رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 19 فبراير، 2024 0 تعليق

رغم التحذيرات الدولية بكارثة إنسانية – غارات مكثفة على رفح المكتظة بمخيمات النازحين

  • ارتكبت قوات الاحتلال خلال 24 ساعة 19 مجزرة ضد قطاع غزة أدت إلى استشهاد 164 فلسطينيًّا ووقوع 200 جريح تزامنًا مع قصف خان يونس
  • طالبت منظمة الصحة العالمية مجددًا بوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر وحذر صندوق النقد الدولي من تداعيات طول أمد الحرب في منطقة الشرق الأوسط
  • قتل في هذا القصف أكثر من 100 فلسطيني وأصيب العشرات معظمهم نساء وأطفال وتناثرت أشلاء القتلى في الأماكن المستهدفة من شدة القصف وملأت سحب الدخان الكثيف أجواء المدينة
  • الهجوم المكثف على مدينة رفح يُعد استمرارا في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري التي يشنها المحتل ضد الشعب الفلسطيني
 

بات سكان مدينة رفح الفلسطينية التي يقيم فيها نحو 1.3 مليون نازح، إضافة إلى نحو 250 ألفًا من سكانها الأصليين، في مساحة لا تتعدى 64 كيلومترًا مربعًا، مهددين بالتهجير وسط مخاوف من وقوع مجازر جديدة، وذلك بعد القصف الإسرائيلي العنيف وغير المسبوق الذي تركز في المناطق الشمالية لمدينة رفح من قبل قوات الاحتلال، وفي محيط مسجد الرحمة بمخيم الشابورة في رفح، كما قصفت الزوارق الحربية شاطئ البحر.

       حيث شنت الطائرات الحربية والبوارج البحرية والمدفعية للمحتل فجر الاثنين 12 فبراير 2024، غارات مكثفة ومتزامنة تجاه منازل في رفح ومساجدها، لتخلف عشرات القتلى ومئات الجرحى ودماراً هائلاً ولا سيما في مخيم يبنا وسط المدينة، وقد قتل في هذا القصف أكثر من 100 فلسطيني وأصيب العشرات، معظمهم نساء وأطفال، وتناثرت أشلاء القتلى في الأماكن المستهدفة من شدة القصف، وملأت سحب الدخان الكثيف أجواء المدينة، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والمروحيات، وعُدَّ هذا الهجوم استمرارا لحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، ودعا المراقبون إلى تحرك دولي عاجل لوقف العدوان.

استهداف المساجد والمنازل

       ووفقا لعدد من المراسلين، فقد دمرت الغارات مسجد الهدى في مخيم يبنا، ومسجد الرحمة في مخيم الشابورة، و14 منزلا سكنيا لعائلات المغير والمصري وأبو جزر وأبو الحصين وأبو رزق وآخرين في مناطق يبنا وخربة العدس والشابورة وتل السلطان وميراج ومنطقة مصبح ومخيم بدر، بينما نزح مئات الفلسطينيين إلى المستشفى الكويتي هربا من القصف العنيف.

صواريخ حارقة ومحرمة دوليا

       وقال مدير مستشفى الكويت في رفح صهيب الهمص: إن «قوات الاحتلال استخدمت في غاراتها على رفح صواريخ حارقة ومحرمة دوليا، مؤكدا وجود أعداد كبيرة من المصابين ببتر للأطراف، وتهتك في الدماغ وحروق».

آخر ملاذ للنازحين

وتعد رفح هي آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، وتضم أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني، بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى. بدورها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: إن «عدد القتلى في مجزرة رفح مرشح للارتفاع، لوجود مفقودين تحت أنقاض المنازل التي قُصفت على ساكنيها»، وأضاف الهلال الأحمر أن عملية نقل القتلى والمصابين تتم بطريقة بدائية؛ بسبب عدم وجود عدد كاف من مركبات الإسعاف لعمليات إنقاذ الجرحى بعد الليلة الدامية في رفح.

إبادة جماعية

      وأكد مراقبون أنَّ هجوم جيش الاحتلال على مدينة رفح، وارتكابه المجازر المروعة ضد المدنيين العزل والنازحين من الأطفال والنساء وكبار السن، التي راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل حتى الآن، يُعد استمرارا في حرب «الإبادة الجماعية» ومحاولات التهجير القسري التي يشنها ضد شعبنا الفلسطيني.

كانت صدمة كبيرة

      ويقف إمام مسجد الهدى عائد أبو حسنين، على أنقاض المسجد الذي دمرته غارات قوات الاحتلال في مخيم يبنا، ويقول: «كانت صدمة كبيرة، فقد استيقظنا منتصف الليل على أصوات القصف والاشتباكات العنيفة، والاهتزازات وكأن زلزالا ضرب المنطقة»، ويتابع أبو حسنين بنبرة حزينة: «القصف حول المسجد إلى ركام، ودمر المنازل الملاصقة والمحيطة؛ ما أسفر عن استشهاد نحو 12 مواطنا».

أشبه بزلزال مدمر

       ويقول الشاب محمد أحمد (18 عاما): «ما حدث أشبه بزلزال مدمر؛ فالمنطقة تحولت فجأة إلى دمار والدخان يتصاعد من كل مكان، وكأن حممًا بركانية انفجرت»، ويضيف: «علت أصوات النساء والأطفال الخائفين من القصف، وسادت حالة من الخوف أجواء المنزل والمنطقة بأسرها، والجميع كان يظن أن العملية العسكرية البرية على المدينة قد بدأت».

نحن مدنيون لماذا يقصفونا؟!

       أما الفلسطينية فاطمة قشطة (45 عامًا) بدت علامات الصدمة على وجهها بينما قالت بنبرة غاضبة: «نحن مدنيون لماذا يقصفونا؟! سقف البيت كاد يسقط على رؤوسنا ونحن نيام»، وتضيف قشطة لمراسل الأناضول: «مجزرة كبيرة ارتكبها الاحتلال في رفح خلال ساعة واحدة، أكثر من 80 شهيدا ومئات الإصابات وكلهم كانوا نائمين لا ذنب لهم».

منظمة الصحة العالمية

       في هذا الصدد، طالبت منظمة الصحة العالمية مجددًا بوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر، وحذر صندوق النقد الدولي من تداعيات طول أمد الحرب في منطقة الشرق الأوسط، وعبّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، (تيدروس أدهانوم جيبريسوس)، عن قلقه إزاء مخططات قوات الاحتلال باجتياح رفح، قائلًا: «أشعر بالقلق بصفة خاصة إزاء الهجمات الأخيرة على رفح؛ حيث فرَّ غالبية سكان غزة من الدمار. قدمنا حتى الوقت الحالي 447 طنا من الإمدادات الطبية إلى القطاع، لكنها مجرد قطرة في محيط الاحتياجات التي تزداد كل يوم».

كارثة رفح

       تعد رفح المتنفس الأخير للفلسطينيين؛ حيث فر إليها أكثر من نصف سكان قطاع غزة -البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة- إلى رفح هربا من القتال في مناطق أخرى، وتكدسوا داخل مخيمات مترامية، وملاجئ تديرها الأمم المتحدة بالقرب من الحدود مع مصر.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك