رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 25 يوليو، 2010 0 تعليق

رئيس مركز البحث العلمي الإسلامي في لبنان د. سعد الدين الكبي: هناك من يقدم مصالحه الخاصة على المصالح العليا للمجتمع اللبناني

 

 

أكد مدير معهد الإمام البخاري للشريعة الإسلامية ورئيس مركز البحث العلمي الإسلامي بلبنان د. سعد الدين الكبي أن لبنان به خليط طائفي قد يتسبب في أزمات متجددة ومتلاحقة ومتكررة، مشيراً إلى أن بعض الجهات تقدم مصالحها الخاصة على مصالح المجتمع بشكل عام.

وأوضح أن أهل السنة في لبنان يشكلون الأغلبية؛ إذ يزيد عدد الناخبين منهم عن الروافض بنحو 157 ألفا، وهذا وفق إحصائيات رسمية تم الحصول عليها من كشوف الناخبين في لبنان، ولا سيما أن هناك من يحاول إخفاء الحقيقة وإظهار خلافها.

وقال: إن الدعوة الإسلامية استفادت من الفضائيات، ولا سيما في لبنان، علماً بأننا بوصفنا دعاة لم نتمكن من الظهور على الفضائيات اللبنانية.

وحث الأسرة على الارتباط بالمسجد؛ لأنه المدرسة الأولى التي تخرج فيها العلماء، والفقهاء، والقادة، ورواد الحضارة.

وأشار إلى أن الإسلام جعل المسجد الميدان الفسيح لاكتساب الأمن.

وإلى التفاصيل:

 

> في البداية نريد أن تقيّم لنا الوضع في لبنان في هذه المرحلة؟

< كما يعلم الجميع فإن لبنان به خليط طائفي، وبالتالي هذا الخليط قد يتسبب في أزمات كثيره متجددة ومتلاحقة ومتكرره، ولا سيما أن بعض الجهات تقدم مصالحها الخاصة على مصالح المجتمع عموما، وبالتالي ينشأ عن ذلك الحرص على المصالح الشخصية ومشكلات أمنية وسياسية وربما مشكلات إقتصادية.

> وماذا عن الدعوة الإسلامية في لبنان؟

< الدعوة الإسلامية منتشرة في لبنان والحمد لله؛ فهي في تقدم وفي تحسن مستمر على الرغم مما يعانيه المسلمون في لبنان من ضائقة اقتصادية، والمشكلات الأمنية التي تؤثر بدورها أيضاً على واقع الدعوة الإسلامية، ولكن من حيث العموم فإن الدعوة تتقدم والمؤسسات الإسلامية في ازدياد مستمر - والحمد لله - والإقبال على المراكز والمساجد والمعاهد يتزايد بصفة مستمرة، وهذا يبشر بالخير بإذن الله تعالى.

> كم يبلغ عدد أهل السنة في لبنان؛ لأننا نطلع على أشياء مغلوطة تروجها وسائل الإعلام؟

< في الواقع أنني اطلعت على آخر إحصائية للناخبين في الانتخابات الأخيرة، وهذا إحصاء رسمي صادر عن جهة رسمية في البلاد، تفيد بأن عدد أهل السنة من الناخبين فقط يزيدون عن الروافض بحوالي 157 ألف ناخب، وهذه هي الحقيقة؛ لأن هناك من يحاول أن يخفي هذه الحقيقة ويبرز خلافها لأجل تحقيق مصالحه السياسية في لبنان، وأكرر أن أهل السنة أكبر طائفة موجودة في لبنان، وينتشرون في أماكن عديدة وهم أصل السكان في العواصم الثلاث في بيروت وصيدا عاصة الشمال، وفي صيدا عاصمة الجنوب، كما أن لهم وجوداً كبيراً في البقاع، ولهم وجود كبير أيضاً في القرى الجنوبية ولا سيما قضاء العرقوب، فهناك من يحاول إخفاء أن أهل السنة أكبر الطوائف الموجودة في لبنان ويظهر عكس ذلك لأغراض خبيثة.

> د. سعد، دعني أسألك بصراحة هل تجد الدعوة الإسلامية قبولاً في لبنان في ظل ما تعج به الساحة الإعلامية من فضائيات سافرة تورث ثقافة العري والانحلال؟

< الدعوة الإسلامية في لبنان تحمل علاجاً ناجعاً لمشكلات المسلمين وغيرهم، وأحب أن أوضح هنا حقيقة أن هذه الفضائيات ساهمت في تقدم الدعوة الإسلامية، وكما أنه يوجد فضائيات سافرة يوجد أيضاً فضائيات هادفة، تستضيف علماء أفاضل أحبهم الناس، وقد استفاد الناس من هؤلاء العلماء من خلال دروسهم وخطبهم وفتاويهم، وإن كنا نحن في لبنان لم نتمكن أن نساعدهم من خلال الفضائيات اللبنانية.

> هل لكم مواقف واضحة من البرامج الساقطة التي تقدم على الفضائيات اللبنانية مثل «ستار أكاديمي»؟

< لبنان يرفع شعار الحرية والديموقراطية، ولا نستطيع أن نمنع هذه الأشياء بشكل رسمي، ولكن لا شك في أن لنا توجيهات، وننكر هذه الأعمال ونوضح للناس الحكم الشرعي في مثل هذه الأشياء، لا سيما في الدروس والمحاضرات ومنابر الجمعة، وتم توزيع عدد كبير من الأشرطة التي تتناول هذا الموضوع، وقد استفاد الناس بهذا الجهد، والحمد لله.

> بصفتكم مديراً لمعهد يهتم بالدعاة.. هل من الأفضل أن نربي داعية منذ الصغر أم ندرب داعية كبيرا؟

< كلاهما مطلوب، ولكن الأصل أن نربي الناشئة على دين الله - عز وجل - وأن نغرس فيهم العلم الشرعي، وأن نحفظهم كتاب الله - عز وجل - وأن نربيهم على المعاني الإسلامية الفاضلة؛ لينشأ هذا الجيل على خيراً، ويكون بعيداً عن الفتن والمؤامرات التي تحاك ضده في هذا العصر، وهذا لا يعني أننا نتخلى عن الشباب والأجيال الصاعدة الذين أخذوا دورهم في المجتمع.

> كيف يمكن القضاء على فوضى الفتاوى، ولا سيما على الفضائيات؟

< هذا من أهم الأمور التي يجب أن ينتبه إليها الجميع، ولا سيما أننا في عصر من الصعب التحكم في وسائل الإعلام والإنترنت وخلافه.

والفتوى لها ضوابط والمفتي له شروط، وهذا الموضوع طويل جداً، ومن ثم يجب أن تتكاتف كل الجهات المعنية في القضاء على فوضى الفتاوى؛ لأن الفتوى قد تحدث شغباً في الساحة الإسلامية يؤثر على المجتمع كله.

> هل يمكن أن نتعرف على مكانة المسجد في الإسلام؟

< للمسجد في الإسلام مكانة عظيمة؛ حيث رفع الله قدره، وأعلى مكانته، وعظم شأنه، وأضافه إلى نفسه إضافة تشريف؛ قال تعالى: {وأن المساجد لله}، وأمر أن يذكر فيه اسمه، فقال: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه}.

وجعله أحب البقاع إليه سبحانه؛ كما في الحديث الذي رواه مسلم: «أحب البلاد إلى الله مساجدها». فهو قلعة الإيمان، وحصن الفضيلة، وبيت الأتقياء؛ كما في الحديث: «المسجد بيت كل تقي».

والمسجد هو الركن الركين للعلم، والمعين الذي لا ينضب؛ فهو منهل ينهل منه أفراد المجتمع ما يروي نهمهم، ويشبع رغباتهم، ويعطيهم قوة علمية، وشحنة إيمانية، تدفع عنهم الشكوك والأوهام، وتحميهم من سموم الأعدء، ونفثاتهم المحمومة المسعورة التي يحاولون بها الدس والتضليل.

وهو المؤسسة التربوية التي تربى فيها المسلمون الأوائل، فكانوا نادرة وقتهم، وآدب أهل عصرهم.

والمسجد ملاذ الخائفين؛ حيث ارتبط اسمه بالأمن ارتباطاً وثيقاً، فهو دار الأمان والطمأنينة؛ قال تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً}. وقال عن بيته: {ومن دخله كان آمناً}.

> كيف يمكن ربط الأسرة بالمسجد.. وما القاسم المشترك بينهما؟

< اهتم الإسلام بالمسجد، وعُني عناية كبيرة بالأسرة؛ فهي اللبنة الأولى من لبنات المجتمع، وبصلاح الأسرة يصلح المجتمع، كما أنه بأمنها يأمن المجتمع.

ومن هنا، فإن المسجد والأسرة مؤسستان يرتبط بعضهما ببعض، فمؤسسة الأسرة تنمي رابطة الدم، ولا سيما في مرحلتي الطفولة والتمييز، ومؤسسة المسجد تنمي رابطة العقيدة، ولا سيما في مرحلتي التمييز والبلوغ؛ ولهذا أمر الإسلام ولي المميز أن يأمره بالصلاة ليعتاد الذهاب إلى المسجد، وأن يضربه على تركها إذا بلغ عشراً؛ ليمتنع من التخلف عنه، ومن هنا فإن القاسم المشترك بين المؤسستين في التربية الأولية، يظهر في مرحلة التمييز، فصاحب رابطة الدم - وهو الولي - يأمره بالذهاب إلى المسجد، ويمنعه من التخلف عن الصلاة ليحقق ويضمن الأمن لأسرته؛ لأنه لا أمن ولا أمان للأسرة المسلمة ما لم ترتبط بالمسجد الذي يعتبر المؤسسة الأولى لتحقيق الأمن بتنمية الإيمان، والرقابة الذاتية، دون تكلف أجهزة أو بذل جهود.

> الإسلام اهتم بالمسجد والأسرة.. هل يمكن أن نتعرف كيف اهتم الإسلام بالأمن؟

< عني الإسلام بالمسجد والأسرة، وعني عناية كبيرة بالأمن، فهو الوعاء الذي تنشأ في حضانته الأسرة وتترعرع، فقد امتن الله على أهل الحجر وهم قوم صالح، بنعمة المسكن والأمن، فقال تعالى: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين} (الحجر: 80-82)، أي: بيوتاً آمنين فيها من المخاوف.

والأمن هو  الطريق إلى إقامة الصلاة، وأداء العبادات، ولولا الأمن لتعطلت الصلاة في المساجد، ولما تمكن الحجاج والعُمّار من  السير إلى بيت الله الحرام، بل قد بين الفقهاء أن من شروط وجوب المسير للحج على من ملك زاداً وراحلة، أمن الطريق مما يخاف منه على نفسه وماله.

وإذا علمنا ما للأمن من أهمية في الحفاظ على الحياة، ومنها: الأسرة التي  تعد اللبنة الأولى والأهم في كيان المجتمع، فإن الإسلام تكفل بأمن الأسرة والحفاظ على اجتماعها ووحدتها وسلوكها وأخلاقها، وجعل المسجد الميدان الفسيح لاكتساب الأمن وتنعُّم الأسرة به، والإفادة من توافره.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك