رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 28 يوليو، 2010 0 تعليق

رئيس جماعة أنصار السنة بمصر الدكتور عبدالله شاكر لـــ «الفرقان»: التيار السلفي يثبت دعائم الدولة ويدعو الأفراد والجماعات لأن يكونوا وراء حكامهم المصلحين (2/2)

 

 

أكد رئيس جماعة أنصار السنة بمصر الدكتور عبدالله شاكر أن الخطاب السلفي أصبح الأكثر قدرة على اجتذاب الجماهير؛ لأنه خطاب متزن ومعتدل، مشيرا إلى أن التيار السلفي قائم على الحق وعلى الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والخلاف والعنف.

وقال في الجزء الثاني من حواره مع «الفرقان»: إن الدعوة السلفية دخلت إلى الشباب في الجامعات، وكان لها الفضل في تحجيم الصورة التي كان متعارفا عليها منذ الدولة الفاطمية من إقامة الموالد وتقديس الأشخاص وغير ذلك من الخرافات.

وأعرب عن أمله أن يقود التيار السلفي الدعوة في العالم ويقود الحركات الإسلامية، ولا سيما بعد القناعة التي أصبحت لدى الحكام والشعوب بأنها الدعوة الحق التي تدعو إلى أن تكون هناك «توأمة» بين الأفراد والشعوب والدول والحكومات.

وأوضح الدكتور شاكر أن الدعوة السلفية هي الوحيدة التي تستطيع أن تواجه قضايا العصر، مشيرا إلى أنها توظف القرآن والسنة بفهم في علاج قضايا الواقع الذي نعيشه.

وبيّن أن البهائية والقاديانية هما أفراد قليلون ليس لهم تأثير وهم أصحاب اتجاهات منحرفة، وإلى بقية الحوار:

 

> كيف تفسر تمدد الخطاب السلفي في شرائح اجتماعية ظلت بعيدة تقليديا عن تأثيره؟ وكيف أصبح هذا الخطاب الأكثر قدرة على اجتذاب الجماهير؟

< الخطاب السلفي هو خطاب حاضر وموجود بين المجتمعات في العالم أجمع.

وأحب أن أبين هنا أن الدول أدركت أهمية الدعوة السلفية القائمة على الحق؛ لأن الاتزان والاعتدال والتوسط والتمسك بالحق الذي جاء من عند الله تعالى ستدفع الناس دفعا إلى السكينة وإلى الطمأنينة وإلى الهدوء ومحاربة القلق والنزاع أو الخلاف أو الفشل الذي يمكن أن تبتلى به بعض الاتجاهات أو بعض المؤسسات الإسلامية.

فالتيار السلفي تيار قائم على الحق وعلى الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والخلاف والعنف، ويدعو دائما إلى جمع كلمة الأمة؛ لأن الأمة حينما تعود إلى الكتاب والسنة ستجتمع، وهذا هو منهج الدعوة الإسلامية في العالم أجمع، وبالتالي الدعوة السلفية وجدت أرضا واسعة ويلتف حولها الناس من كل حدب وصواب.

> بصفتكم رئيسا لجماعة أنصار السنة بمصر.. كيف تفسر حالة المد السلفي التي تجتاح العالم لاسيما العالم العربي، بل تخترق الجماعات والتنظيمات الإسلامية الأخرى؟

< لأنه ثبت فشل كل الدعوات الأخرى المناهضة للدعوة السلفية الحقة؛ لأنها دعوات منحرفة تعمل لمصالحها الخاصة، وقائمة على الأهواء، وعلى نزاعات شخصية ومآرب، ولا نريد أن نسمي شخصا بعينه؛ لأن الاتجاهات المنحرفة تريد أن تغزو العالم، وتريد أن تقلب الدول، أما التيار السلفي فيُثبت دعائم الدولة، ويدعو الأفراد والجماعات لأن يكونوا وراء حكامهم ووراء أمرائهم، وإلى زرع الخير في العالم، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة في داخل المكان الذين هم فيه، ومن هنا انتشرت الدعوة السلفية وتمدد الخطاب السلفي في المجتمعات.

> التيار السلفي أصبح له حضور في الساحة العربية والإسلامية؛ مما يجعله أحد الفاعلين الرئيسين داخل الحالة الإسلامية، ومن هذا المنطلق نسأل فضيلتكم: كيف يمكن للتيار السلفي قيادة الحركات الإسلامية الأخرى في المستقبل؟

< نحن نتطلع ببصيص من الأمل لأن يقود التيار السلفي الدعوة في العالم ويقود الحركات الإسلامية الأخرى، ولاسيما بعد القناعة التي أصبحت لدى الحكام والشعوب بأن الدعوة السلفية هي المنهج الحق، وبناء على ذلك - إن شاء الله - ستسود هذه الدعوة، وربما يكون هناك توجه لدى العديد من الدول إلى دعم الدعوة السلفية، وتجعل كل الهيئات قابعة تحت ظل هذه الدعوة السلفية المباركة؛ لأنها دعوة الحق ونبذ الخلاف والفرقة، ودعوة لأن تكون هناك «توأمة» بين الأفراد والشعوب والدول والحكومات. وغير ذلك، الذي يدعم الأمن في البلاد اليوم هو الدعوة السلفية بما تحمله من حق وخير وفهم للواقع واتباعها لكتاب الله وهدى رسول [.

> لا ينكر أحد دور الرموز السلفية في محاربة الأمية والجهل والخرافة والحث على اكتساب المعارف العلمية ونشر المدارس وإصدار المجلات والصحف، ما دور «أنصار السنة» بمصر في محاربة الأفكار المنحرفة كالصوفية وبناء الأضرحة والتبرك بها؟

< نعم هناك رموز سلفية تحارب الأمية والجهل والخرافة، وقد ضعفت قوة هذه الانحرافات الآن بسبب انتشار هذه الدعوة السلفية الصحيحة المباركة، وهذه الخرافات انتشرت عن طريق ما يعرف بالدولة الفاطمية، والدولة الفاطمية كان لها اتجاه معروف، وتعد من الدول الباطنية التي تقول بالظاهر والباطن، وتقدس أشخاصا أو علماء أو بعضا من آل البيت وغيرهم، وبالتالي حتى تنشر هذا الفكر أوجدت هذه القباب وأقامت الموالد حبا في الأولياء على حد زعمهم، وكل هذا يتنافى مع مبادئ الإسلام السهلة السمحة الميسورة.

ونحن لنا خطوات متعددة لمحاربة الجهل، ولا شك أن دعوتنا داخل الجامعات بين أوساط الشباب الذين تقوم عليهم أكتاف الأمة، كانت لها ثمرة جيدة للغاية أدت إلى تقليل وتحجيم هذه الصورة التي كانت متعارفا عليها.

ونحن لدينا طرقنا الخاصة لمحاربة هذه الأفكار الهدامة، من خلال المساجد التي يقارب عددها الآن ألفي مسجد، نحارب من على منابرها الخرافات والبدع، فضلاً عن الوسائل الدعوية الأخرى مثل المدارس والأسابيع الثقافية، ووسائل الإعلام المختلفة المتاحة لنا، والحمد لله أن ظاهرة الخرافات والتبرك بالقبور لم يعد لها وجود على الساحة، ولولا أن هيئة من المنتفعين يتاجرون بهذه القضايا ويقفون وراءها، لكان الحال على غير الحال الآن، ولكن بالصبر والمصابرة سنقضي بعون الله على هذه الظاهرة.

> ما مدى اهتمام أنصار السنة في مصر بالنساء الجامعيات والمنتقبات؟

< المرأة في الإسلام لها وضع ومكانة عظيمة ولا شك أن ذلك استدعى الاهتمام بهذه الشريحة الكبيرة داخل المجتمع، ولدينا داعيات يقمن بالدعوة إلى الله عز وجل ويقمن بتأليف بعض الكتب، ولاسيما في المسائل التي تتعلق بأحكام النساء بصورة خاصة، ومع أن عدد الداعيات لدينا لا يكفي الآن إلا أن الداعيات موجودات على الساحة الدعوية في مصر، ونأمل أن تكون هناك زيادة في ذلك لتعم الدعوة أرجاء مصر.

> ما دور الدعوة السلفية في إيجاد حلول لمشكلات العصر وقضاياه؟

< الدعوة السلفية الآن هي الدعوة الوحيدة التي تستطيع أن تواجه قضايا العصر؛ لأن فهم دعاة السلف للواقع ورجوعهم إلى التاريخ واستلهامهم للأحداث السابقة ورجوعهم إلى الأمة والعلماء الذين كانوا يواجهون المشكلات في أزمانهم بالقرآن والسنة، كان له عظيم الأثر في حل المشكلات، واستفادت الدعوة السلفية من التاريخ السابق، وأصبحت توظف القرآن الكريم والسنة النبوية بفهم في علاج قضايا الواقع الذي نعيشه، فالدعوة السلفية دعوة منفتحة، دعوة تعرف مصادر التشريع من القرآن والسنة والإجماع والقياس ودور الاجتهاد في النوازل التي تحدث، وبالتالي المجامع الفقهية الموجودة الآن تقودها هيئات سلفية دولية، تعرض عليها بين الحين والآخر المشكلات التي تطفو على السطح، وبالتالي تصدر فيها القرارات اللازمة، وهذه كلها دعوة سلفية قائمة على كتاب الله وهدي رسوله [.

> أثير مؤخرا في مصر موضوع البهائية والقاديانية.. من هما؟

< البهائية والقاديانية في مصر أفراد قليلون جدا، ولكن في الواقع يضخم هذا الوجود، وهؤلاء فئة قليلة استحوذ عليهم الشيطان، ولا نستبعد أن يكون في مصر ذات الـ 80 مليون نسمة أن يكون مثل هذه الاتجاهات المنحرفة موجودة، ولكنها نادرة، ولا أثر لهذه الطائفة على الإطلاق، والدولة نفسها تصدت لهم، وتاريخهم في مصر ليس وليد اليوم، فالشيخ عبدالرحمن الوتيد - رحمه الله - كان رئيسا لأنصار السنة في الستينات، أصدر كتابه البهائية وقدمه للرئيس جمال عبدالناصر ليوقف الدولة على خطر هؤلاء الناس، وما كان من الدولة في ذلك الوقت إلا أنها تتبعت هؤلاء البهائيين وأخرست أصواتهم.

> كيف ترى مستقبل العمل الخيري في ظل التضييق عليه بين الفينة والأخرى؟

< العمل الخيري سيستمر ويتواصل بسبب حنكة القائمين عليه وفهمهم لأبعاد القضية وابتعادهم عن أي مجال يمكن أن يؤثر في العمل الخيري، بمعنى أنه يجب أن تكون الأعمال الخيرية بعيدة كل البعد عن الاتجاهات الحزبية المنحرفة، لأن الاتجاهات الحزبية حتى وإن كانت في داخل الأمة الإسلامية مثار قلق، ولها آثار سلبية، ونحن بوصفنا سلفيين - الحمد لله - ندعوا إلى التوسط والاعتدال، لأننا نعرف جيدا موقعنا ومكاننا ونتعامل مع الآخرين في مجال العمل الخيري، حتى وإن كانوا مخالفين لنا في الدين، طالما لا يلحقون الضرر بنا، ومن هذا المنطلق نتعامل معهم بالمعروف؛ لأن الإسلام أمرنا بذلك، قال تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}. فالإسلام يدعوا إلى البر والقسط والعدل حتى مع المخالفين لك في الدين.

فالعمل الخيري باق طالما القائمين عليه يفهمون ذلك ويفهمون طبيعة التعامل مع المجتمعات الأخرى، حتى مع الاختلافات الدينية فلا شك أن العمل الخيري سيسلم من كل شر، ويتقدم، وكلما أرى أي نوع من أنواع التضييق على العمل الخيري من قبل الغرب، سرعان ما يتفهم الغرب الحقيقة الواضحة للعمل الخيري الإسلامي.

وكلما تم التضييق على العمل الخيري كلما زادت التبرعات واهتمام الناس والإصرار على التبرع أكثر لأن الناس تعلم جيدا ما طبيعة العمل الخيري الإسلامي.

> هذه الزيارة الثانية لفضيلتكم إلى دولة الكويت.. كيف وجدتها وماذا تقول عن إحياء التراث؟

< في الواقع أنني رأيت صرحا من صروح العمل الخيري الإنساني ووجدت عملا منظما، واهتماماً واضحاً بالعمل الخيري في دولة الكويت، ولاسيما جمعية إحياء التراث، وليس هذا فقط بل إن إحياء التراث تقدم للمجتمعات الإسلامية العقيدة الصحيحة؛ لأنها تتسم بالتوسط والاعتدال في كل أعمالها، بل إنها تحارب ما يعرف اليوم بالتطرف والعنف والإرهاب، وكم أصدرت من نشرات وعقدت مؤتمرات وأقامت ندوات وأصدرت كتب عديدة لتحارب الغلو والتطرف، لأنهما ليسا من منهج أهل السنة والجماعة، لأن جمعية إحياء التراث تدعم الفكر السلفي وتنطلق من الالتزام بكتاب الله وسنة النبي [ على وفق ما فهمه سلف هذه الأمة.

ويجب أن تُدعم الجمعية لحرصها على نشر العقيدة الصحيحة التي تحارب الإرهاب والتطرف والغلو وتحرص على الوسطية والاعتدال، فضلاً عن أننا لا نتصادم مع الحكام ولا مع الحكومات.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك