رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ذياب أبو سارة 12 مارس، 2024 0 تعليق

رمضان طريقي إلى المغفرة والرحمة والعتق من النار – رمضان.. محطات.. وتأملات!

من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه  

قال الله -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، وها نحن أولاء،  قد أظلنا شهر رمضان، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه -سبحانه- على عباده بأنواع الكرامات، ويجزل فيه لأوليائه العطيات، شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فصامه المصطفى -صلى الله عليه وسلم -، وأمر الناس بصيامه، وأخبر -عليه الصلاة والسلام- أن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم، فاستقبلوه بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه، والمسابقة فيه إلى الخيرات، والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات، والتناصح والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى كل خير؛ لتفوزوا بالكرامة والأجر العظيم.

   

رمضان.. محطات.. وتأملات!

 
  • من نعم الله العظيمة على المسلم أن يبلغه شهر رمضان شهر الرحمة والرضوان والعتق من النيران وأن يوفقه للصيام والقيام وصالح الأعمال
  • لقد عرف السلف الصالح قيمة شهر رمضان المبارك فشَّمروا فيه عن ساعد الجِد واجتهدوا في العمل الصالح وسارعوا إلى الخيرات طمعاً في مرضاة الله عز وجل
  • خصَّ الله عز وجل شهر رمضان بالكثير من الخصائص والفضائل فهو شهر نزول القرآن والجود والإحسان وهو شهر التوبة والمغفرة والعتق من النيران
  •  كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات فكان يكثر فيه من الصدقة وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف
  • اعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين ووفى بحقوقهما وصبر عليهما وُفِّي أجره بغير حساب
  • شهر رمضان له خصوصية مع القرآن الكريم ولذا حرص السلف رحمهم الله على الإكثار من تلاوة القرآن فيه
  • ينبغي للمسلم أن يستقبل شهر رمضان بالفرح والسرور والاغتباط وشكر الله تعالى أنْ بَلَّغَه إياه فجعله من الأحياء ووفَّقَه إلى صيامه
   

من نعم الله العظيمة على المسلم، أن يبلغه الله شهر رمضان، شهر الرحمة والرضوان، والعتق من النيران، وأن يوفقه للصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يمنَّ عليه بالتوبة من الذنوب والعصيان، قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على مَنْ أقدره الله عليه، فمن رحم في رمضان فهو المرحوم، ومن حُرِمَ خيره فهو المحروم، ومَنْ لم يتزوَّد لمعاده فيه فهو ملوم.

      وقد خصَّ الله -عز وجل- شهر رمضان بالكثير من الخصائص والفضائل؛ فهو شهر نزول القرآن، والجود والإحسان، وهو شهر التوبة والمغفرة والعتق من النيران، وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان أَوَّل لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رمضان، صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النار فَلَمْ يُفْتَحْ منها باب، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ منها باب، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، ولله عُتقاءُ من النَّار وذلك كل ليلة».

التسمية والمشروعية

يعود أصل اسم (رمضان) إلى اللغة العربية، ويرتبط بمعنى (الحرارة) أو (الحرص)، ويرجع اسمه إلى العصر الجاهلي؛ حيث كان يستخدم في بعض الأحيان لوصف فصل الصيف الحار. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وأما اشتقاقه، فقال القاضي: قيل: سُمِّي رمضان؛ لأنه يرمُض الذنوب؛ أي: يحرقها ويُهلِكها.

فرض الصيام في السنة الثانية للهجرة

        وقد شُرع صوم شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، قال -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة: 185).

من خصائص رمضان

خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها: - خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. - تصفد فيه الشياطين. - تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار. - فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله. - لله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة من رمضان.

من فوائد رمضان

  • التقوى والتحكم في النفس: يعلمنا رمضان كيف نتحكم في رغباتنا ونمارس الصبر والتحمل، مما يعزز القدرة على السيطرة على النفس في مواجهة تحديات الحياة.
  • تقدير نعم الله -تعالى: يذكرنا رمضان بقيمة الطعام والشراب والراحة؛ مما يعزز الشعور بالامتنان والتقدير لنعم الله علينا.
  • تعزيز العلاقة بالله -تعالى: يمنحنا رمضان الفرصة لتعزيز علاقتنا بالله -عز وجل- من خلال العبادة والذكر والدعاء؛ مما يعزز الروحانية والسكينة الداخلية.
  • التضامن والتكافل: يعلمنا رمضان أهمية التضامن والتكافل الاجتماعي؛ حيث نشعر بالمسؤولية تجاه الفقراء والمحتاجين، ونسعى لمساعدتهم بالوسائل الممكنة.
  • تحقيق الهدوء والسكينة: يساعدنا رمضان على التركيز والتأمل والابتعاد عن الضغوطات الحياتية، مما يساعد في تحقيق الهدوء النفسي والسكينة الداخلية.
  • التواصل الأسري والاجتماعي: يعزز رمضان الروابط الأسرية والاجتماعية من خلال مشاركة الوجبات مع الأسرة والأصدقاء وتبادل الزيارات والتواصل الدائم.
  • الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية: احرص على الحفاظ على صحتك النفسية والجسدية خلال شهر رمضان، من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على توازن غذائك، والبحث عن الراحة النفسية، والبعد عن ضغوطات الحياة.

رمضان شهر القرآن

       شهر رمضان له خصوصية مع القرآن الكريم، كما قال -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (البقرة:185)؛ ولهذا حرص السلف -رحمهم الله- على الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان، وكان الزهريُّ إذا دخل رمضان يفرُّ من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، ويُقبِل على تلاوة القرآن من المصحف.

رمضان فرصة للتغيير

        قال العلَّامة العثيمين -رحمه الله-: الإنسان إذا ربَّى نفسه طيلة شهر رمضان على ترك المُحَرَّمات، فسوف تتربَّى نفسه على ذلك في المستقبل، فهو مدرسة للنفس، تتمرَّن فيه على ترك المحبوب بمحبَّة الله -عزوجل- أي: لأن الله يُحِبُّ ذلك، فإذا مرَّن الإنسان نفسَه في هذا الشهر كاملًا على ترك المألوف والمحبوب لنفسه، تبعًا لرِضا الله -عزوجل- ومحبَّته، فإن النفس سوف تتربَّى، وسوف تتغيَّر، وسوف يكون رمضانُ بمنزلة النار لصَهْر الحديد والذهب والفضَّة، حتى يخرج خالصًا نَقِيًّا من الشوائب. ورمضان -بحق- دورة تدريبية لتطوير الذات وتنمية القدرات وتدريب الإنسان على زيادة قدرته على الصبر، وضبط النفس؛ ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائمٌ..». وقد يسيطر على الإنسان بعض العادات والسلوكيات الخطأ في سائر العام، ويأتي رمضان ليكون أفضل فرصة للتخلص من تلك العادات السيئة.

الهدي النبوي في رمضان

  • قال ابن القيم: «وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل -عليه السلام- يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريلُ أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور».
  • كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، ويحث أصحابه على البحث عنها والاجتهاد في العبادة فيها.

من أقوال السلف عن شهر رمضان

للسلف -رحمهم الله- أقوال كثيرة عن شهر رمضان، نورد بعضها هنا لمزيد الفائدة والاتعاظ:
  • قال عبدالعزيز بن مروان -رحمه الله-: كان المسلمون يقولون عند حضور شهر رمضان: اللهُمَّ قد أظلَّنا شهر رمضان وحضر، فسَلمْه لنا، وسلِّمْنا فيه، وارزقنا صيامه وقيامه، وارزقنا فيه الجد الاجتهاد والقوة والنشاط، وأعِذْنا من الفِتَن.
  • قال الإمام ابن رجب -رحمه الله-: لما سُلْسِل الشيطان في شهر رمضان، وخمدت نيران الشهوات بالصيام...لم يبق للعاصي عذر. يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشَّعي، يا شموس التقوى والإيمان اطلعي... كم يتوالى علينا شهر رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوة! لا الشباب منا ينتهي عن الصبوة، ولا الشيخ ينزجر عن القبيح فيلتحق بالصفوة، أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة؟
  • قال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-: أيها الغافل عن الثواب الكبير، والساهي عن الملك الكبير، واللاهي عن لباس السُّنْدُس والحرير... أتاك شهر رمضان، المتضمن للرحمة والرضوان، وأنت مُصِرٌّ على الذنوب والعصيان، مقيم على الآثام والعدوان، متمادٍ في الجهالة والطغيان، متكلم بالغيبة والبهتان، متعرض لسخط الرحمن، قد تمكن من قلبك الشيطان، فألقى فيه الغفلة والنسيان، فأنساك نعيم الخلد والجنان، فظللت تعمل أعمال أهل النيران؛ فإن كنت...كذلك، فكيف ترجو الفوز بالرضوان، والحلول في دار الخلد والأمان، والخلاص من دار العقوبة والهوان؟!...فخمص بطنك عن أكل الرِّبا والحرام، وأحبس لسانك عن الوقوع في جماعة الإسلام، وغُضَّ طرفك عمَّا هو عليك من أعظم الآثام، وهو النظر إلى ما لا يحل لك من حرم الأنام، وامتثل ما أمرك به أحكم الحُكَّام.
  • قال الإمام الطبري -رحمه الله-: قيل لشهر رمضان: (شهر الصبر)؛ لصبر صائميه عن المطاعم والمشارب نهارًا.
  • قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: اعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين ووفى بحقوقهما وصبر عليهما، وُفِّي أجره بغير حساب.

أحكام رمضانية

  • قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: كان من هديه - صلى الله عليه وسلم - ألَّا يدخل صوم رمضان إلا برؤية مُحقَّقة، أو بشهادة شاهدٍ واحد.
  • سُئل العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز: هل يُكبَّل شياطين الإنس في رمضان؟ فأجاب -رحمه الله-: ما بلغني، والواقع يشهد بأنهم قد يزدادون في رمضان، وشياطين الإنس أشد من شياطين الجن، فشياطين الجن تذهب بالاستعاذة، ويشهد لذلك أن الله ابتدأهم {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ } (الأنعام: 112).
  • قال ابن رجب الحنبلي: «إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاثٍ على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضَّلة كشهر رمضان، والأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحبُّ الإكثار فيها من تلاوة القرآن، اغتنامًا لفضيلة الزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة».

مشروعية الفرح برمضان

  • جاء في لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه بقدوم رمضان، كما خرجه الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه يقول: «قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها، فقد حرم».
  • قال شيخنا ابن باز -رحمه الله-: شهر رمضان شهر كريم، فيه خير عظيم، فالتهنئة به لا بأس بها، والحمد لله، مثل ما يُهنأ بالولد، كل هذه أمور بين المسلمين لا بأس بها، ولا أعلم شيئًا معينًا لاستقبال رمضان سوى أن يستقبله المسلم بالفرح والسرور والاغتباط، وشكر الله أنْ بَلَّغَه رمضان، ووفَّقَه فجعله من الأحياء الذين يتنافسون في صالح العمل.
  • قال شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله-: الواقع أن المسلمين يفرحون برمضان على وجهين: الأول: مَن يفرَح برمضان؛ لأنه يَنْشَطُ في رمضان على العبادة، ويُكثِرُ من العبادة، وهذا لا شكَّ هو الأصل، وهو المقصود، وهو الطيِّب، والوجه الثاني: من يفرح برمضان؛ لكثرة خيراته، وكثرة نِعَم الله -عز وجل-، وعفوه عن عباده، ولِما فيه من الأسباب الكثيرة التي يَغفِر الله بها للإنسان كالصيام مثلًا، والذي ينبغي للإنسان أن يفرح برمضان للأمرين معًا، فيفرَح لأنه ينشَط على العبادة ويُكثِر منها ويتعبَّد لله -عز وجل- بقدر ما يستطيع، ويفرح به أيضًا؛ لِما فيه الخيرات والبركات ونِعَم الله -عز وجل-؛ فإن فيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر.

الجود والصدقة في رمضان

  • قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم.
  • ذكر ابن أبي مريم عن أشياخه: أنهم كانوا يقولون: إذا حضر شهر رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة، ومن أبرز صور الإنفاق المشروعة إطعام الطعام كما قال الله -تعالى-: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً (9)}، وكذلك تفطير الصائمين: قال - صلى الله عليه وسلم -: «من فطر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء».
 

خلاصة القول

       لقد عرف السلف الصالح قيمة شهر رمضان المبارك، فشَّمروا فيه عن ساعد الجِد، واجتهدوا في العمل الصالح، وسارعوا إلى الخيرات، طمعاً في مرضاة الله -عز وجل-؛ ولذلك ينبغي للمسلم أن يتنبه إلى مواسمَ الخيرات فيغتنمها ولا سيما شهر رمضان، ويحرص فيه على العبادة وعلى مكارم الأخلاق والإقبال على الله، وما هي إلا أيام معدودة، وفي ذلك يقول ابن الجوزي -رحمه الله-: اغتنم شهر رمضان المتضمن بالرحمة والرضوان، وانتبه من نومك؛ فإن ربَّك كريمٌ غفور، إلى أي وقت تعانق حوبتك، ولأي يوم تُؤخِّر توبتَك، إلى حول حائل، أو إلى عام قابل، كلَّا والله ما إليك الأقدار، ولا بيدك المقدار، لعلَّك إذا انقضى عنك شهر الصوم، لم يبق من عمرك إلا يوم، أين من كان معكم في رمضان الماضي؟ أما أفنته آفات المنون القواضي، أيُّها الغافل عن فضيلة هذا الشهر اعرف زمانك، يا كثير الحديث فيما يؤذي احفظ لسانك، يا مسؤولًا عن أعماله اعقل شانَك، واطلب في هذا الشهر الرِّضا.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك