رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 12 يوليو، 2010 0 تعليق

عقد بالكويت وحضره العديد من علماء المسلمين في العالم المؤتمر الثالث للأئمة والخطباء يختتم أعماله بتوصيات مهمة

 تحت رعاية سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح - حفظه الله - عقدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت مؤتمرها الثالث للأئمة والخطباء، تحت شعار: «المسجد: بيت الله.. وعنوان وحدة الأمة» في الفترة من 22 - 24 مارس 2009م، انطلاقا من قول الله تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه}.

وقد حضر المؤتمر عدد من العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات وعدد كبير من الأئمة والخطباء، كما عقدت على جانب المؤتمر ست محاضرات وأربع ورش، تناوب المشاركة فيها مختصون ودعاة من داخل الكويت ومن خارجها، حيث ناقشوا فيها أوراق العمل المطروحة للبحث بروح علمية وتجرد وموضوعية بهدف الوصول إلى أفضل المعالجات للقضايا والمشكلات الواردة فيها.

افتتح المؤتمر وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حسين الحريتي بكلمة أكد فيها  أن منابر المساجد ومحاريبها ليست بمنأى عن الهم الإسلامي العام بكل أطيافه ومحاوره، الأمر الذي يضع المسؤولية كاملة على حنكة الخطباء وقدرة الأئمة على الوصول إلى الفهم الصحيح للدين الحنيف.

وقال في كلمة ألقاها نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء: إن هذا المؤتمر يعد حلقة محكمة وخطوة سديدة في الاتجاه الصحيح؛ فالمساجد هي عنوان وحدة الأمة وثبات عقيدتها، وأنتم أدوات تفعيل هذا الشعار وربان سفينة؛ فلا تلهيكم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، ولا تشغلكم الدنيا بزخارفها عن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

من جانبه، قال د. عجيل النشمي نيابة عن المشاركين: إن مقام الإمامة والخطابة يعتبر من أهم وسائل الإعلام المؤثرة والحاجة للعناية به تشتد ضرورة ليكون على مستوى الأحداث والوسائل الإعلامية.

وتابع النشمي: إن مقامكم أيها الأئمة والخطباء عند الله عظيم؛ لأنكم تقومون بمقام سيد الخلق[ فهو أول من صعد المنبر فصرح بالحق وبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وترك لكم أنتم شرف هذا المقام لتبليغ الرسالة وتوجيه النصيحة للأمة.

 ورشة العمل

وبعد ذلك واصل المؤتمر فعالياته بعدد من الأنشطة وورش العمل من أهمها ورشة حملت عنوان «دور المؤسسة الخيرية في تعزيز الرسالة التربوية للمسجد»، استهلها رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث الإسلامي م. طارق العيسى بالقول: إن المسجد من أهم مؤسسات المجتمع الدينية والتعليمية والتربوية والاجتماعية، والتي تبلورت منذ انطلاق الرسالة في عهد الرسول[ وخلفائه الراشدين من بعده، الذين كان لهم دور كبير في تعليم وتوجيه وتوعية المسلمين، والعمل على تحصينهم من كل فكر شاذ.

وأضاف العيسى: إن وظيفة المسجد الحقيقية في الإسلام هي إعداد المسلم المتكامل والبناء في خلقه وسلوكه، وعمله وعبادته، خصوصاً أن المسجد يمتاز عن باقي المؤسسات التربوية والتعليمية بأنه بيت من بيوت الله سبحانه وتعالى، وله دور كبير في جميع مناحي الحياة، سواء في العبادة أو العلم أو الدعوة أو الأخلاق أو المعاملات أو الفتوة أو السلم أو الحرب؛ لأنه يتمتع بمكانة رفيعة في نفوس المسلمين، ولهذا للمسجد أثر عظيم في بناء المجتمع الإسلامي.

وتابع: إن لجمعية إحياء التراث دوراً كبيراً في التعاون مع المساجد، من خلال العديد من الأنشطة، كتنظيم الدورات العلمية والشرعية المكثفة، التي تخص الأئمة والمؤذنين، بالإضافة إلى مراكز تحفيظ القرآن الكريم، ويقام أغلبيتها في المساجد، إضافة إلى العديد من الأنشطة المتنوعة.

من جانبه أكد  د. بسام الشطي أن للمسجد دوراً كبيراً في توثيق العلاقات الاجتماعية مع مختلف شرائح المجتمع، من خلال مراعاة المصلين والدروس الوسيطة، والإجابة عن أسئلة عموم المسلمين، والتكافل الاجتماعي، المتمثل في كفالة الأيتام، والمرضى، والمشاركة في أتراحهم وأفراحهم، بالإضافة إلى عقد الزواج في المسجد، وإصلاح ذات البين.

 التوصيات

خرج المشاركون بثلاثين توصية دعت إلى تفعيل دور المساجد في المجتمع وضمان تثقيف الأئمة والخطباء والالتزام ببنود ميثاق المسجد، من أهم هذه التوصيات

- تطوير وتوجيه الخطاب الديني واللغة الوعظية في مساجدنا بما يتناسب مع طبيعة العصر وخصائص التفكير لدى أفراد المجتمع والعناية بالمشكلات الواقعية والقضايا الحية التي تمس حياة الناس.

- تنقية وتهذيب أجواء المساجد من العوائق والمكدرات والممارسات الخاطئة التي تؤثر في الجو الإيماني وتحول دون استفادة الناس من رسالة المسجد.

- ضمان الحرية المسؤولة للأئمة والخطباء في توجيه المجتمع ضمن ميثاق متفق عليه، ومن خلال سيادة الشريعة ومرجعية نصوصها ومراعاة مصالح الأمة واجتماع كلمتها فإن من شأن ذلك تعزير ثقة الناس بالمنابر وخطبائها.

- بذل المزيد من الجهد والدعم في العناية بالمساجد، حتى تتحقق بها الغايات التي أرادها الله - عز وجل - وقصد إليها من خلال تشريع بنائها وتعميرها.

 المهمة الكبرى

- ضرورة التزام الأئمة والخطباء سبيل الوسطية والاعتدال في تبليغ الدعوة، وفق المنهج الرباني واتباع الأسلوب القرآني القائم على الإثبات والاستدلال والإقناع.

- وضع خطة لحلقات التعليم والتثقيف في المساجد لتكون مراكز اشعاع لعموم المجتمع.

- تخصيص منتدى لالتقاء الأئمة والخطباء يتوافر على وسائل الفكر والإبداع، على أن يتم تزويدهم بالكتب التي تطلعهم على الافكار الوافدة وتكسبهم القدرة على تحصين الناس من خطرها.

- يوصي المؤتمر بالعلم على المزيد من العناية بخطبة الجمعة في مضمونها وأسلوبها وتنظيم لقاءات ودورات للأئمة والخطباء، للنهوض بمستوى الخطبة كما يوصي الأئمة والخطباء بضرورة العناية بلغة القرآن الكريم «اللغة العربية».

وشدد على ضرورة الاهتمام بالمظهر اللائق للإمام والخطيب، حتى يأخذ مكانهما في عقول المستمعين وقلوبهم والتدقيق في اختيار أصلح المتقدمين للالتحاق بوظيفة الإمامة والخطابة، من حيث المستوى العلمي، والصفات الخلقية والخُلقية.

وأيضا الاهتمام بالمرأة في مجال الإرشاد والتربية والتعليم، لما للمرأة من دور عظيم ورسالة كبيرة في تحقيق تقدم المجتمع وازدهاره وتنظيم العمل الخيري في المساجد بالتنسيق بين وزارة الأوقاف ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مع مؤسسات العلم الخيري.

ودعم مشروع الإمام النشط، وفق تصور واضح، حسب تخصصة وقدراته وحسب الإمكانات المتاحة وتعميم الأفكار الناجحة في المساجد ودعمها، بعد إقرارها من الجهات المختصة.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك