رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أبو عمر حاي الحاي 19 أغسطس، 2010 0 تعليق

عبدة الشيطان

 

 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، أما بعد:

فإن عبدة الشيطان هي طائفة أُسست برعاية يهودية وبتنظيم يهودي ومبادئ هدامة؛ حيث تسعى هذه الطائفة إلى تحطيم كل ما يتصل بالدين وكل رمز من رموز الدين، ويسعون إلى نشر الفساد بأشكاله وصوره كلها، وهذه هي أهداف اليهود المعروفة في إغراق الناس بالفساد والمتع والأهواء والشهوات؛ حتى تتفكك الروابط والوشائج والأخلاق الدينية والاجتماعية والسلوكية، وينهار المجتمع إلى السُّفل والحضيض، وهذه معتقدات «شهود يهوه»، ومن معتقداتهم أربع عشرة مسألة منها:

 

إنكار «شهود يهوه» للمسيح، والأشرار لن يتعَّذبوا، والدين من عمل الشيطان، وإنكار وجود جهنم، ونفْي قيام الأموات، وهذه الطائفة تنتشر في فلسطين المحتلة ولبنان ومصر وبعض الدول العربية بنطاق ضيق، وتنتشر انتشاراً واسعاً في الدول الأوربية وأمريكا؛ لأن زعماء اليهود وأحبارهم يعتقدون أنهم شعب اللَّه المختار وهم أحباؤه.

وينص البند الرابع عشر من برتوكولات حكماء صهيون على إبعاد أبناء البشرية عن أديانهم وجعلهم كالبهائم السائمة لا دين لها ولا عقل ولا خلق ولا سلوك.

وكلما استطاع «شهود يهوه» وأمثالهم من الملل تحطيم البناء الاجتماعي ولاسيما العقائدي والفضائل والأخلاق الدينية؛ حققوا نجاحاً في تمزيق الأُسر، وأقرب مثال أنهم حققوا نجاحاً كبير في أوروبا وأمريكا حتى غدت العلاقات الأسرية علاقات سيئة نادرة وباهتة، وغدا الناس يعيشون في مجتمعاتهم على أنهم أفراد لا تحكمهم في كثير من الأحيان القيم الأخلاقية والدينية؛ ولذلك ترى أن معظم الأوروبيين مثلاً يعدون ملحدين والقلة منهم من يتمسك بالعقيدة النصرانية؛ ونتيجة لذلك الواقع انتشرت الجرائم والاغتصاب والزنى والشذوذ الجنسي واللواط وأمراض الإيدز والآفات الخبيثة، وهذه تربة خصبة وبيئة قوية لتحقيق أهداف «شهود يهوه» في هذه المجتمعات خدمة للصهيونية التلمودية، وللأسف انتشرت هذه العدوى الخبيثة في دول عربية وإسلامية؛ فظهر التفسخ والانحلال والاسترسال بالشهوات والانكباب على الملذات وعقوق الوالدين واتباع الأهواء دون تمييز بين الحلال والحرام.

وكل ذلك يعد ثمرة بشعة من ثمرات اتباع خطوات الشياطين الذين يسعون إلى تدمير المجتمعات الإسلامية وتقويض الأُسر، ثم يسوقون شبابنا إلى عبادة الشيطان وأمثالها من هذه الملل والنحل الإبليسية الشيطانية الخطيرة.

لذلك ترى عبدة الشيطان ينتشرون في الجامعات ليستقطبوا الشباب والشابات الذين يحتاجون إلى المال، فيقدمون لهم الأموال للإيمان بأفكارهم والمساهمة في نشر جرائمهم لتحطيم بنية المجتمع، وتعد فتيات «شهود يهوه» شبكات صيد ناجحة في غالب الأحيان لكثير من الشباب والمراهقين؛ فعن طريق المال والنساء والمخدرات التي غدت تنتشر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية تتحول ثروة هذة الأُمة وهم الشباب لحطام يترنَّح تحت أيدي الصهيونية ويرزح تحت نِيْر عبدة الشيطان.

ونتيجة انتشار المعلوماتية وتقنية الإنترنت أصبح تغلغل «شهود يهوه» في المجتمعات الإسلامية أيسر مما كان عليه، خصوصاً أن لـ«شهود يهوه» مواقع كثيرة في شتى بقاع العالم، ولابد من مراقبة مواقع الإنترنت مراقبة دقيقة؛ لأن هذا أخطر غزو يتعرض له المسلمون والمسلمات من نشر الإباحية والكفر والضلال وإشاعة الفواحش، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (النور:19).

عبادة الشيطان

ترجع عبادة الشيطان إلى ملة الثنوية: الإيمان بإلهي الخير والشر، وكانت منتشرة بين الأوروبيين حتى القرن السابع عشر، وكانت لها معابد في بلاد البلقان وفرنسا، وبقيت شعبة منها في القرن العشرين عرفت باسم الماسونية، وتستقبل المصلين في باريس؛ حيث يقدمون القرابين إلى الشيطان!! ويتلون التلاوات في المعابد الشيطانية، وأساسها هو الإيمان بسيادة الشيطان على الدنيا واعتبار المادة خلقة شيطانية تنزه عنها إله السماء ولا تسري عليها أوامره ونواهيه. (انظر: عباس العقاد، إبليس ص71).

وعبَّاد الشيطان يبيحون لأنفسهم التمتع بشتى أنواع الملذات المباحة والمحرمة والشاذة، وينهكمون في الجنس والشبق ويتَّصفون بالوحشية والعنف والقسوة، وتراهم قذرين يحرمون على أنفسهم الاغتسال تقرباً إلى الشيطان.

 

كنيسة الشيطان

هي أول كنيسة رسمية للشيطان في أمريكا وأشهرها على الإطلاق، وتقع في فرانسكوا، أسسها الكاهن أنطوان لافيه عام 1966، وتعد أكبر وأخطر منظمة لعباد الشيطان في العالم، ويقَّدر عدد المنتمين إليها بحوالي خمسين ألف عضو معظمهم من أبناء العائلات الثرية وبناتها، ولها فروع في أمريكا وأوروبا وبالذات بريطانيا وتنزانيا.

وقد بين أنطون لافيه المبادئ التسعة التي قامت عليها كنيسة الشيطان، وهذه المبادئ تحث على الفجور والرذيلة وتخالف جميع الشرائع السماوية، وهي:

1) الشيطان يمثل الانغماس في اللذات والأهواء.

2) الشيطان يمثل الحياة الواقعية لا الحياة الخيالية.

3) الشيطان يمثل الحكمة الصادقة بدلاً من خداع النفس بالأوهام.

4) الشيطان يمثل الكلمة الطيبية لمن يستحقها فقط.

5) الشيطان يمثل الانتقام لا التسامح.

6) الشيطان يحمَّل المسؤولية كاملة للذين هم أهل لها.

7) الشيطان ينظر للإنسان على أنه أحد أنواع الحيوانات.

8) الشيطان يمثل كل ما يُطلق عليه خطايا وآثام؛ لأنها تقود إلى الإشباع الجسدي والفكري.

9) الشيطان هو أفضل طريقة حصلت عليها الكنيسة؛ لأنه جعلها في عمل وتجارة طوال هذه العصور.

 

ومن إرشاداتهم السلوكية:

1) تدمير كل من يحاول مضايقتك بلا رحمة.

2) لا تتردد في المبادرة الجنسية مادمت حصلت على الضوء الأخضر.

3) الاعتراف الكامل والإيمان المطلق بالطقوس السحرية، إلا فلن تتحقق رغباتك.

 

طقوس عبدة الشيطان

قسم الكاهن لافيه أنواع الطقوس السحرية إلى ثلاثة أقسام:

1) الطقوس الجنسية: وهي لإطفاء الشهوة الجنسية العارمة المتوهجة، وتتم بوضع تعويذة على الشخص المرغوب فيه جنسياً.

2) الطقوس المهلكة: وتقام لسحر إنسان، وذلك بوضْع العمل له ليلاً أو قبل أن يستيقظ بساعتين.

3) طقوس الرحمة: وذلك لمساعدة أحد أفراد المجموعة صحياً أو مادياً أو علمياً.

وتقام طقوس خاصة للراغب في الانضمام إلى عبادة الشيطان في احتفال مهيب؛ حيث يقف الكاهن أمام المذبح الذي حُفت به الشموع السوداء، وقد ارتدى معطفاً أسود، ويأتي العضو الجديد في معطف أبيض اللون ثم يقوم بخلع جميع ملابسه!! ذكرا كان أم أنثى! ويجثو على ركبتيه أمام المذبح عارياً! بعد ذلك يُجرح في يده ويجمع الدم في قدح من الفضة، ويُدار على الأعضاء ليشربوا منه، وبذلك يتم التوحد بينهم حسب زعمهم.

 

والوقاية والعلاج من هذا الداء يكونان عن طريق:

1- الاستعاذة باللَّه من الشيطان الرجيم.

2- ذكر الله والصلاة.

3- تلاوة القرآن.

4- الزواج المبكر.

5- بناء الإنسان.

6- التعليم ومناهج التربية الإسلامية.

7- الدعوة والدعاة.

8- إصلاح الإعلام.

9- معرفة الأعداء.

ولا أنسى أن أذكّر بضرورة التعليم والتربية، وذلك بتعليم مبادئ الإسلام وغرسها في نفوس الأبناء وهم صغار؛ حتى يكبروا عليها وتكون راسخة في قلوبهم، وأيضاً إظهار القدوة الصالحة، وتعليمهم سيرة نبينا [ وصحابته الأخيار الأطهار الذي حفظ الله بهم الدين؛ لأن الإنسان دائماً يبحث عن القدوة، فإن لم تكن صالحة فسيلجأ إلى القدوة السيئة والعياذ بالله، هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

وختاماً نذكّر بقوله سبحانه وتعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الحجر: 92 -93)، وقول رسول الله [: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» رواه البخاري.

فعلى كل المسؤولين في دولة الكويت الحبيبة ولا سيما أعضاء مجلس الأمة الكرام: أن يكافحوا هذه الظاهرة السلبية الخبيثة التي بدأت تنتشر في بلدنا وأن يتصدوا لها، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك