رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حاتم محمد عبد القادر 30 أغسطس، 2010 0 تعليق

رداً على صلاح فضل الذي وصف النقاب بـ «مرض نفسي» وفخ نصبه الإسلام السياسي: الإسلام كتاب وسنة .. وليس وهابيّاً أو بدويّاً أو سعوديّاً


إلى.. صلاح فضل:

• المعركة ضد النقاب في غير ميدان

• محاربو النقاب والفضائل أصابهم انفصام في الشخصية

• المنتقبات يحتللن اليوم أعلى المناصب العلمية والأدبية على مستوى العالم

• صلاح فضل لم يعد قادراً على مواكبة الحراك الاجتماعي للمسلمين

• النقاب بأموال النفط «الحلال» أفضل من محاربته بأموال «حرام»

• قبل خلعه .. هل كانت صفية زغلول منتقبة بأموال النفط؟!

 

     هل يقود د/ صلاح فضل، أستاذ النقد والأدب العربي المعروف التيار العلماني في الفترة القادمة، مستكملاً مسيرة من سبقوه أمثال فرج فودة ونصر حامد أبوزيد وسيد القمني وأحمد صبحي منصور وجمال البنا وحسن حنفي وغيرهم ممن صدموا المسلمين بأفكارهم ومعتقداتهم الفاسدة؟

هل سيستمر الصراع ويتطور إلى ما هو أفضل من الصراعات التي انتهت والقائمة حالياً؟

     كنا نظن أننا سنستريح ولو برهة من الوقت دون تجديد لمثل هذه الدعوات الباطلة، ولكن يبدو أنها ستستمر وستتجدد في مواجهة الدين الإسلامي من أعداء الأمة ومن وكلائهم بها.

      لقد أطل علينا أ.د/ صلاح فضل من خلال مجلة «آخر ساعة» في حوار صادم، جارح، طاعن حيث اعتبر سفور المرأة تقدماً  باعتباره مظهراً من مظاهر النهضة ومن علامات التقدم، مفسراً أن السفور يعني الخروج للتعليم ومعه استقبلت الجامعة الفتيات، يخرجن للعمل والحياة لا يمتلكها هذا الإحساس بالضعف الأنثوي  ولا الحساسية الشديدة تجاه جسدها المختلف عن جسد الرجل، واعتبر فضل أن الحجاب هو الذي أدى إلى نكسة حركة التنوير والنهضة المصرية.

       وسرد فضل عددا من القيم والأخلاقيات الإسلامية - بفلسفة معقدة لا يفهمها القارئ العادي – معتبراً أنها السبب في الردة الثقافية التي تشهدها مجتمعاتنا، وأننا نعود إلى زمن البداوة والرجعية الذي يسود فيه الفكر البدوي الوهابي السعودي – على حد تعبيره – الذي انتشر في غمار موجات الإسلام السياسي والمال النفطي السعودي وهجرة العمالة المصرية إلى دول الخليج كما قال في حواره لـ»آخر ساعة».

      لم يتوقف فضل في حواره عند هذا الحد .. بل في رده على سؤال متعلق بالنقاب أجاب بأن حالات النقاب حالات أمراض نفسية تحتاج إلى معالجة نفسية، وأن كل امرأة تشعر بأن وجهها عورة وأن عليها أن تخفيه تحتاج إلى طبيب نفسي، مستنداً إلى أقوال لعلماء الدين بأن النقاب عادة وليس عبادة، ويقول فضل في هذا بالنص « وأنا أضيف أنها عادة بدوية في بيئات غريبة عن مصر وعن المدينة المصرية والقرية المصرية لأنني عشت من القرية المصرية إلى المدينة المصرية ولم أر إنسانة طبيعية تتنقب، وهذا النقاب فخ من أفخاخ الجماعات الدينية مثل الشخصيات المفخخة، يبث في المجتمع لكي يشيع فكرة معينة، وللأسف هذه ألاعيب الإسلام السياسي والتعصب الديني، وليس لها علاقة بتطور المرأة ولا إسهامها في الحياة الاجتماعية». كما اعتبر فضل أن وجود المنتقبات دليل على ضعف الحكومة.

      بعد أن عرضنا لأهم ما تعرض له فضل في حواره لـ «آخر ساعة» لا نملك إلا أن نقول له: اتق الله، وندعو له أن يهديه المولى عز وجل؛ لأنه طرق باباً كان هو في غنى عنه ونحن أيضاً،  فلم يعد للأمة وعلمائها وقت للرد والمساجلات لهذه الشوائب التي هدمت الدين وأفسدت العقيدة عند من لم يهدهم الله للفهم السليم لصحيح الدين وشريعته.. وهاهو فضل بعد اختفاء وصمت طويلين يظهر ليمسك زمام الحروب العلمانية وتفويضاً عنها في مواجهة الإسلام، ولكن  لماذا يجدد هذه الدعوات في هذا الوقت تحديداً.  على أية حال مهما فعل فضل ومهما علا شأنه أو قل لن يفلح في أن يجعل من كلامه ملاذاً لمن يرتمي في أحضانه بعد أن رأى وأقر بنفسه  أن النساء يعدن إلى صوابهن وارتداء الحجاب أو النقاب الذي فيه العفة والشرف وصيانة الأعراض والذي اعتبره هو ردة وانحساراً وانتكاسة.

هجمة عالمية

      يقول أ.د/ محمد المختار محمد المهدي، إمام أهل السنة والجماعة بمصر: عادت المعركة لتدور من جديد حول النقاب وهي معركة في غير ميدان، لأن الإجماع على أن النقاب فضيلة والحجاب فرض، والشيخ الألباني نفسه له كتاب في هذا الأمر أوضح فيه أنه لا يوجد نص صريح صحيح يوجب النقاب، إذاً فالمسألة محسومة ولا داعي لإثارتها كل فترة، ولكن الهجمة على النقاب عالمية وهنا أصوات في عالمنا العربي والإسلامي تسير على درب هذه الدعوات العالمية وتعمل لصالحها.

      أما عن أن هناك إسلاما سياسيا واَخر صدّرته المملكة العربية السعودية وأنفقت عليه من أموال النفط لسيادة الفكر الوهابي السعودي، مقابل تراجع الفكر المصري التقدمي العروبي وما إلى ذلك من هذا الكلام، فهذا كلام مرفوض تماماً فنحن نرفض هذا التقسيم ونقول إن الإسلام كتاب وسنة وعلى المذاهب الأربعة، أما التقسيمات الجغرافية فلا مكان لها في التشريع.

صمت دهراً ونطق فُجْراً

     ويقول الشيخ أبو إسلام أحمد عبدالله، رئيس مركز التنوير الإسلامي : لقد كتبت أكثر من 15 عاماً أن صلاح فضل من الشخصيات التي تحمل من المؤهلات الثقافية ما لا يؤهله لأن يفتي في غير مستنقع الحداثة والحداثيين ومعاداة الديانات والثأر الشخصي لحساب من علموه ومنحوه هذه المؤهلات من أعداء الأمة، ولقد صمت صلاح فضل دهراً ونطق فجراً، فهو لو عرف معنى العرض ومعنى اللحم المكشوف لزوجته أو ابنته ما قال ذلك، فهؤلاء الناس يعيشون في بيئة مصاحبة بالإحساس بالدونية رغم مؤهلاتهم الثقافية العليا، ويستشعرون من معارفهم الثقافية أن الإسلام هو الحق والعدل والخلق والقيمة والفضيلة، فأصابهم نوع من أنواع انفصام الشخصية والصراع الداخلي  بين القيم السامية التي يدعو إليها الإسلام وبين الرغبات المشبوبة والمشبوهة في تقليد الغرب والغربيين ومن علّموه وثقّفوه .

       إن ما ادعاه  صلاح فضل عن مرض المنتقبات هو نوع من إسقاط ما في نفسه المريضة تجاه الإسلام والمسلمين على الملتزمات في المجتمعين المصري والعربي، وأصاب العمى بصره وبصرية أ.د/ صلاح فضل عن أن المنتقبات اليوم يحتللن أعلى المناصب العلمية والأدبية والاجتماعية معنوياً ووظيفياً، ليس في مصر وحدها بل على مستوى العالم، إلا أنه قد استمرأ تعطيل ثقافته الخاصة وما زال يعيش في ماضيه قبل ربع قرن، ولم يعد قادراً – لكبر سنه – على مواكبة الحراك الاجتماعي للمسلمين على مستوى العالم.

      وقد هاجم صلاح فضل  في حواره التيارات الدينية وبخاصة أتباع الفكر السلفي الذي وصفه بالفكر البدوي الوهابي السعودي وما صاحب موجة الإسلام السياسي وموجة المال النفطي من السعودية على وجه التحديد وموجة هجرة العمالة المصرية للخليج وموجة انعزال مصر بعد كامب ديفيد، وتقدم المملكة العربية السعودية لتتقدم حركة الوطن العربي وتنراجع النهضة القومية والقيادة والزعامة المصرية .. كل هذا رآه فضل أسباب لأن يتخذ أصحاب التيار الديني  من عودة المرأة للحجاب رمزاً لانتكاس العروبة وانتكاس النهضة ولحساب سيادة الفكر البدوي الوهابي السعودي، باعتبار أن المرأة هي المنطقة الحساسة في المجتمع ولأن هذا نسبياً أرضى غرور الرجل.

     وفي ذلك يقول الشيخ أبو إسلام أحمد عبدالله: أوافق على أن أموال النفط يبلغ أثرها من خلال تلك البقع النفطية التي تعلو رأس كل نقاب في مصر والعالم الإسلامي ونقول له: عيب عليك أن تردد هذه المصطلحات الشيوعية الماركسية التي عفا عليها الزمان، فإن كان المصريون أخذوا النقاب من نفط السعودية فهو مال حلال، وتبقى الدائرة لتدور على من يحاربون النقاب بأموال حرام وعمالة وخيانة للأمة وتاريخها، ونحسب أن زوجات النبي [ وزوجات الصحابة والتابعين ارتدين النقاب قبل النفط بثلاثة عشر قرناً من الزمان .

زي بنات الذوات

      ويتساءل الشيخ أبو إسلام: هل كانت أم د/صلاح فضل سافرة لأن نقاب النفط لم يصبها؟! ولكن من المؤكد أن جدته رحمها الله كانت ترتدي النقاب الذي كان حينذاك قبل مائة عام فقط هو زي بنات الذوات والطبقات المحترمة، وأن السفور هو سمة الرعاع والطبقة الدنيا من النساء، وكان ذلك حتى أن قام شيخه وسيده في العلمانية سعد زغلول بتعرية زوجته أمام الشعب جميعاً وفاءً للمحتلين الإنجليز والفرنسيين معاً حتى لو ادعوا أنه كان ممثلاً للشعب .

      ونسأل صلاح فضل:  هل كانت هناك بقعة زيت على نقاب صفية زغلول قبل أن تخلعه؟!.. إن د/ فضل وأمثاله قد أفلسوا وانذوت صورهم عن الإعلام، وكل من أراد أن يعود للضوء والإعلام ما أصبح عليه إلا أن يرفع عقيرته ويطعن في أصل الدين أو هيئته .

      وعلى العموم كان أولى به أن يستر سوأته ويغطي عرضه ليس بالنقاب، ولكن ولو بقطعة قماش ونسميها شيئاً غير النقاب؛ فإن نساء العلمانيين إرضاءً للعلمانيين ليست القضية عندهم النقاب، وإنما هي الرغبة الجامحة في تعرية الصدور والأفخاذ، فإن عز عليهم النقاب فليستروا شيئاً من لحم الأعراض.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك