صحتك تهمنا
أمـــراض الكـبـــد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
نبدأ معكم في هذا العدد سلسلة جديدة تحت عنوان: (صحتك تهمنا) ونبدأ هذا العدد بموضوع مهم شغل بال الكثيرين، وهو أمراض الكبد - عافانا الله وإياكم- وقبل أن نتعرف إلى هذا المرض، علينا أولا أن نتعرف إلى هذا العضو:
الكبد: وهو أكبر عضو في الجهاز الهضمي، ويشكل بوزنه 1.5 كجم في جسم الإنسان ما يعادل 1.36 من حجم الجسم البالغ.
مكانه: يوجد في الجهة اليمنى من البطن أسفل الحجاب الحاجز.
مخروطي الشكل، اسفنجي اللون، ففيه تتدخل الشرايين والأوردة.
وتخرج منه قناة الصفراء، لا يمكن أن نلمس الكبد إذا تفحصنا البطن، إلا إذا كان قد تضخم بشكل مرضي، وصار فيه بعض التصلب، وهو يقع تحت الحجاب الحاجز، ويتحرك معه أثناء التنفس، فينزل إلى أسفل مع الشهيق، لذلك نطلب من المريض أن يأخذ نفسا عميقا ونحاول في الوقت نفسه أن نحس بالحافة السفلية للكبد.
والكبد ليس كتلة واحدة، بل مقسم إلى فصوص، وهي: الفص الأيسر للكبد، والفص الأيمن للكبد؛ بحيث إن الفص الأيمن يكون أكبر من الأيسر، كذلك يحتوي الكبد على فصين صغيرين، هما: الفص الذيلي الكبدي، والفص المربعي الكبدي.
وظيفته:
1 - التخلص من السميات.
2 - يمر من الكبد 1.5 لتر من الدم كل دقيقة بغرض استخلاص المواد الخام، أو التنقية، أو صناعة مواد خام للجسم، وهذا يعني أن الكبد في خلال حياة إنسان عمره 60 عاما تقريبا يكون قد قام بالتعامل مع 20*12*30*24*60*1.5 لتر من الدم، يعني 46.656.000 ستة وأربعين مليونا ونصف مليون لتر من الدم، أي ما يعادل 46.656 مترا مكعبا من الدم، علما أن المتر المكعب عبارة عن 6 براميل، وحتى نكون قريبين من الواقع شيئا ما؛ فإن كبد الإنسان الذي عمره 60 عاما يكون قد تعامل مع ما يعادل إنتاج أسبوع من النفط الخام في المملكة العربية السعودية.
يقوم الكبد بإبطال مفعول هذه السميات عن طريق تحوير شكلها الكيميائي، وبالتالي يحولها إلى مواد أقل ضررا، أو حتى مواد نافعة، مثل ما يحدث في العصارة القراوية التي تهضم الدهون.
إن عملية إبطال مفعول مادة ضارة واحدة قد يحتاج إلى أكثر من مئة خطوة كيميائية تحتاج لأكثر من 50 أنزيما، يقوم الكبد بهذه العملية المعقدة تقريبا يوميا وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة، بل إن الضغط النفسي يولد أحيانا سميات يضطر الكبد للتعامل معها، كيف؟ عند وجود مؤثر نفسي أو عاطفي أو إرهاق، فإن هناك هرمونات يتم إفرازها بكمية أكثر من المعدل الطبيعي، فمثلا السهر المتواصل يجعل الجسم مضطرا لإفراز كميات كبيرة من هرمون الإدرينالين، إن صاحبه شدة وضغط نفسي، وهذا يفضي إلى كثرة المخالفات الناتجة عن عملياته الكيميائية، وهذا معناه زيادة عبء على الكبد.
يقوم الكبد بإفراز جزء كبير من المخلفات في صورة العصارة الصفراوية، وينتج الكبد ما يعادل لترا واحدا يومياً، فقط تصور مصنعا يتعامل مع 1.5 لتر لكل دقيقة، ويخرج مخلفات مقدارها 1 لتر يوميا، بمعنى أن نسبة الاستخدام لنسبة المخلفات هي 2000-1، بالرغم من هذه النظافة المتناهية، فإن لتر المخلفات هذا له فائدة في الهضم والإخراج في حياة الإنسان البالغ من العمر 60 عاما، يكون الكبد قد صنع 60*30/12 لترا من العصارة الصفراوية، أي 21.600 لتر من العصارة الصفراوية اللازمة لهضم الدهون، وإخراج المخلفات عبر البول والبراز، تنتقل العصارة الصفراوية من مكان إنتاجها في خلايا الكبد إلى مكان تخزن فيها أو تفرغها في الإثنى عشر عبر شبكات أنابيب محكمة الصنع تماما مثل فروع الشجرة تبدأ صغيرة جدا من الأعلى وتنتهي كبيرة في الأسفل؛ فالجذع الواحد للشجرة هو عبارة عن تجمع لمئات آلاف الفروع الصغيرة، بمعنى أن العصارة الصفراوية تنتقل عبر شبكة أنابيب بالغة التعقيد، ليس هذا فحسب، بل إنها تسير في اتجاه واحد فقط على الرغم من أنها تأتي من اتجاهات متعددة ومختلفة، فقط تصور شبكة أنابيب بتعقيد شجرة واحدة، وكل فرع يصب في اتجاه واحد دون انسداد ودون ارتجاع، دون تأثير للجاذبية أو وضعية محددة، ثم إن هناك عوامل تحدد متى يتم فتح الصمام الرئيس للتصرف، ومتى يتم غلقه لتعبئة خزان التخزين (المرارة) وعلما بأن خزان التخزين يفتح فقط استجابة لنداء هضم الدهون في الإثنى عشر، وليس في أي مكان.
فهذه المدينة الصناعية الكيميائية تقوم بإنتاج 50.000 أنزيم لازم لعمليات حيوية الهضم، تكرر ملايين اللترات من الدماء، وتختزن وتصنع المواد اللازمة للطاقة، وتبطل مفعول السميات.
2 - تنظيم مستوى السكر في الدم.
عندما تكون صائما في رمضان، أو لا تستطيع أن تجد أكلا، وبالرغم من ذلك تقوم عمليات جسمك الحيوية بكافة وظائفها وبإتقان تام- فإن ذلك بسبب مخزون المدينة الصناعية من الوقود المسمى الجيلاكوجين، الذي يتم تخزينه للأوقات التي لا يتوافر فيها الجلوكوز، وهو الوقود الوحيد للجسم.
عندما نرفع شيئاً ثقيلا بجهد عضلي كبير أو حتى عندما تضطر للهرب من شخص يهاجمك أو تهاجم شخصا للدفاع عن نفسك مثلا- فإن الطاقة الكامنة في العضلات، إنما هي وقود مخزن تم تخزينه بمساعدة الإنزيمات المنتجة في الكبد.
3 - تكوين مادة الصفراء (عصارة المرارة).
4 - تكوين بروتينات تجلط الدم.
5 - إنتاج هرموني الذكورة والأنوثة والتوازن بينهما.
فما أعظم هذه النعمة.. اللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين.
أدوية يجب الحذر منها
أصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية تحذيرا خاصا بشأن المضاد الحيوي ذى الشعبية الواسعة (زيثروماكس)، الذي يستخدم في علاج أنواع متعددة من الالتهابات، الذي أبدى خطورة محتملة على أنظمة القلب، وتأثيره المباشر على ضربات القلب، التي قد تسبب مشكلات مميتة للمرضى؛ مما يسوغ المراقبة الدقيقة للمرضى المعالجين بهذا الدواء.
ويستخدم (زيثروماكس) الذي يعرف أيضا باسم (أزيثروميسين) في علاج التهابات الأذن، والرئتين، والجيوب الأنفية، والجلد، والحنجرة، والأعضاء التناسلية.
وقد لقي هذا العقار استحسانا كبيرا من المرضى؛ لأنه يمكن تناول جرعات قليلة منه على فترات قصيرة، مقارنة بالعديد من المضادات الحيوية الأخرى.
وأشار العلماء بهيئة الأغذية والدواء الأمريكية إلى أنه من الممكن للمضاد الحيوي، الذي يعد من زمرة الماكروليدات أن يسبب تغيرات شاذة في الفاعلية الكهربائية للقلب.
وجاء التحذير بعد دراسة أجريت العام الماضي، ونشرت في مجلة (نيو أنجلاند) للطب، أظهرت زيادة بسيطة في عدد وفيات القلب والأوعية الدموية بين الأشخاص الذين تعاطوا عقار (زيثروماكس) مقارنة بالأشخاص الذين اعتمدوا على أنواع أخرى من المضادات الحيوية مثل: (الأموكسيسيلين، أو السيبروفلوكساسين).
الأدوية المنومةحذرت دراسة بريطانية حديثة من أن تناول الأدوية المنومة لفترة طويلة قد يؤدي إلى تدهور الصحة، وأفادت هيئة الإذاعية البريطانية (بي بي سي) أن الدراسة التي أجرتها جمعية الصيدلة الملكية البريطانية أكدت أن 51٪ من الناس الذين يعانون الأرق يصفون الدواء لأنفسهم، وغالبا ما يختارون أدوية منومة دون الحصول على إذن من طبيب.
وعندما تؤخذ الأدوية المنومة لما يزيد عن الأسبوعين، تعرض متعاطيها لمخاطر لا يحمد عقباها، فضلا عن أن الإدمان على تلك العقاقير مماثل للخرف والاعتدال العقلي بأضراره للإدمان على الكحول.
والأدوية المنومة تزيد من نسبة خطورة الوفاة المفاجئة بمعدل خمس مرات على الأقل، وتزيد من شخص لآخر؛ وكذلك الإدمان على هذه الأدوية يزيد الخطورة أكثر، وأما زيادة الجرعات وتناول أدوية متعددة من هذه الأدوية؛ فهذا يزيد من خطورة الوفاة المفاجئة.
ولهذه الأسباب طالبت الهيئة الأمريكية للدواء والغذاء (F D A) من جميع الشركات المصنعة للأدوية المنومة والمهدئة والمساعدة على النوم بأن توضح بصورة قوية أضرار الأدوية المنومة والمهدئة، وأن تكتب هذه المخاطر بخط واضح وكبير على جميع المنتجات المنومة، وقالت الهيئة: إن هذه المخاطر تشمل الحساسية الشديدة، انتفاخا شديدا في الوجه، مشكلات في السلوكيات المتعلقة بالنوم، مثل: قيادة السيارة أثناء النوم، تحضير الطعام والأكل أثناء النوم.
لاتوجد تعليقات