رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. خالد سلطان السلطان 17 يوليو، 2023 0 تعليق

علاقتك مع القرآن

من خلال هذه الكلمة أرجو أن نخرج جميعًا بنظرة جديدة في تعاملنا مع كتاب الله -عز وجل- القرآن الكريم، ولعل كثيرا من الناس يتعامل مع القرآن على أساس حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه: «من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (الـم) حرفٌ ولكنْ (ألفٌ) حرفٌ و(لامٌ) حرفٌ و(ميمٌ) حرفٌ»، وهو كذلك فهو وحي من عند الله على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن دعونا نجمع باقي الأحاديث التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - في قضية علاقتك مع القرآن؛ فالقرآن يأتي يوم القيامة يشفع لصاحبه ويجادل عنه، كما روي في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ سورةً في القرآنِ ثلاثونَ آيةً، شفَعت لصاحبِها حتَّى غُفِرَ لَه {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}»، سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية، خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة فيا لها من روعة!

 

شفّعني فيه

فالقرآن يأتي ويقول: يا رب هذا العبد كان يقرأ القرآن، وكان يقوم به من الليل، اجعلني شفيعا له، فيجعله الله شفيعا لهذا العبد، فيقول: يا رب، حلِّهِ، أي: ألبسه حليا فيُحلى بحلة الكرامة»، تخيل في يوم القيامة الناس حفاة عراة والله -عز وجل- يرضى بشفاعة القرآن، ويحقق هذا الطلب، فيُحلى بحلة الكرامة.

تاج الوقار

ومن الكرامات التي خصها الله لصاحب القرآن أن الله يكرم والديه فيتوج أمه وأباه بتاج الوقار.

لمسة وفاء

       كنت قبل أسبوع في حفل ختامي لمشروع الأترجة التابع لجمعية إحياء التراث الإسلامي في منطقة الفيحاء، وسبحان الله! نحن عندما نذهب لحفل قرآني لا نرى إلا أبناءنا وشبابنا من بين الخمس سنوات وحتى الـ25 سنة، لكن الوضع هناك كان مختلفا، وكنت أول مرة أحضر هذا الحفل، وأعجبت به في الحقيقة، فكان الصغير فيهم عمره 60 سنة وأما الكبير فقد تجاوز ال72 و73 سنة، ومنهم من التحق بالمشروع من 2010 يعني أنه قضى 13 سنة وهو يكابد ويكافح حتى يصل وبفضل الله عمره 73 سنة، وأتم حفظ القرآن الكريم، وإن كانا والداه ليسا على قيد الحياة، إلا أنه أبرهم حتى يكرما به أمام الأشهاد يوم القيامة ويوضع لها تاج الوقار.

لا تقل أنا كبير

        لقد كان من ضمن المكرمين من آبائنا كبار السن من أتم حفظ القرآن الكريم خلال سنتين والحمدلله، فلا تقل أنا كبير سنا وعندي مشاغل، ويعطيك الشيطان ألف عذر حتى يحرمك من أمرين عظيمين:

1- من حلة الكرامة في أرض المشهد.

2- من أن تتوج أمك وأبيك بتاج الوقار ولو كنت كبيرًا.

أنت مأجور بنيتك

       فلا تقل أنا كبرت ومشغول، أتدري أنك لو قطع الله عمرك وانتهى أجلك وأنت في طريق حفظك لكتاب الله -تعالى- فلم تكمل فأنت مأجور بنيتك، «إنما الأعمال بالنيات» قال - صلى الله عليه وسلم -: «من سألَ اللَّهَ الشَّهادةَ صادقًا بلَّغَه اللَّهُ منازلَ الشُّهداءِ وإن ماتَ علَى فراشِه»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن أتى فراشَه وَهوَ ينوي أن يقومَ يصلِّي منَ اللَّيلِ، فغلَبتهُ عيناهُ حتَّى أصبحَ كُتِبَ لَه ما نَوى وَكانَ نومُهُ صدقةً عليهِ من ربِّهِ، -عز وجل».

أمثلة في عصرنا

      أنا لا أتكلم عن ماضي بل أتكلم عن أمثله في عصرنا، فقد كان من المكرمين أيضًا أخونا الحبيب الدكتور وائل الحساوي -أسأل الله أن يشفيه ويعافيه- وقد كان ممن حفظ القرآن الكريم قبل كورونا، ولكن هذا الحفل انقطع فترة كورونا، فكان أحد المكرمين ولم يحضر بل حضر ابنه نيابة عنه؛ فانظر كيف تصل الهمة العالية بصاحبها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك