رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 19 أكتوبر، 2010 0 تعليق

عضو هيئة التدريس بالمدينة المنورة الدكتور مصطفى مخدوم في حوار خاص بـ «الفرقان»:

 

أكد عضو هيئة التدريس بالمدينة المنورة الدكتور كرامة الله مصطفى مخدوم أن المسلمين يجتمعون في خطبة الجمعة، ليس بقرار شخصي ولا بنظام يأمرهم، إنما يجمعهم نداء الله ودافع الشرع، مشيرا إلى أن للمسجد مكانة مركزية في حياة الأمة؛ فهو مكان التواصل الاجتماعي والتكوين العلمي والبناء النفسي وإدارة الدولة. وقال: إن عصرنا يمتاز بأنه عصر الأمراض النفسية التي انتشرت نتيجة ضغوط الحياة، معربا عن أمله أن يتجه الناس إلى المساجد؛ لأنها تقوم بدور فعال في معالجة الأمراض؛ بسبب المعاني الايمانية التي يزرعها في نفوس رواده.

> في البداية نود أن نتعرف على مكانة المسجد في حياة الأمة، وهل أخذت هذه المكانة في الانحسار والتراجع؟

< لقد كان للمسجد مكانة مركزية في حياة الأمة، فلم تقتصر عناصره الوظيفية على تقوية البعد الروحي وممارسة العبادات، كما هو الحال في الكنائس ومعابد الديانات الأخرى، ولكن تجاوزت ذلك إلى جوانب حياتية متنوعة من التواصل الاجتماعي والتكوين العلمي والبناء النفسي وإدارة الدولة من رحابه ومحرابه.

ولقد وصف ابن تيمية - رحمه الله - المساجد بأنها «مواضع الأئمة ومجامع الأمة.. فيها الصلاة والقراءة والذكر وتعليم العلم والخطب، وفيها السياسة وعقد الألوية والرايات، وتأمير الأمراء وتعريف العرفاء، وفيها يجتمع المسلمون لما أهمهم من أمور دينهم ودنياهم». ولكن هذه الوظيفة والمكانة أخذت في الانحسار والتراجع عبر التاريخ، نتيجة للضعف والوهن والتراجع والتغيير السلبي الذي أصاب الأمة الإسلامية.

خطبة الجمعة

> هل الوسائل المعاصرة للدعوة الإسلامية قللت من أهمية خطبة الجمعة؟

< المسلمون يجتمعون في خطبة الجمعة، ليس بقرار شخص، ولا بنظام يأمرهم، وإنما يجمعهم نداء الله تبارك وتعالى الذي قال: {يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}، فالمسلمون يجتمعون في يوم الجمعة بدافع من الشرع، وهذا الأمر يعد ميزة عند المسلمين، والأمر الآخر أن خطبة الجمعة لا يمكن الاستغناء عنها، سواء بالوسائل الحديثة أم بغيرها؛ لأنه لا يمكن أن يحل شيء مكان خطبة الجمعة؛ لأن خطبة الجمعة ستظل وسيلة لها خصوصية ولها تأثيرها باعتبار أن الناس يجتمعون في بيت من بيوت الله تعالى، وفي أجواء إيمانية وروحية تجعل النفس الإنسانية أقرب إلى الاستجابة للتوجيهات وأقرب لتنفيذ هذه المعاني والقيم التي يسمعها المسلم من المنابر.

وأحب أن أوضح أن معظم الدول قد عانت مشكلات عدة، ومن أهمها مشكلة المخدرات، وقد قامت المساجد بدور مهم في معالجة هذه الظاهرة، والسبب ذلك الجو الإيماني والروحي الذي يكون عليه المسجد ويجتمع الناس تحت ظلاله، فالوسائل المعاصرة الأخرى لا يمكن أن تغني عن دور المسجد، وكثير من المسلمين قد يقصر في أداء الصلوات الخمس، ولكن يحرص على أداء صلاة الجمعة.

التربية الإيمانية

> ظهرت على السطح بعض القضايا التي تمس المجتمعات المسلمة مثل الطلاق والجنس الثالث والمخدرات وغيرها، من وجهة نظركم بوصفكم داعية، ما السبب في ذلك، وكيف يمكن علاج هذه المشكلات؟

< هذه المشكلات ظهرت نتيجة لأحداث معينة وظواهر معينة موجودة في المجتمع، ونحن عندما ندرس أية ظاهرة من الظواهر يجب أولا أن نقف عند أسبابها، فالتربية الإيمانية عندما تكون ضعيفة يكون الشخص قابلا للتأثر بهذه السلبيات.

ومن هنا أقول: إن التربية الدينية بمنزلة المناعة الجسدية في جسم الإنسان، والشخص الذي مناعته الإيمانية ضعيفة هو الذي يتأثر بهذه المظاهر السيئة؛ فضعف التربية الإيمانية، ثم الانفلات الأخلاقي الموجود الآن على الإنترنت، كلها وسائل تغذي هذه الجوانب، وتمثل سببا كبيرا من أسباب وجود الظواهر التي أشرنا إليها من قبل، مثل: المخدرات والجنس ونحو ذلك. وهناك أمر آخر وهو قلة الوعي؛ فعندما يكون الوعي ضعيفا في المجتمع، وينتشر الجهل والأمية؛ فمن المؤكد أن هذا يؤدي إلى بروز هذه المشكلة، فمثلا قضية الطلاق ظاهرة انتشرت نتيجة قلة الوعي في المجتمع.

> كيف يمكن أن يكون الإنسان مطمئنا في ظل كثرة الضغوط والأمراض النفسية التي أصابت بعض أفراد المجتمع بسبب ضغوط الحياة؟

< شيء طبيعي أن كل شخص يعيش في واقعنا المعاصر يواجه نوعا من هذه الضغوطات، لكن تختلف النسبة بين شخص وآخر، وهذه أمور طبيعية موجودة في المجتمع، لكن المهم هو كيفية التعامل مع الضغوط النفسية.

والنفس الإيمانية التي تربت على القضاء والقدر، وتربت على المفاهيم الإسلامية، مثل الرضا بالابتلاء وغيره من المعاني من أشد المعاني التي تعين الإنسان على مواجهة هذه الضغوط، تستطيع التعامل مع هذه الضغوط، وأحب أن أوضح هنا أن بعض الناس الذين لديهم نظرات قاصرة ينظرون إلي هذه الضغوط الحياتية نظرة ضيقة، نظرة يائسة، وبالتالي سيكونون ضحايا لهذه الضغوط، لكن الإنسان المتفائل ينظر إلى هذه الأحداث بإيجابية ولا يعد الضغوط فشلا، بل يجب أن يعدها تجربة يستفيد منها، وهذه المعاني الجميلة هي التي يزرعها الإسلام في نفس المسلم حينما يربيه على الأمل في الله تعالى وعدم اليأس والرضا؛ فالإنسان المؤمن هو القادر على مواجهة ضغوط الحياة ومشكلاتها.

ولا يخفى أن عصرنا يتسم بأنه عصر الأمراض النفسية، التي انتشرت نتيجة ضغوط الحياة المادية والظروف الأمنية؛ مما أدى إلى زيادة في عدد العيادات النفسية وارتفاع معدل المصابين بالأمراض النفسية، ومن هنا أحب أن أشير إلى أن المسجد يقوم بدور فعال ومؤثر في معالجة هذه الأمراض؛ بسبب المعاني الإيمانية التي يزرعها في نفوس رواده؛ لأن العبادة إذا فعلت فعلها في النفس البشرية أثمرت في أخلاق رواد المساجد اتزانا في الشخصية وطمأنينة في القلب ورجاحة في العقل وتوازنا عند الأحداث؛ ولهذا نجد الأمراض النفسية قليلة عند رواد المساجد وأرباب الصلاة، وخير الأجيال إيمانا ونفسيا هم خريجو المساجد ورواد بيوت الله.

النمطية والمعتدلة

> هناك صورة نمطية تظهر في وسائل الإعلام من خلال الأفلام والمسلسلات بإظهار صورة الشيخ ورجل الدين بصورة مسيئة لمكانته.. هل ذلك يؤثر على عملكم بوصفكم دعاة في توصيل المعلومة للناس، ولاسيما العامة منهم؟

< هناك صورتان موجودتان، فهناك من ينظر إلى الداعية ورجل الدين نظرة نمطية تقليدية، وبالتالي سينعكس ذلك على تقبله لهذه الأفكار التي يطرحها رجل الدين من خلال القناة الشرعية.

وهناك في المجتمع من ينظر إلى العلماء والمشايخ ورجال الدين نظرة معتدلة قائمة على الواقع والحقيقة، وأن هؤلاء ليسوا ناطقين رسميين باسم الرب، كما هو الحال عند النصارى، وأن الدين ليس مقصورا على رجال الدين، ولكن نحن المسلمين كلنا رجال دين، ولدينا علماء وفقهاء متخصصون في هذا المجال يدركون من التفاصيل والجزئيات ما لا يدركه الشخص العادي، وهذا أمر موجود في كل التخصصات.

> أين تكمن أهمية مؤتمر خاص بالأئمة والخطباء؟

< هذه المؤتمرات مهمة جدا، وأهميتها ليست خاصة بالأئمة والخطباء فقط، بل مهمة للناس جميعهم؛ فالاطلاع على تجارب الآخرين ومعرفة ما لدى الآخرين مبدأ أصيل يجب العمل به في مختلف المجالات والتخصصات، مثل: الطب والهندسة والفلك والاقتصاد والتعليم وغيرها.

دور المسجد

> كيف يمكن تفعيل دور المسجد في مجتمعاتنا الإسلامية؟ وهل الأئمة والخطباء على قدر من المستوى المطلوب والمؤثر في زمن العولمة وكثرة المؤثرات؟

< الناس عندما يجدون في مساجدنا عوامل الجذب والتأثير سيتعلقون بها وسيعمرونها، وعندما يجدون فيها عوامل الطرد والتنفير سينطلقون إلى غيرها.

إن أئمة المساجد هم قادة رأي في المجتمع الإسلامي، ويقومون بدور تربوي وإعلامي كبير في تشكيل آراء المجتمع وأخلاقيات الأفراد؛ ولهذا كان أول ما قام به صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله - عندما فتح مصر وحررها من أيدي الفاطميين، تغيير الخطباء وأئمة المساجد والقضاة، باعتبارهم قنوات التغيير وتشكيل الرأي العام.

وإذا أردنا تفعيل دور المسجد، فلا بد من تأهيل الأئمة والخطباء، من خلال الدورات المتنوعة، وتجديد الخطاب الديني واللغة الوعظية في مساجدنا؛ بما يتناسب مع طبيعة العصر وخصائص التفكير لدى أفراد المجتمع، والعناية بالمشكلات الواقعية التي تمس الناس، وهناك شيء مهم، وهو تنقية أجواء المسجد من الممارسات غير السويّة التي تؤثر على الجو الإيماني والروحي، وضمان الحرية الكاملة للأئمة والخطباء في توجيه المجتمع من خلال سيادة الشريعة ومرجعية نصوصها ومراعاة مصالح الأمة واجتماع كلمتها؛ فكل هذه الأشياء من شأنها تعزيز ثقة الناس بالمنابر وخطبائها.

> كلمة أخيرة.

< أثمن الدور الكبير الذي تقومون به في  مجلة «الفرقان»، وأرجو المزيد من التقدم ونشر الدين الصحيح وتوعية المسلمين من خلالكم.

 

«أنصار السنة المحمدية» في السودان تطرح مبادرة للمحافظة على أمن البلاد ووحدتها

مراسل «الفرقان» – الخرطوم

أعلنت جماعة أنصار السنة المحمدية أن المبادرة التي أطلقتها تحت مسمى: «مبادرة أهل رمضان إلى أهل السودان» هي مبادرة لكل السودانيين مسلمين وغير مسلمين، وانتقدت الجماعة حالة اللامبالاة السياسية التي أصبحت لا تفيد تجاه ما يحاك بالوطن.

وقال الدكتور إسماعيل عثمان الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان في خطبة الجمعة بالمركز العام للجماعة بالسجانة: إن الجماعة ستبدأ خلال الأيام القادمة في طرح الخطوات العملية للمبادرة على القوى السياسية، مشيداً بمساندة نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه للمبادرة.

وشدد على ضرورة تحريك الروح الجماعية وروح الأمة والإحساس بها واستنهاض الناس للأمام بهموم ومشكلات أمتهم في كل العالم، وعلى ضرورة أن يعمل الجميع على تقديم مصلحة الأمة على المصلحة الحزبية أو المصلحة الخاصة.

ودعا رئيس جماعة أنصار السنة إلى ضرورة رفع وعي المواطنين للإحساس بالأخطار التي تواجه السودان والمؤامرات التي تستهدف وحدته، ومن ثم العمل لدرء هذه الأخطار وإيجاد الحلول للمشكلات التي تعانى منها البلاد.وقال: «أقل انفصال يغري القوى الخارجية وضعاف النفوس بالداخل بمزيد من التفتيت للوطن».

وانتقد عثمان تنامي بعض الظواهر الغريبة على أخلاق السودانيين مثل حوادث القتل الأخيرة بالعاصمة، وظاهرة انتهاك الحرمات وضعف التدين، مشيرا إلى أن الخوف على سفينة السودان من الغرق هو الذي حث الجماعة على إطلاق مبادرتها، وأكد أن المبادرة لكل أهل السودان، وسيتم طرحها على الجميع وتوقع مساهمتهم فيها، وأضاف: «ليس لدينا عصا سحرية ولا بد لنا من الصبر حتى نصل للأهداف المنشودة».

> مساندة للمبادرة

ومن جانبه، أعلن مجلس شؤون الأحزاب السياسية مساندته لمبادرة جماعة أنصار السنة المحمدية، ووصفها بأنها بصيص الأمل الذي قد يؤدي لخلاص الشعب السوداني بمختلف طوائفه وأديانه، في وقت أكدت فيه الجماعة على ضرورة المحافظة على وحدة السودان، وشددت على أن انفصال الجنوب يعني تفتيت السودان.

وأكد رئيس المجلس محمد بشارة دوسة في اللقاء الاستكشافي حول المبادرة مع قيادات الجماعة بمركزها العام بالسجانة استعداده - على المستويين الرسمي والشخصي - للتعاون وتقديم كل ما يمكن لإنجاح المبادرة عبر المجلس والأحزاب المنضوية تحت لوائه، مشيرا إلى أن المبادرة بكليتها تعالج حالة التوهان التي يعيشها المجتمع السوداني الذي انقسم إلى طوائف وقبليات وجهويات.

وقال دوسة: «إن المبادرة تمثل إضاءة في حاضر السودان ومستقبله المنظور؛ لأنها تحفظ كليات الدين مثل الأرواح والأموال والأعراض للجميع حتى الذين يختلفون معنا، داعيا إلى استيعاب الجميع فيها بلا استثناء».

وأعرب عن أمله في أن تفلح مبادرة «أنصار السنة» في جمع الناس في بوتقة واحدة، وأن يسرع كل العقلاء إلى الالتفاف حول المبادرة ومساندتها، داعيا «أنصار السنة» إلى التحسب للتيارات التي تقف ضد كل إصلاح، إلى جانب الصبر الذي يحتاجه كل من يتصدى لقضايا الأمة الكبرى.

رحم الله الشيخ ميرغني عمر عثمان الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان

 

 

 

بعد أشهر من وفاته, الفرقان تستذكر مآثر الراحل فضيلة الشيخ الداعية ميرغني عمر عثمان، حيث كان من كبار دعاة الدعوة السلفية في السودان ومن مؤسسي جماعة أنصار السنة المحمدية، وكان رفيق العمر لرئيس السابق للجماعة فضيلة الشيخ محمد هاشم الهدية رحمه الله، وقد تقلد الراحل العديد من المناصب الرسمية والدعوية، وكان أول أمين عام للجماعة، وقدم الشيخ ميرغني -رحمه الله- تاريخاً حافلاً بالإنجازات الدعوية منذ دخول الجماعة معترك المواجهة مع الأفكار المنحرفة، وتمكنت -بحمد الله تعالى- من تصحيح العديد من الانحرافات الصوفية والفرق الباطنية، وأشارت بعض مصادر الجماعة أن الشيخ إسماعيل عثمان سيتولى منصب رئيس الجماعة خلفاً للراحل لفترة لا تتجاوز ستة الشهور ريثما يجتمع المركز العام لاختيار رئيس جديد للجماعة أو التأمين على رئاسة الشيخ إسماعيل ُ t���_��تزاز فاروق حسني بدوره فيها قبل ساعات من حسم المعركة.

 

وكذلك أظهرت الحملة الشرسة على اليونسكو كذب وادعاءات الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في احترام الآخر خصوصًا لو كان مسلمًا وعربيًا، وهو ما حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما توصيله للعالم الإسلامي من خلال خطاباته في إسطنبول والقاهرة وتعهده بفتح صفحة جديدة بين واشنطن والعالم الإسلامي، وهي التعهدات التي سقطت في أول اختبار في معركة اليونسكو حيث استخدمت واشنطن سيف المعز وذهبه لإسقاط المرشح المصري.

شخصية الوزير

ويرى الدكتور سعيد اللاوندي الكاتب الصحفي بالأهرام أن شخصية وزير الثقافة المصري المثيرة للجدل وتسببه في إشعال الحرائق الثقافية والدينية في مصر، التي كان آخرها أزمة الحجاب وإحراق الكتب «الإسرائيلية»، أدت دورًا في تشكيل التحالف الغربي المضاد لفاروق حسني في معركة اليونسكو.

وتابع د. اللاوندي إلى أن المعركة لم تكن موجهة بشكل مباشر ضد العرب والمسلمين بقدر ما كانت موجهة ضد شخص المرشح المصري، لدرجة أن العديد من الدول العربية عرضت على مصر سحب مرشحها واستبداله، إلا أن القاهرة رفضت الأمر جملة وتفصيلا، مشددا على أن الحملة المصرية لمعركة اليونسكو شابتها أخطاء شديدة حيث راهنت القاهرة بشدة على الدول الغربية؛ مما أفقدها عددا من الأصوات العربية والأفريقية التي كانت مضمونة لترجيح كفة مرشحها.

فيما يقول الدكتور عبد الحليم عويس المؤرخ الإسلامي: رغم تحفظي الشديد على شخص فاروق حسني إلا أنني أرى الغرب لم يصل للدرجة التي تجعله يسمح بوصول عربي أو مسلم - حتى لو كان ذلك ظاهريًا - لمثل هذا المنصب في وقت تشتد المعركة على عروبة وإسلامية القدس، فالغرب لا يؤمن بحوار الحضارات والثقافات، وما زالت تحكمه نظرة عنصرية تجاه المسلمين.

وأشار عويس إلى أن المرشح المصري لم يكن لائقًا بالمرة لمثل هذا المنصب؛ فهو لم يقدم شيئًا للتراث الثقافي الإنساني حتى يكون مؤهلاً لمثل هذا المنصب، فضلاً عن توليه سدة الوزارة في مصر لمدة 23 عامًا، ودوره الرقابي القمعي ضد المسؤولين المصريين، وانتمائه لأحد أنظمة العالم الثالث، كل ذلك قد جعله غير مؤهل لاعتلاء مثل هذا المنصب.

غير أن د. عويس عدّ خسارة حسني للمنصب لا تشكل ضررًا للعالم الإسلامي، ولم يكن فوزه كذلك يشكل انتصارًا لنا؛ فهو لم يمثل يومًا الثقافة المصرية أو العربية حتى نقيم مأتمًا على سقوطه، مشيرا إلى أن المعركة أثبتت أن مثل هذه المنظمات الدولية تبقى أسيرة الصهيونية العالمية، ولا يصل لها إلا من حاز الرضا الصهيوني والغربي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك