رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: رجب أبو بسيسة 27 نوفمبر، 2023 0 تعليق

على هامش الأحداث

مع أحداث غزة وما يجري فيها، وما يحدث في القدس والأقصى نحتاج أن نؤكد على معانٍ عدة، منها: الإيمان بأقدار الله المؤلمة والصبر عليها من صميم عقيدة المؤمن، ومنها عدم الهزيمة النفسية مما يحدث؛ فالفرج قريب والعاقبة للتقوى، ومنها أن ما يحدث اليوم حدث مرارًا وتكرارًا في عمر الأمة الإسلامية، وسيظل يحدث كما أخبرت بذلك نصوص القرآن والسنة؛ فالصراع بين الحق والباطل لن ينتهي إلى أن تقوم الساعة، وهذه المعركة لن تكون الأخيرة مع اليهود، بل معركتنا الأخيرة معهم في قتال الدجال. ومنها أن الدعاء سلاح عظيم؛ فلا تفتر عنه ولا تستهن به، فاستعن بالله ولا تعجز، ولا تقع فيما حذَّر منه النبي -صلى الله عليه وسلم -؛ حيث قال: «لَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ؟ قَالَ: «يَقُولُ دَعَوْتُ وَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي» (رواه أحمد، وقال الألباني: «صحيح لغيره»). ومنها أننا يجب أن نكون على حذر ممَّن يسلك مسلك تكفير المجتمع فالتكفير بلا ضوابط طريق أهل الهوى والضلال؛ فالتكفير حكم شرعي ليس بالهين، بل لا بد أن ينضبط بضوابط أهل العلم. ومنها الحذر ممن يقلل من شأن العلم والعلماء، فباب أهل الأهواء في هذا الأمر إشعال الحماسات، وتهييج العواطف، ثم بعد ذلك يبثون سمومهم، واعلم أن من دون العلم لا تستطيع أن تضبط أبواب الحلال والحرام، ولا الجهاد، ولا حال الأفراد والمجتمعات، فالعلم أول كل شيء. ومنها الحذر ممَّن يبث الإلحاد بين الشباب تحت مسمَّى: (ما الحكمة الإلهية من وقوع القتل والتدمير؟)، فنحن نعلم أن علم الله محيط بكل شيء وحكمته وقدرته أكبر من أي شيء، وأن مشيئته الكونية قبل كل شيء؛ فالله لا يخلق شيئًا بلا حكمة وقدر، ونحن نؤمن بذلك كله، وأن خلق الله للشر لحكمة هو يعلمها -سبحانه وتعالى-، وأنه -عز وجل- لم يخلق شرا محضًا، بل يترتب على الشر أنواع من الخير لا يعلم مداها إلا هو -سبحانه وتعالى. ويبقى دورك، فاغتنم الحدث في تصحيح مسارك، وقوة استقامتك مع دورك في إصلاح غيرك.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك