر ولا توجد أماكن آمنة
• واجه أطفال غزة ألوانا عديدة من الموت وحصدت آلة المحتل مئات الأرواح الصغيرة ووفق أطباء غزة فإن نسبة كبيرة من الجراحات والحروق كانت مميتة وبالغة الخطورة
• اعتُقل نحو 50 ألف طفل فلسطيني منذ عام 1967م بحسب تقرير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الصادر في 20 نوفمبر 2022
• كسر الاحتلال كل الأعراف والمواثيق والقوانين الإنسانية وقتل المرضى والمواطنين المستأمنين بقصفه في كل مكان من قطاع غزة
• يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة معاناةً يومية مؤلمة بسبب العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعصف بحياتهم منذ سنوات عديدة
• يتعرض الأطفال المعتقلون لما يتعرض له الكبار من قسوة التعذيب والمحاكمات الجائرة والمعاملة غير الإنسانية التي تنتهك حقوقهم الأساسية بما يخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية الطفل

    منذ احتلال فلسطين، بدأ مسلسل لا يتوقف من المعاناة جراء سياسات سلطات الاحتلال التي استهدفت الشعب الفلسطيني بمقدراته ومكوناته وتفاصيله اليومية، من خلال جملة من الممارسات التعسفية من قتل، وجرح، واعتقال، وتشريد وإبعاد، وإقامة جبرية، ومصادرة أراض واستيطان، وجدران، وحواجز، وبوابات، واقتحامات، وحظر تجول، وحصار، والقائمة تطول، ولم يكن الطفل الفلسطيني بمعزل عن هذه الإجراءات التعسفية التي تمارسها سلطات الاحتلال، بل كان في مقدمة ضحاياها، رغم الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية التي تنص على حقوق الأطفال، وفي مقدمتها (اتفاقية حقوق الطفل)، التي تنادي بحق الطفل بالحياة والحرية والعيش بمستوى ملائم، والرعاية الصحية، والتعليم، والترفيه، واللعب، والأمن النفسي، والسلام.  

جرائم ضد الإنسانية

ويمكن استعراض بعض الجرائم التي ارتكبت بحق الأطفال الفلسطينيين، وتندرج تحت إطار (جرائم ضد الإنسانية) و(جرائم الحرب) على النحو التالي:

• أولاً: استهداف الأطفال بالقتل

لقد كانت عمليات استهداف الأطفال الفلسطينيين وقتلهم سياسة ثابتة، اتبعتها قوات الاحتلال، واعتُمدت على أعلى المستويات، ما يفسر ارتفاع عدد القتلى من الأطفال؛ حيث وثَّقت المؤسسات الحقوقية للدفاع عن الأطفال في فلسطين مقتل 2270 طفلاً على يد جيش الاحتلال منذ عام 2000م، أي مع بدء انتفاضة الأقصى، وحتى الأول من مايو 2023، منهم 546 طفلًا فلسطينيا خلال عام 2014م، معظمهم ارتقوا خلال العدوان على قطاع غزة، بما في ذلك جريمة إحراق الطفل المقدسي محمد أبو خضير وقتله، بعد أن اختطفه المستوطنون، وجريمة إحراق عائلة دوابشة في داخل منزلهم بقرية دوما جنوب مدينة نابلس، فيما كانت آخر هذه الجرائم، مقتل الطفل محمد هيثم التميمي (عامان ونصف) من قرية النبي صالح، شمال غرب رام الله، بعد ان استهدفه قناص من جنود الاحتلال في أثناء وجوده مع والده بباحة منزلهما، وإصابة والده برصاصة بالكتف في حزيران 2023.

قتل آلاف الأطفال

     وتعج الذاكرة بآلاف الأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال، مثل: قصف طائرة دون طيار ثلاثة أطفال: خالد بسام محمود سعيد (13عاما)، وعبد الحميد محمد عبد العزيز أبو ظاهر(13عاما)، ومحمد إبراهيم عبد الله السطري (13عاما)، بصاروخ، شمال شرق مدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهادهم. وهذا يعد جريمة حرب، يجب أن تعاقب عليها إسرائيل، والرضيعة إيمان حجو في قصف دبابات الاحتلال لخان يونس عشوائيا سنة 2001، ومحمد الدرة الذي استهدفه جنود الاحتلال وهو يحتمي بحضن والده في شارع صلاح الدين بالقطاع سنة 2000.  

أطفال فلسطين في رأس قائمة الأهداف

     وفي عدوان قوات الاحتلال على قطاع غزة في مايو 2021 «الذي استمر 11 يوماً» كان أطفال فلسطين في رأس قائمة الأهداف؛ حيث ارتقى نحو 72 طفلاً جراء قصف الطائرات الحربية منازلهم بكل وحشية، لدرجة أن بعض العائلات أبيدت بكاملها رجالاً ونساء وأطفالا كعائلة أبو حطب، وأبو عوف، واشكنتنا، وعائلة القولق، وعموما، تعود معظم حالات قتل الأطفال بشكل أساسي، إلى الأعمال العسكرية للمحتل، ومخلفات الحروب والألغام، وخصوصًا في غزة، وإلى عنف جنود الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية.  

• ثانيًا: الأطفال الجرحى

استهداف أطفال فلسطينيين بالقتل والجرح على أيدي جيش الاحتلال والمستوطنين، خلف قائمة طويلة من الجرحى في صفوفهم، وتشير معطيات مؤسسة الجريح الفلسطيني إلى أن عدد جرحى الانتفاضة الأولى خلال الفترة (1987- 1993) يزيد عن 70 ألف جريح، معظمهم من الأطفال، يعاني نحو 40% منهم من إعاقات دائمة، 65% يعانون من شلل دماغي أو نصفي أو علوي أو شلل في أحد الأطراف، بما في ذلك بتر أو قطع أطراف مهمة، فيما بلغ عدد جرحى انتفاضة الأقصى (من 29 أيلول 2000م وحتى نهاية كانون الأول «ديسمبر» 2007م) بحسب «الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني» 31,873 جريحاً، أما عدد الجرحى منذ عام 2008 وحتى نيسان 2022 بما فيهم الجرحى الأطفال بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة ومؤسسات حقوق الإنسان ومراكزها.  

• ثالثًا: اعتقال الأطفال

اعتقلت سلطات الاحتلال -منذ عام 1967م بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين في 20 نوفمبر 2022- نحو 50 ألفا من الأطفال الفلسطينيين، منهم نحو 20 ألفا تعرضوا للاعتقال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر2000، ومن بينهم (9) آلاف طفل تعرضوا للاعتقال منذ هبة القدس في الأول من أكتوبر 2015، وهؤلاء يُشكلّون 20% من إجمالي الاعتقالات خلال الفترة المستعرضة، نسبة كبيرة منهم كانوا من القدس المحتلة، فيما اعتقلت سلطات الاحتلال نحو (770) طفلاً منذ مطلع العام 2022، علماً بأن هناك نحو (160) طفلاً لا يزالوا رهن الاعتقال في سجون الاحتلال حتى تاريخ 17 أبريل 2023.  

يتعرضون لما يتعرض له الكبار

     وهؤلاء الأطفال يتعرضون لما يتعرض له الكبار من قسوة التعذيب والمحاكمات الجائرة، والمعاملة غير الإنسانية، التي تنتهك حقوقهم الأساسية، وتهدد مستقبلهم بالضياع، بما يخالف قواعد القانون الدولي و«اتفاقية الطفل»؛ حيث إن سلطات الاحتلال تحرم الأطفال الأسرى الفلسطينيين حق عدم التعرض للاعتقال العشوائي، والحق في معرفة سبب الاعتقال، والحق في الحصول على محامٍ، وحق الأسرة في معرفة سبب اعتقال الطفل ومكانه، والحق في المثول أمام قاضٍ، والحق في الاعتراض على التهمة والطعن بها، والحق في الاتصال بالعالم الخارجي، والحق في معاملة إنسانية تحفظ كرامة الطفل المعتقل.  

حداثة سن الأطفال

     ولا يراعي الاحتلال حداثة سن الأطفال في أثناء تقديمهم للمحاكمة، ولا تشكل لهم محاكم خاصة، فضلا عن أن الاحتلال يحدد سن الطفل بما دون الـ16 عاماً، وذلك وفق الجهاز القضائي للمحتل الذي يستند في استصدار الأحكام ضد الأسرى الأطفال إلى الأمر العسكري رقم «132»، الذي حدد فيه سن الطفولة، حتى سن السادسة عشرة، ما يشكل مخالفة صريحة لنص المادة رقم «1» من «اتفاقية الطفل» التي عرفت الطفل بأنه (كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة).  

مشروع قانون

      لم يتوقف الأمر على الأوامر العسكرية، بل أقر الكنيست يوم 25/11/2015 مشروع قانون يسمح بمحاكمة من هو أقل من 14 عامًا من الأطفال الفلسطينيين وسجنهم، الذين يخضعون لقانون الأحداث الإسرائيلي المدني كأطفال القدس، وينص القانون على أن المحكمة تستطيع أن تحاكم أطفالا ممن بلغوا سن 12 عامًا، لكن عقوبة السجن الفعلي تبدأ بعد بلوغهم سن 14 عامًا؛ بحيث يصبح جيل المسؤولية الجنائية هو 12 عامًا، ويمكن اعتقال طفل والتحقيق معه، وبعد إدانته يرسل إلى إصلاحية مغلقة، ويبقى فيها إلى أن يبلغ 14 عامًا.  

مشروع مخربين

     من جهة أخرى، فإن سلطات الاحتلال العسكري ضربت بعرض الحائط حقوق الأطفال المحرومين من حريتهم، وتعاملت معهم بوصفهم «مشروع مخربين»، فأذاقتهم أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة، التي تتضمن الضرب والشبح، والحرمان من النوم ومن الطعام، والتهديد والشتائم، والتحرش الجنسي، والحرمان من الزيارة، واستخدمت معهم أبشع الوسائل النفسية والبدنية لانتزاع الاعترافات، والضغط عليهم لتجنيدهم للعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.  

ظروف احتجاز غير إنسانية

     يعاني الأطفال الفلسطينيون الأسرى في السجون ومعتقلات الاحتلال من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر إلى مراعاة الحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى، فهم يعانون نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاكتظاظ، والاحتجاز في غرف لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، ونقص الملابس، وعدم توفر وسائل اللعب والترفيه والتسلية، والانقطاع عن العالم الخارجي، والحرمان من زيارة الأهالي، وعدم توفر مرشدين وأخصائيين نفسيين، والاحتجاز مع البالغين، والاحتجاز مع أطفال جنائيين يهود، والإساءة اللفظية، والضرب والعزل والتحرش الجنسي، والعقوبات الجماعية، وتفشي الأمراض، وهذا ما ترصده تقارير العديد من المؤسسات المحلية والدولية، وفي مقدمتها «الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال» فرع فلسطين، و«اليونيسف».

• رابعًا: الأحداث الأخيرة (طوفان الأقصى)

أطفال غزة يدفعون الثمن الباهظ

     وخلال الأحداث الأخيرة على قطاع غزة كان الأطفال أيضًا هم الضحية، وبعيدًا عن المواقف والتحليلات السياسية، ومن صلب الحالة الإنسانية من قلب غزّة وصرخات أطفاله، سؤال لابدّ أن يستثير كل إنسان ما زال ضميره حيّا، لماذا وجع أطفال غزة ونسائها وشيوخها ليس له قيمة؟ منذ أيام وصواريخ المحتل تمطر أطفال غزة وتضيء عتمة فضائها الحزين، لم تتوقف تلك القذائف التي استهدفت أجسادهم الهذيلة، وقلوبهم المكلومة.  

ألوان من الموت

     لقد واجه أطفال غزة ألوانا من الموت أتاهم من كل مكان، وحصدت آلة المحتل مئات الأرواح الصغيرة، وتركت بصماتها شاهدة في حروق شديدة وجراح وبتر لأعضاء كثيرة من تلك الأجسام الغضة، ووفق أطباء غزة فإن نسبة كبيرة من الإصابات كانت في الأطفال، ونسبة كبيرة من الجراحات والحروق كانت مميتة وبالغة الخطورة، وأظهرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تداولها الإعلام هشما لرؤوس الصغار، وشظايا تخترق البطون والقلوب الصغيرة، كما حطم الركام المتناثر من العمارات والبيوت التي دمرها القصف الصهيوني أجساد مئات الأطفال الصغار.  

التركيز على الأطفال

     لقد بدا أن المأساة التي تستهدف أهل غزة، تركز في جانب أساسي منها على براعم الحياة، في مسعى للقضاء على جيل كامل من الأزاهير القابضة على جمر المقاومة، فمنهم من قضى وترك غصة الألم والفراق في نفوس والديه، ومنهم من جلس على الركام يبكي الأبوين والإخوة الذين قضى عليهم القصف، ولكلٍّ قصةٌ دامية وذكرى لوعة وجرح فراق لا يندمل.  

تقرير اليونيسيف

      في تقرير لليونيسيف في 13 أكتوبر 2023 بدأ مئات الآلاف من الأطفال وعائلاتهم بالفرار من شمال غزة تحسبًا لهجمات وشيكة واسعة النطاق، ويأتي ذلك بعد أيام من القصف على غزة بعد هجمات 7 أكتوبر العنيفة، بعد حوالي أسبوع من الحرب، تفيد التقارير بمقتل مئات الأطفال وإصابة آلاف آخرين.  

وقف فوري لإطلاق النار

     ودعت اليونيسف إلى وقف فوري لإطلاق النار في الوقت الذي تلقى فيه 1.1 مليون شخص -نصفهم تقريباً من الأطفال- إنذاراً بضرورة الخروج، تمهيداً لما يُتوقع أن يكون هجومًا عسكريا واسع النطاق في أحد أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان على الأرض، مع العلم أن الغذاء والماء والكهرباء والأدوية نفذوا، وفُقد الوصول الآمن إلى المستشفيات بالأطفال والأسر في غزة، بعد أيام من القتال ومن قطع جميع طرق الإمداد.  

الوضع كارثي

      وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف (كاثرين راسل): «إن الوضع كارثي، مع القصف المتواصل للمناطق المدنية وزيادة هائلة في نزوح الأطفال والأسر، ولا توجد أماكن آمنة، إذًا وقف إطلاق النار الفوري وتأمين الوصول الإنساني هما أهم الأولويات للسماح بتقديم المساعدات التي تشتد حاجة الأطفال والأسر إليها في غزة، وأضافت نحن بحاجة إلى هدنة إنسانية فورية لضمان الوصول الآمن ودون عوائق إلى الأطفال المحتاجين، بغض النظر عن هويتهم أو مكان وجودهم، للحروب قوانين، يحتاج الأطفال في غزة إلى الدعم المنقذ للحياة، وكل دقيقة مهمة».

خراب شامل

      لقد أصبحت المنازل والبنى التحتية الحيوية خرابًا، وفرّ أكثر من 423 ألف شخص من منازلهم بالفعل، لجأ بعضهم إلى المدارس أو المستشفيات، بينما تعرضت بعض هذه المدارس للهجمات، وقد تلقّى المستشفيان الرئيسيان في غزة، اللذان نفذ منهما الوقود بالفعل ويكتظان بالمدنيين المصابين، تحذيرات بضرورة نقل المرضى والموظفين جنوباً خلال ساعات فقط، وفي الوقت الحالي، لا يوجد عمليا أي طريق للخروج من غزة بالنسبة للسكان المدنيين.  

يجب حماية الأطفال

     وأضافت راسل: «الطفل هو طفل، يجب حماية الأطفال في كل مكان في جميع الأوقات، ويجب ألا يتعرضوا للهجوم أبدًا، وفقاً للقانون الدولي الإنساني، إننا نكرر بدورنا الدعوة التي أتت من الأمين العام للأمم المتحدة إلى إلغاء أمر مغادرة أكثر من مليون مدني فلسطيني لشمال غزة، وإلى اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لتوفير سلامتهم وحمايتهم، وهذا أقل ما يستحقه كل طفل».  

اليونيسيف: قتل الأطفال يجب أن يتوقف

     تقول اليونيسيف إن أكثر من 700 طفل في غزة قد قتلوا منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الجاري، وأن 1600 جريحا من الأطفال يعانون مرارة الألم والفقد وسطوة الجراح، ووفق اليونيسيف فإن «الصور والقصص واضحة: أطفال يعانون من حروق مروعة، وجروح بالقذائف، وفقدان أطراف، والمستشفيات مرهقة تماما لعلاجهم، ومع ذلك، تستمر الأرقام في الارتفاع».  

حرب إبادة

      بين القصف المتواصل، على الأجساد الصغيرة، تتواصل ما يصفها كثيرون بحرب إبادة في غزة، مستهدفة ضمن ما تقتل وتدمر الجيل الفلسطيني الصاعد المفعم بالنضال والصمود والعزيمة، ترتوي الأرض هنالك كل يوم من الدماء، ورغم ذلك ورغم ما يتجرعونه من فراق الأمهات والآباء والإخوة والأصدقاء، إلا أنهم سطروا مشاهد من الصبر الخارق لعادة الأطفال بل لعادات الكبار، ولم تفلح مشاهد الموت والرعب في كسرهم أو التقليل من صمودهم.