رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 18 يوليو، 2010 0 تعليق

علاء الدين من الكرتون إلى الأمم المتحدة! مشروع صهيوني جديد موجه إلى العرب للدفاع عنه

 

 

اعتدنا في نعومة أظافرنا أن نسمع قصص علاء الدين التراثية التي يمتزج بها الكثير من الأساطير، وسطرت في هذا الشخصية القصص والأساطير، وأخرجت الأفلام الكرتونية، وعرضت الألعاب الإلكترونية، التي تحمل هذا الاسم وتلك الشخصية العربية .

ولكن غير المتوقع أن يصل هذا الاسم وذلك المشروع إلى ردهات الأمم المتحدة واجتماعاتها!! فمن خلال اليونسكو أطلق مشروع يحمل أسم: "مبادرة علاء الدين"؛ وظن بعض الناس أنه سيشاهد عرضا لآخر ما أخرج من أفلام أطفال تحاكي خيالهم الواسع، وتسعد صدورهم لينعموا بطفولتهم!! ومن هنا كانت المفاجأة!!

مشروع، نعم يحمل اسم: "علاء الدين، " ولكنه موجه للعرب والمسلمين فقط حتى يعدلوا من سلوكهم ، ويصبحوا أسوياء ويعترفوا بمعاناة اليهود وآلامهم، ويعملوا من أجل تخفيف عذاباتهم!!  

من أهمية هذا المشروع أن حضره ورعاه زعماء عرب وأجانب !! وتحمل الجميع مسؤوليته وأخذوا على عاتقهم العمل من أجله!!

فبعد مذبحة غزة ضد شعب أعزل ، انتظرنا لعل القضايا التي رفعت في المحاكم الدولية ضد استخدام جيش الاحتلال الأسلحة المحرمة دولياً واستهداف المدنيين واستخدامهم دروع بشرية، وتعمد قتل الأطفال والنساء؛ تتحرك وتجرم القادة الذين اقترفوا تلك المجازر .    

وبعد طول انتظار لجواب قادة اليهود على المبادرة العربية التي حفيت أقدامنا ونحن نسوقها، واصفرت أوراقها من مرور السنين، وتداخلت أوراقها من كثرت التعديلات بها!! واقتطعت جل الأوقات في مؤتمرات القمة العربية من قمة بيروت إلى قمة الرياض ومنها إلى قمة الدوحة وما زالت تراوح مكانها!!

وإذا بنا نفاجأ بمبادرة جديدة تطرح على الساحة، وتتناقلها وسائل الإعلام، ويخصها موقع: " وزارة الخارجية الإسرائيلية"  بجل اهتمامه، وينشر أخبار تلك المبادرة على الصفحة الرئيسة في موقعه، ويعرفك بعنوان موقعها وباللغات التي أطلقت بها ومنها العربية لتكون أنت يا عربي مدافعاً عن ضحايا اليهود ومحذراً من إنكار تلك المحرقة!!

جاء نص في خبر موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية: " مشروع علاء الدين- التعامل مع مسألة إنكار المحرقة في العالم الإسلامي"!!

"أطلق لتخليد ذكرى المحرقة في مقر اليونسكو بباريس 27/3/2009 مبادرة" علاء الدين" التي تهدف إلى التعامل مع ظاهرة إنكار المحرقة، ولاسيما في العالم الإسلامي؛ تحت رعاية الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، الذي قرر مع الأمير الأردني الحسن بن طلال، العمل بشكل مشترك للتقريب بين الديانات.

وحضر حفل إطلاق المبادرة الكثير من المدعوين كان من بينهم وزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي، التي قرأت على الحضور مباركة الرئيس ساركوزي، ورئيس دولة السنغال، التي تترأس منظمة الدول الفرانكفونية، ورئيس موريتانيا المخلوع ولد محمد، ورئيسة الصندوق السابقة سيمون ويل، وممثلون عن مصر وتونس والمغرب وقطر والبحرين وتركيا وإندونيسيا والبوسنة. ووقع جميع الحاضرين على إعلان: "نداء للضمير"، الذي ينادي بمكافحة إنكار المحرقة، وتعميق الحوار على أساس الاعتراف والاحترام المتبادلين».

هذا بعض ما نشر في موقع وزارة الخارجية «الإسرائيلية» ولم أقرأ أي اعتراض من الحضور على تلك الكلمات التي قيلت في المؤتمر الذي شهد إطلاق مشروع علاء الدين!!

وبتصفحي للموقع المخصص لذلك المشروع الذي أطلق بخمس لغات منها العربية وجدت العجب العجاب.. أساطير وأكاذيب، وحرب على الإسلام والمسلمين، وتشويه وتحريف للأخبار وكأن الإسلام هو الإرهاب !!يقتطعون كلمات من هنا وهناك ليدللوا على ما أرادوا!!

بعد طول انتظار للتحدث عن مجزرة غزة ونداء الوجدان .. وإذا بنا نشارك في المؤتمرات والمنتديات والمبادرات والمشاريع للوقوف مع ضحايا المحرقة النازية !! وتحريك وجداننا من أجل عيون اليهود وآلامهم!!

وسؤالنا: لماذا أطلق على هذا المشروع مسمى "علاء الدين"؟!! ولماذا اختير ذلك المسمى بالخصوص؟!! وماذا يقصد العالم العربي والإسلامي من نشر هذا المشروع؟!! وهل الذي شكك في هذا هم العرب فقط؟! أليس هناك الكثير من الكتب والكتابات والمحاضرات والندوات التي تناولت قضية المحرقة بالبحث والبيان وكشفت الكثير من الحقائق حول تلك المحرقة ، ومنها كتاب: "صناعة الهولوكوست" لنورمان فنكلشتاين، الذي كشف بالأرقام والبرهان أن المحرقة من القضايا التي أجاد الإعلام الصهيوني والمنظمات اليهودية استغلالها لابتزاز الشعوب والدول الأوربية، وجعلها خاصة في اليهود وحدهم دون الإشارة إلى ما حدث للغجر وبعض المثقفين والمعوقين والشواذ في تلك الإبادة!!

ونحن هنا لسنا بصدد إنكار كلي للفعل، نعم كان هناك اضطهاد لليهود في أوروبا، ولكن ليس بهذا الحجم الذي يصوره الإعلام اليهودي الذي رسخ فكرة «اضطهاد اليهود» بين اليهود أنفسهم وأجيالهم القادمة، وغرس عقدة الإحساس بالذنب لدى شعوب العالم وقادتهم، بزعمهم أن كل الأغيار يضطهدون اليهود ، واليهود وحـدهم؛ ولذا لابد أن يوجد لهم وطن قومي يؤويهم!!

ففي الوقت الذي تُنفى فيه محرقة غزة تعاد إلى الأذهان محرقة اليهود لتكون ماثلة أمام أعيننا... فهل نجرؤ على إطلاق مبادرة بمشروع ضحايا الاحتلال الصهيوني عالمياً وتحت مظلة "اليونسكو"!!؛ وإقامة متاحف أو معارض تجسد آلام المسلمين في غزة وسائر فلسطين ومعاناتهم في ظل احتلال ما زال يمارس أبشع أنواع القهر والاضطهاد والطرد والتشريد؟!!

سؤال ننتظر إجابته من كل من شارك وساهم وأيد وبارك مبادرة: " علاء الدين"؛ نسأل الله الرحمة والغفران لضحايا غزة وفلسطين والعراق وأفغانستان .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك