![](https://al-forqan.net/wp-content/uploads/2023/08/taht.jpg)
شباب تحت العشرين – 1211
الصيام عبادة وليس عادة
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ»، ومعنى قوله: (إيمانًا) أي: إيمانًا بالله وبما أعده من الثواب للصائمين، ومعنى قوله: (احتسابًا) أي: طلبًا لثواب الله، لم يحمله على ذلك رياء ولا سمعة، ولا طلب مال ولا جاه.
همسات للشباب في رمضان
- الهمسة الأولى: احمد الله -سبحانه وتعالى- - أن بلغك رمضان، فكثير ممن كانوا معنا في رمضان الماضي قد غيبهم الموت، فاحمد الله واشكره أن منّ عليك لتكون ممن يتقرب إليه بفعل الطاعات، وجمع الحسنات، في هذا الشهر المبارك.
- الهمسة الثانية: ليكن رمضان فرصة لك، للابتعاد عن المعاصي وعما يغضب الله - جل وعلا -.. وأعلنها صراحة وداعًا لكل ما يُبعِد عن الله -جل وعلا.
- الهمسة الثالثة: رمضان شهر القرآن، فأوصيك بتدبر معانيه، وفهم آياته، واحرص على قراءته والتلذذ بتلاوته، وليكن لك ورد يومي تقرؤه بتمعن وتدبر.
- الهمسة الرابعة: إياك أن تكون ممن جعل نهار رمضان نومًا وغفلة، وليله سهرًا على معصية الله -سبحانه وتعالى-!، واحرص على أن تملأ نهارك بالذكر وتلاوة القرآن، وليلك بالصلاة والقيام.
- الهمسة الخامسة: أذكرك بأن لله -سبحانه وتعالى- - في كل ليلة عتقاء من النار لمن أتم الصيام، وأدى القيام، وأكثر من الحسنات، وتزود من الطاعات، فلا تغفل عن ذلك، واحرص على أن تكون ممن منحه الله هذه الجائزة العظيمة، جعلني الله وإياك من عتقائه من النار.
- الهمسة السادسة: أوصيك بكثرة حضور مجالس الذكر؛ فإنها مراتع المؤمنين، ومحط الصالحين، يكفيك أن الله -جل وعلا- يذكرك ويثني عليك في الملأ الأعلى، ثم تقوم وقد غُفِرت ذنوبك بإذن الله، فأكثر من الحضور، وداوم على ذلك.
من فوائد الصوم
ما التقوى؟
![](https://al-forqan.net/wp-content/uploads/2023/09/ibn-otaimeen-260x300.jpg)
شهر الصِّيام مدرسة
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: الصِّيام مدرسةٌ تربويَّةٌ عظيمةٌ مباركَةٌ، يتخرَّج فيها المؤمنون المتَّقون، ويتزوَّد فيها المؤمنون بأعظم زادٍ يمضي معَهم في حياتهم كلِّها، وفي أيَّامهم جميعِها، على أنَّ هذه المدرسةَ لا يستفيد منها كثيرٌ من النَّاس؛ إذ تمضي عليهم هذه المدَّة الشَّريفة وهُم يتعايشون معها تعايشَ الطَّالب البليد في مدرسته يتخرَّج ولا يستفيد، بينما المؤمن المجدُّ الحريص يدخل هذه المدرسة المباركة فيأخُذ منها دروسًا تربويَّةً إيمانيَّةً علميَّةً تمضي معَه في حياته كلِّها.لماذا رمضان فرصة؟
رمضان فرصة حقيقية، لو تفكَّر كل واحد منَّا في طبيعة حياته ومسيرة أوقاته فسيدرك أنَّنا نعيش كل ثانية وكل دقيقة بفرصٍ وأنفاسٍ لن تعود، وأنَّ هذه الأيام التي نقطعها ونفرح بها لبلوغ غاية أو لنيل مقصدٍ محبَّبٍ للنفس، ستؤول في النهاية إلى النقصان من العمر، سواء شعرنا أم لم نشعر، وحينها لا مناص ولا فرار من الله إلا إليه، لاغتنام هذه الأوقات بالنافع المفيد، وترك اللهو واللعب والأوقات الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل قد تجلب الحسرة والمرارة التي تعتصر قلب المرء، يوم أن يقول لربه: {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ}.صوَرٌ من اجتهاد السلف
هذه - أخي الشاب - نماذج مضيئة وصور مشرقة تشير إلى اجتهاد سلفنا الكرام في عبادة الله -تعالى- وطاعته، لعلك إن نظرت فيها أورثك ذلك علوّ الهمة والإقبال على العبادة:- صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى تفطَّرت قدماه، فراجعوه في ذلك فقال: «أفلا أكون عبداً شكورًا».
- وكان أبو بكر - رضي الله عنه - كثير البكاء ولا سيما في الصلاة وعند قراءة القرآن.
- وكان علي - رضي الله عنه - يبكي في محرابه حتى تَخْضَل لحيته بالدموع، وكان يقول: يا دنيا غرِّي غيري، قد طلَّقتُك ثلاثاً لا رجعة فيه.
- وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع دائمًا وفي رمضان في كل ثلاث.
ابدأ بالتوبة
أخي الشاب، التوبة هي بداية الطريق ونهايته، وهي المنزلة التي يفتقر إليها السائرون إلى الله في مراحل سفرهم وهجرتهم إليه -سبحانه-، فليست التوبة قاصرة على العصاة فحسب كما يظن كثير من الناس، بل قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو سيد الطائعين وإمام العابدين، «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ»، ولما أمر الله عباده بالتوبة ناداهم باسم الإيمان فقال -سبحانه-: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور:31)، ونحن جميعًا ذوو ذنوب وأخطاء ومخالفات، فمن منا لا يخطئ؟ ومن منا لا يُذنب؟ ومن منا لا يعصي؟زرع القرآن
لاتوجد تعليقات