رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 19 فبراير، 2024 0 تعليق

عميد كلية الدراسات الإسلامي في صربيا: الكويت لم تتوقف يومًا عن مساعدتنا

  • تعد المشيخة الإسلامية أعلى سلطة دينية في صربيا وهي مؤسسة معترف بها من قبل الدولة وتهتم بشؤون المسلمين وتسعى للحافظ على هويتهم الإسلامية
  • أنشأنا المطابخ الخيرية تحت مظلة ما يسمى بمركز الأعمال الخيرية التابع للمشيخة الإسلامية وكل يوم يتم إطعام أكثر من 2000 إنسان في صربيا من المسلمين وغير المسلمين
  • تهتم المشيخة اهتمامًا كبيرًا بالتعليم وقد حققنا في هذا المجال إنجازات كبيرةمنها إنشاء مدارس رياض الأطفال والمدارس الثانوية الإسلامية الشرعية وكلية الدراسات الإسلامية والجامعة العالمية وكذلك العديد من مراكز تحفيظ القرآن الكريم
  • واقع المرأة المسلمة في صربيا شهد تطورًا كبيرًا من ناحية الالتزام بالحجاب الشرعي والالتزام بالآداب الإسلامية ولاسيما بعد إنشاء المدرسة الثانوية الإسلامية الشرعية حيث أصبح من شروط قبول الطالبات ارتداء الحجاب فالآن أصبح بفضل الله -عزوجل- كل من البنات كبارا وصغارا لديهن حجاب شرعي على رؤوسهن
  • عندما نتكلم عن مأساة غزة نتكلم وقلوبنا تتألم كثيرًا ونستشعر أننا نحن أهل غزة لأننا تعرضنا للمعاناة نفسها وأكثر ولكن لا نملك إلا أن نقول إن هذا ابتلاء من الله عزوجل ونسأل الله أن يرفعه عنهم
  • الحفاظ على هذا الجيل من الشباب اليوم صعب جدا ولاسيما في زمن الانترنت المفتوح والمشيخة فتحت ناديا للشباب المسلم وشبكة فيها أنشطة كبيرة ومتعددة وتحاول أن توظف طاقات الشباب ليستغلوا أوقاتهم فيما ينفع
 

في حواره مع مجلة الفرقان عن أوضاع المسلمين في جمهورية صربيا، بين ضيف جمعية إحياء التراث الإسلامي أ. د. أنور عمروفيتش (عميد كلية الدراسات الإسلامية بجمهورية صربيا، ومستشار رئيس المشيخة الإسلامية بصربيا)، أنَّ الإسلام يُعد الديانة الثانية في مملكة صربيا؛ حيث تقدر نسبة المسلمين بـ 8% من سكان صربيا، وقد انتشر الإسلام في صربيا؛ خلال خمسة قرون من الحكم العثماني.

ويتكون مسلمو صربيا من قوميتين رئيسيتين هما: البوشناق الذين يشكلون ما نسبته 70% من مجموع مسلمي البلد، ثم الألبان (25%)، ويمثل الغجر الروما وإثنيات أخرى نحو 5%. ثم بين عمروفيتش أن صربيا كانت دولة من دول الاتحاد اليوغسلافي الاشتراكي سابقا، وبعد الحروب التي حدثت، انفصلت واستقلت كل دولة، من بينها صربيا والجبل الأسود والبوسنة وكرواتيا وسلوفينيا، وبين أن هذه الدول مرت بظروف صعبة كما تعلمون، وبعد هذه الحروب عادت الحياة لتلك الدول، وبفضل الله أبشركم أن أمورنا في صربيا جيدة الآن.

الأصول العرقية للمسلمين

       وعن الأصول العرقية للمسلمين بين عمروفيتش أن أغلب السكان المسلمين هم في الأصل بوشناق، أصولهم بوسنوية لكنهم يسكنون في صربيا، ويعدون من العرقيات الأصيلة في صربيا وليسوا لاجئين أو وافدين إليها، وهذه من نقاط القوة للمسلمين في صربيا.

الأوضاع الدينية والدعوية

      وعن الأوضاع الدينية والدعوية في صربيا، قال عمروفيتش: الحمد لله الأمور تحسنت كثيرًا، ووضع المسلمين فيها ممتاز، وكذلك الآن أعلى سلطة دينية في صربيا للمسلمين تسمى المشيخة الإسلامية، وهي مؤسسة معترف بها من قبل الدولة، وهي أعلى سلطة دينية تهتم بشؤون المسلمين في صربيا، وتحاول أن تحافظ على الهوية المسلمة في هذه المنطقة.

التعليم والحفاظ على الهوية الإسلامية

       وعن جهود المشيخة الإسلامية في الحفاظ على الهوية الإسلامية، قال عمروفيتش: تهتم المشيخة اهتمامًا كبيرًا بالتعليم، وقد حققنا في هذا المجال إنجازات كبيرة؛ فنحن -بفضل الله- أسسنا رياض الأطفال؛ ولاسيما أن أغلب الأسر من آباء وأمهات مشغولون في العمل، فكان لابد لنا من دور في تربية هؤلاء الأطفال الصغار؛ لأنه كما يقال: ما تزرعه في الصغر، يبقى معه طوال حياته، فنحن -بفضل الله- أسسنا رياض الأطفال وأنشئ عدد كبير منها في أغلب مناطق صربيا، وبها الآن أكثر من 1500 طالب، وبعدها أنشأنا المدارس الثانوية الإسلامية الشرعية التي تسمى (غازى ايسابكت)، ولها فروع في توتين، وكذلك لها فروع في (نيوبازر)، وهي تشكل الذكور والإناث، وفيها من أكثر من 600 طالب وطالبة، ثم بعدها -بفضل الله- افتتحنا في عام 2001 كلية للدراسات الإسلامية وأنا عميدها، وهذه الكلية لها دور كبير جدا في نشر العلوم الشرعية والحفاظ على الهوية الإسلامية، ويدرس فيها تقريبا مائتي طالب وطالبة، وهي أولى مؤسسات التعليم العالي في صنجاك، وحقيق، وهي وإن كانت صغيرة لكن لها في قلوبنا منزلة كبيرة جدا، والدراسة فيها باللغة البوسنية، ولدينا فيها البكالوريوس وأيضا لدينا الماجستير والدكتوراة، جميع مراحل الجامعة موجودة.

مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم

       كذلك توجد مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وهي لأول مرة تفتح عندنا في المشيخة، والآن عندنا ما بين خمسة وعشرين إلى ثلاثين حافظا للقرآن الكريم كاملا ويؤم الناس في التراويح وحفظه متين، كما يوجد بها قسم للغة العربية، وهو ما يسمى بمختبر اللغة العربية أو معمل اللغة العربية، وإن صح التعبير معهد لتعليم اللغة العربية، كما يقوم بعمل دورات، كما أن مادة اللغة العربية تُدرس في كل الفصول الدراسية وكل المستويات.

افتتاح الجامعة العالمية

       وأضاف عمروفيتش، ثم افتتحنا -بعد ذلك- الجامعة العالمية، وهي تابعة للمشيخة الإسلامية أيضًا، وهي جامعة ممتازة جدًا تدرس العلوم كافة، وهي تحت إشراف المشيخة الإسلامية وتحت إدارتها، ويوجد بها حوالي 3000 طالب وطالبة، حتى إن فيها نصارى يدرسون؛ لأن هذه جامعة مفتوحة، وبها معلمون أغلبهم مسلمون وفيهم نصارى يدرسون بما يسمى المواد الدنيوية والإنسانية. ومما من الله به علينا، أننا -الحين- نمتلك إذاعة خاصة بنا، وكذلك محطة تلفزيونية ننشر من خلالها كل تعاليم الدين الإسلامي، وهي موجهة للمسلمين وغير المسلمين.

الأوضاع الاقتصادية

       وعن الأوضاع الاقتصادية في البلاد قال عمروفيتش: ولا شك أن الأوضاع الاقتصادية في صربيا تعاني ضعفا لذلك سعينا إلى الاهتمام بفقراء المسلمين وضعفائهم، فأنشأنا ما يسمى بالمطابخ الخيرية، وهذه المطابخ الخيرية تحت مظلة ما يسمى بمركز الأعمال الخيرية التابع للمشيخة الإسلامية، وكل يوم يتم إطعام أكثر من 2000 إنسان في صربيا كلها، سواء كان مسلما أم غير مسلم، فهم عندهم أعمال خيرية كثيرة جدا بمعنى الكلمة، وعندهم منح دراسية، لمساعدة المحتاجين والفقراء، وكذلك عندهم رعاية للمرضى، وبناء البيوت، وحفر الآبار، وأشياء كثيرة.

التحديات التي تواجه المسلمين

        وعن أهم التحديات التي تواجه المسلمين في صربيا قال عمروفيتش: أكبر مشكلة عندنا هي البطالة وعدم توظيف الناس، وعدم وجود حلول جذرية لتلك المشكلة؛ فهذه من أكبر المشكلات التي تواجهنا؛ فعدم إتاحة فرص عمل يؤدي إلى ارتفاع نسب البطالة، وغالب الشباب يسافرون إلى خارج البلاد بحثا عن عمل وطلبا للرزق، ونحن نحاول أن نحل هذه المشكلة، وصربيًا -كما قلت- تحسنت كثيرًا، ولكن مازالت هناك أشياء لابد أن تتحسن، كحقوق الجاليات، وحقوق الشعوب الأخرى الموجودة في صربيا الأصلية، ولابد أن يتم توظيف كثير من المسلمين، والحكومة نفسها تنص في القانون أو الدستور أنه إذا كان ٨٪ من المسلمين في المدينة، فلابد أن يكون ٨٪ من الموظفين منهم، ولكن حتى الآن لم يتم، وعلى كل حال الوضع الآن ممتاز، وطبيعي أن توجد مثل هذه التحديات والمشكلات، وأملنا في الله كبير أن يوجد لها حلول في المستقبل القريب -إن شاء الله.

الشباب والهوية الإسلامية

       وعن واقع الشباب والحفاظ على الهوية الإسلامية قال عمروفيتش: مشكلات الشباب ليست فقط في صربيا إنما في العالم كله، الحفاظ على هذا الجيل من الشباب اليوم صعب جدا، ولاسميا في زمن الانترنت المفتوح، والمشيخة فتحت ناديا للشباب المسلم وشبكة فيها أنشطة كبيرة ومتعددة، وتحاول أن توظف طاقات الشباب ليستغلوا أوقاتهم فيما ينفع دينهم ودنياهم، فمثلا عندنا في مدينة (نيوبازار) سبعون مسجدا وهي عاصمة (لسانجار)، ويقطنها مئة وخمسة وعشرين ألف نسمة، فالدعوة قوية جدا ويوميا يوجد دروس ومحاضرات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، فمن هنا نحن نحاول أن نأتيهم بشيء حتى نستطيع أن نشغل أوقات الشباب بما ينفعهم في دينهم ودنياهم؛ حتى لا يضلوا الطريق، ومن خلال منهج الاعتدال والوسطية، ومنهج الكتاب والسنة على فهم سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم.

واقع المرأة المسلمة في صربيا

        وعن واقع المرأة المسلمة في صربيا، قال د. عمروفيتش: بفضل الله واقع المرأة المسلمة في صربيا شهد تطورًا كبيرًا من ناحية الالتزام بالحجاب الشرعي والالتزام بالآداب الإسلامية، ولاسيما بعد إنشاء المدرسة الثانوية الإسلامية الشرعية، أصبح من شروط قبول الطالبات ارتداء الحجاب، فالآن أصبح بفضل الله -عزوجل- كل من البنات كبارا وصغارا لديهن حجاب شرعي على رؤوسهن، وهذا يفرحنا كثيرا، ونحن من هذا الجانب نحاول أن نحافظ عليهن، ومن ناحية أخرى ليس هناك مضايقات، حتى في وثيقة الجواز سمحوا بأن تظهر المرأة بالحجاب، وهذا يعد نجاحا كبيرا للمشيخة، وهذا دليل على تعاون الدولة مع الطوائف الدينية في البلاد.

معاناة غزة

       ولم يفت د. عمروفيتش -خلال هذا الحوار- أن يتحدث عن معاناة أهل غزة؛ فقال: عندما نتكلم عن غزة في فلسطين، نتكلم وقلوبنا تتألم كثيرًا، فنستشعر أننا نحن أهل غزة، فنحن صراحة كالإنسان الذي مر بمرض ما، فوجدت إنسانا أمامك عنده المرض نفسه، فأنت تشعر بما يمر به، فنحن حالنا مع حال فلسطين كذلك؛ لأننا تعرضنا للمعاناة نفسها وأكثر، ولكن لا نملك إلا أن نقول: إن هذا ابتلاء من الله -عزوجل-، وقد يكون الابتلاء لرفع الدرجات، ونحن من هذا الجانب ننظر لهذه القضية، وموقفنا منها أننا ندعو الله -عزوجل- أن ينصر إخواننا الفلسطينيين، وأن يرفع عنهم هذا الظلم وتلك المعاناة.

رسالة للمسلمين

        وفي نهاية حواره وجه أ. د. أنور عمروفيتش رسالة للمسلمين قائلاً: أهم شيء للإنسان في حياته أن يتقي الله -عزوجل- وأن يكون عبدًا لله -تعالى-، وأكبر شهادة يمكن أن ينالها الإنسان في حياته الدنيا هي تقوى الله -عزوجل-. فإذا خاف الله -عزوجل- وجعل هدفه الرئيسي هو رضا الله -تعالى- وأن محطته الأخيرة هي الآخرة، سيسهل الله -عزوجل- له أموره وييسر له حياته في الدنيا، وكما قال الله -عز وجل-: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا}.    

الشكر لدولة الكويت أميرًا وحكومة وشعبًا

       لا يفوتني أن أقول: الآن وبعد العديد من الأزمات التي حدثت في العالم كله منذ أزمة كورونا، ودولة الكويت حكومة وشعبًا وأميرًا لم تتوقف يومًا عن مساعدتنا، ليس فقط في صربيا، إنما استمروا في العالم أجمع، استمر دعمهم للأعمال الخيرية والتعليمية والإنسانية والدينية في العالم كله، فدولة الكويت حقيقة رائدة في العمل الخيري، وأنا بصفتي عميدا لكلية الدراسات الإسلامية وباسم المشيخة الإسلامية، أتقدم بالشكر الجزيل لدولة الكويت، وأنقل كذلك شكر وعرفان رئيس المشيخة والمفتي العام لصربيا؛ فدولة الكويت رائدة في الأعمال الخيرية، وأنا أشكر الله ثم دولة الكويت حكومة وشعبا وأميرًا على ما يقدمونه خدمة للعالم الإسلامي والمسلمين.

الشكر لجمعية إحياء التراث الإسلامي

       وكذلك أتقدم بالشكر لجمعية إحياء التراث الإسلامي التي تعد من أكثر الجمعيات الخيرية الكويتية التي تقدم لنا الدعم والمساعدة في المجالات كافة، ووقفت بجانبنا ودعمتنا، ومازالت تدعم المشاريع التعليمية في صربيا، مثل: مشاريع تعليمية وكذلك دعوية ببناء المساجد، وأنا صراحة أشكر أولا الشيخ طارق العيسى (رئيس الجمعية)، وكذلك الشيخ محمود النجدي (مسؤول لجنة البلقان) وما تفعله الكويت ممثلة في جمعية إحياء التراث لا يحتاج إلى كلام؛ فالمشاريع الخيرية التي نفذوها تتحدث عن نفسها.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك