رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 26 سبتمبر، 2023 0 تعليق

شباب تحت العشرين – 1192

اختيار الصحبة الصالحة

معشر الشباب: إنَّ اختيار الصحبة الصالحة مطلب مهم قال - صلى الله عليه وسلم -: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» وقد قيل: الصاحب ساحب، والصاحب الفاسد يدل على الشر، ويمنع من الخير ويزين المعصية ويقود إليها.

 

الشباب والعلم

        يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: «ما آتى الله -عز وجل- عبدًا علمًا إلا شابًا، والخير كله في الشباب، ثم تلا قوله -تعالى-: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} (الأنبياء:60)، وقوله: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} (الكهف:13)، وقوله -تعالى-: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} (مريم:12)»؛ فالشباب هم الذين يحملون أمانة العلم على عاتقهم، ويعملون على نشره والدعوة إليه، فالذين حملوا هذا العلم ونشروه، ودوَّنوا الكتب، وحفظوا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثرهم من الشباب:
  • فابن عباس -رضي الله عنهما- وكان عمره عند موت النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر عامًا، وقد جمع العلم الكثير، وكان ترجمان القرآن، يقول عنه عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «نِعْمَ ترجمان القرآن ابن عباس»، وكان أصحابه يسمونه الحَبْر.
  • وها هو ذا معاذ بن جبل - رضي الله عنه - الذي أسلم وله ثماني عشرة سنة، وقد شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه يأتي يوم القيامة يتقدم العلماء بِرَتْوة، مات وهو ابن ثلاث وثلاثين، وقيل: «مات وهو ابن ثماني وعشرين سنة، وهذا ما رجحه الإمام مالك ووافقه الذهبي وهو الأشهر، فمدة تحصيله للعلم لا تبلغ عشر سنوات، ومع هذا فهو إمام العلماء، وقد قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل».
ونحن نريد من شبابنا أن يقتدوا بهذا الجيل الفريد الذي نشر هذا العلم وخدموا هذا الدين، وكانوا نجومًا مضيئة في دياجير الظلام، فيجب أن يتربَّى الشباب تربية دينية صحيحة، يتعوَّد فيها الاستقامة والاعتدال، ويجب تحصينهم بالعلم، وبث روح الوعي، والتَّصدي لكل مَن يبث مكرا للنيل من شباب الإسلام.

واجبات على الشباب المسلم

  • على الشباب أن يعرفوا أنَّ أمتهم هي خير أمة أخرجت للناس، وأن هذه الخيرية ثابتة لها ما دامت متمسكة بدينها، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
  • على الشاب أن يكون همه -بعد إصلاح نفسه- إصلاح الآخرين، وتعبيد الناس لرب العالمين.
  • وعلى الشباب أن يعرفوا ما لوطنهم من الحق؛ فهو بلد الإسلام الذي ولد فيه، وعلى أرضه نشأ، وأن عليه لولاة أمره الطاعة في المعروف، وليحذر أن يكون آلة يستخدمها الأعداء للإفساد في الأرض.
  • وعلى الشاب أن يكونوا دائمي الارتباط بالله -تعالى-، من خلال أداء الصلاة في وقتها، وكثرة الذكر والدعاء، والاستعانة به في جميع الأمور، والتوكل عليه، والمحافظة على الأوراد والأذكار الشرعية.
 

أقسام التوحيد

ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام هي:
  • الإيمان بأن الله -سبحانه- هو الخلاق العليم وخالق كل شيء وهذا توحيد الربوبية.
  • الإيمان بأنه هو المستحق للعبادة، وأن العبادة حقه دون غيره فلا يدعى إلا الله، ولا يستغاث إلا به، ولا يصلى إلا له.. إلى غير ذلك من أنواع العبادة، وهذا هو توحيد الألوهية.
  • الإيمان بأسمائه وصفاته وأنه -سبحانه- لا شبيه له، ولا كفء له ولا ند له، وأن الواجب إثبات أسمائه وصفاته الواردة في القرآن العظيم أو السنة الصحيحة على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل بل على حد قوله -سبحانه-: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى من الآية: 11).
 

قيمة الوقت في الإسلام

         الإسلام لا يعرف الفراغ في الأوقات والأعمال، ولا يعرف ذهاب الأعمار فيما لا يعود على الإنسان بالنفع العاجل أو الأجل، لأن أعمال الدنيا والآخرة في الإسلام أمران متلازمان؛ فالمسلم إما في عمل دنيوي أو أخروي حتى التفكير والاعتبار في ملكوت الواحد القهار، فينشأ عنه خشوع وتدبر وأذكار؛ فقيمة الوقت في الإسلام، مرتبطة بعمر الإنسان وبمرحلة الشباب خصوصا؛ فهي أغلى مرحلة وأثمنها.  

سبب رسوخ العلم

         قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: على المتعلمين أن يعدوا لهذا العام الجد، والنشاط، وأن يحرصوا ما استطاعوا على تحصيل العلم من كل طريق وباب، وأن يبذلوا غاية الجهد لرسوخ العلوم في قلوبهم، فيجتهدوا عليها من أول العام؛ ففي ذلك سبب لرسوخ العلم وتيسير حصوله.  

ابدأ بالأهم فالأهم

        قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: إن الإنسان يولد جاهلا، ويرزقه الله سمعا وبصراً وعقلا، ويكلفه أن يتعلم حتى يزيل الجهل الذي هو وصف له ذاتي، وليس عليه أن يحيط بكل المعلومات ويقرأ كل الفنون، وإنما عليه أن يبدأ بالأهم فالأهم، ويتعلم ما ينفعه، سواء في المدارس والجامعات أم في الحلقات، والمحاضرات والندوات، أم من الكتب والرسائل.  

ماذا نريد من شبابنا؟

         نريد من شبابنا أن يجتهدوا في التحصيل العلمي النافع، وأن يُطوّروا من مهاراتهم ويعملوا على تنمية طاقاتهم عبر العلم التخصصـي، والمهارات المكتسبة من دورات تدريبية متخصصة، تحقيقًا لقول الله -تعالى-: {اقـرأ باسم ربك الذي خلق}، فمن برع في مجال تخصصه العلمي (الطب أو الصيدلة أو الهندسة أو الفيزياء....) فقد خدم أمة حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم  - ونريد مع هذا العلم معرفة بالله -تعالى- ومخافة منه -سبحانه.

علمني شيخي

         يقول الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - فإذا قيل لك بما عرفت ربك؟ فقل بآياته ومخلوقاته {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} (فصلت: من الآية37)، ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهن، ومن مخلوقاته ما ذرأه في هذا الكون من البحار والجبال والبراري والأشجار والأنهار وغير ذلك مما لا تحيط به العقول، ولا يعلمه إلا الله -سبحانه وتعالى.  

العلم ميزان

        بالعلم توزنُ الأمور، ويُعرَفُ الحلالُ والحرامُ، وبه تميَّز الأحكامُ، ويُعرف الحقُّ من الباطل، والهدى من الضَّلال؛ ولهذا كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول كلَّ يوم بعد صلاة الصُّبح: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا صَالِحًا»، فبدأ بالعلم النَّافع؛ لأنَّه به يميِّز الإنسانُ بين الرِّزق الطَّيِّب والخبيث، وبين العمل الصَّالح والطَّالح، أمَّا إذا لم يكن مع الإنسان علمٌ نافعٌ، فكيف يميِّز بين حلال وحرام، وطيب وخبيث، وصالح وطالح؟  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك