رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 2 أكتوبر، 2023 0 تعليق

شباب تحت العشرين – 1193

حقيقة اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم 

اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الشرط الثاني من شرطَي قَبول العمل الصالح؛ فيجب على كل مسلم ومسلمة طاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألَّا يعبدَ الله إلا بما شرع، وهذا من معاني الإيمان بأنه رسول الله حقًا وصدقًا.

 

من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم

إن من أعظم ما يتقرب به المسلم والمسلمة إلى الله -تعالى- محبةَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومتابعتَه، ونشر سُنَّتِهِ والذَّبَّ عنها، فلا يتذوق العبد حلاوة الإيمان، إلا بتمام محبته - صلى الله عليه وسلم - ومن علامات محبته - صلى الله عليه وسلم - ما يلي:

(1) الإيمان به وتصديقه فيما أخبر - صلى الله عليه وسلم  قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} (النساء: 136)، وقال -تعالى-: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (التغابن: 8). (2) توقيره حيًّا وميتًا وتوقير سُنَّته - صلى الله عليه وسلم  قال الله -تعالى-: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الفتح: 8- 9)، وأثنى الله -تعالى- عليهم: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الأعراف: 157). (3) طاعته فيما أمر ونهى عنه وزجر طاعته فيما أمر ونهى عنه وزجر، والاستجابة والامتثال لِشَرْعِهِ؛ فقد أوجب الله -تعالى- علينا طاعته - صلى الله عليه وسلم -، قال الله -تعالى-: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (التغابن: 12)، وأخبر الله -تعالى- أن طاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي طاعة لله -تعالى-، فهما قرينتان؛ فقال -تعالى-: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} (النساء: 80). (4) متابعته وترسُّم خُطاه وتطبيق سنته فهو الأسوة والقدوة الحسنة، والنموذج الكامل الجدير بالمتابعة، قال -تعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب: 21)، وقال -تعالى-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الحشر: 7).  

من أدب الحديث

        عن عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- قال: «إن الشاب ليتحدث بحديث فأستمع له كأني لم أسمع، ولقد سمعته قبل أن يولد » الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، قال الشيخ عبدالرحمن السعدي -رحمه الله-: «ومن الآداب الطيبة إذا حدَّثك المحدِّث بأمر ديني أو دنيوي ألا تنازعه الحديث إذا كنت تعرفه، بل تصغي إليه إصغاء من لا يعرفه ولم يَمُرَّ عليه، وتريه أنك استفدته منه، كما كان أَلِبَّاءُ الرجال يفعلونه، وفيه من الفوائد: تنشيطُ المحَدِّث وإدخالُ السرور عليه وسلامتك من العجب بنفسك، وسلامتك من سوء الأدب؛ فإن منازعة المحَدِّث في حديثه من سوء الأدب».  

حكم ترك الصلاة في جماعة

        قال الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: ترك الصلاة في الجماعة دون عذرٍ من باب المعاصي؛ لأنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بالصلاة في جماعةٍ، وقال للأعمى -لما قال له: إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد-، قال: هل تسمع النِّداءَ بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب.  

من غدا إلى المسجد أو راح

        قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح»، ظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح، سواء غدا للصلاة أم لطلب العلم أم لغير ذلك من مقاصد الخير، أن الله يكتب له في الجنة نزلاً، والنزل: ما يقدم للضيف من طعام ونحوه على وجه الإكرام، أي أن الله -تعالى- يعد لهذا الرجل الذي ذهب إلى المسجد صباحاً أو مساءً يعد له في الجنة نزلاً إكراماً له.  

موعظة وتذكير

       إن شبابَ الإسلام اليوم تتقاذَفُ بهم أمواجُ الفتن، من أفكارٍ مُنحرِفة، ومشارِبَ ضالَّة، وشهواتٍ جامِحة، وغزوٍ فكريٍّ لا ساحلَ له، حتى إن أحدَهم ليحمِلُ تلك الوسائل في يدِه فيما يُسمَّى بالجوَّالات، فهم في ضرورةٍ مُلِحَّةٍ إلى الالتِحام بعُلماء الأمة المشهُود لهم في الأمة بالعلمِ والورَع، والديانة والصلاح، والعقل والثبات، إنهم بحاجةٍ إلى أن يصدُروا عنهم ولا سيما في القضايا المهمة التي حصلَ من الخطأ في فهمِها نتائجُ وخيمةٌ عبر تأريخ الأمة، كقضية التكفير، وقضية الولاء والبراء، وكمسائل الإنكار، كالبَيعة والجهاد، ونحو هذه القضايا الخطِرة التي أضرت الأمة أيما ضرر!.    

مَعلَمٌ عظيمٌ من معالم الرُّجولة

       قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: إنَّ شهود الصَّلاة مع الجماعة في بيوت الله ومساجد المسلمين كما أمر بذلك ربُّ العالمين وكما أمر بذلك رسوله الكَريم - صلى الله عليه وسلم - شعيرةٌ عظيمَةٌ من شعائر الإسلام، ومَعلَمٌ عظيمٌ من معالم الرُّجولة، نعم إنَّه معلَمٌ عظيم من معالم الرُّجولة بتبيان ربِّ العالمين، قال الله -تعالى-: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ} هكذا قال رب العالمين {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ} (النُّور:36-37)، فأين هذه الرُّجولة ممَّن يتخلَّف عن الصَّلاة مع الجماعة أو يهون من شأنها ويقلِّل من مكانتها؟!.  

طاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - والحذر من مخالفته

  أمر الله بطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في أكثر من ثلاثين موضعاً من القرآن، وقرن طاعته بطاعته، وقرن بين مخالفته ومخالفته، كما قرن بين اسمه واسمه، وحذَّر الله -سبحانه- من مخالفته أشد التحذير فقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور:63)، وكذلك ألبس الله -سبحانه- الذلة والصغار لمن خالف أمره.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك