رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 26 يوليو، 2010 0 تعليق

رئيس جماعة أنصار السنة بمصر الدكتور عبدالله شاكر لـــ «الفرقان»: التعاون والتعامل الراقي بين الجمعيات الخيرية في الكويت ينم عن أن هذا البلد يحب عمل الخير

 

أوضح فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله شاكر الجنيدي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر أن الأزمات والآلام التي تصيب الأمة الإسلامية قد تكون عقوبة بسبب البعد عن الله تعالى؛ مشدداً على ضرورة تنمية الإيمان في القلب حتى يكون أثره على الإنسان واضحا.

وقال: إن التدخل في تفسير الأحلام ظاهرة غير صحيحة وتدخل وتطاول على الناس قبل غيرهم، وحذر الدكتور عبدالله شاكر في حوار خاص لـ«الفرقان» على هامش زيارته الأخيرة لدولة الكويت من الفتوى مجهولة المصدر، مؤكداً أن ذلك ترويجا للباطل.

وبين: إن الخرافة والسحرة والمشعوذين والدجل والعرافين من أخطر الأشياء على الدين، معللا ذلك بنهي النبي[ عن الذهاب لهؤلاء، مشيرا إلى أن الذي يعتقد أن الكاهن والعراف يعلم الغيب؛ فهذا مرتكب لكبيرة من الكبائر.

وأعرب عن سعادته بالتعامل الراقي المتميز والتعاون الموجود بين الجمعيات الخيرية في الكويت، مؤكدا أن العمل الخيري الكويتي وصل إلى العالم أجمع، وأن الشعب الكويتي له أياد بيض تمد يد الخير للفقراء في كل مكان، وهذا نص الحوار:

 

> في البداية نود أن نسأل: كيف يمكن للأمة الإسلامية الخروج من أزمتها وآلامها؟ وما الأولويات التي يجب أن تراعى في هذا الشأن؟

< لاشك أن الأزمة الإسلامية تعاني بعض الآلام، ولاشك أن هذا يعود إلى البعد عن الارتباط القوي بالله تبارك وتعالى؛ فلو أن الأمم والأفراد والشعوب والجماعات جعلت أولوياتها تنمية الإيمان في القلب والعمل على مقتضى هذا الإيمان، فلاشك أن الأمر سيتحسن كثيرا؛ لأن هذه الآلام قد تكون عقوبة من الله عز وجل؛ فإن الله تعالى ذكر بعض الأمم المكذبة للأنبياء والمرسلين، ثم أخذهم بالعداء والآلام نوع من العذاب.

وأشار إلى أن سبب العداء كان هو الذنوب؛ فلو أن الإنسان لديه إيمان قوي لما وقع في الآلام، حتى لو سقط فيها لما كانت بهذه الصورة ولا بهذا المستوى ولا على الطريقة التي نشاهدها الآن؛ فلنتذكر ما فعله الله بقوم صالح عندما قتلوا الناقة التي أرسل بها نبيه وكانت معجزة له، ولما اعتدوا عليها بالقتل، ماذا قال الله تعالى عنهم؟ قال: {فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها}.

فنحن أمة ندين بالإسلام والإيمان قائم في القلب وينطق به اللسان، ولكن بعض الناس يتخلفون عن إظهار هذا الإيمان لتحقيق العمل؛ فلابد من تنمية الإيمان في القلب حتى يكون أثره على الإنسان واضحا، وكذلك تترجم الجوارح ترجمة عملية ما قام في هذا القلب.

 

تفسير الأحلام

> فتحت بعض الفضائيات الباب أمام بعض من يدعي تفسير الأحلام يؤولون الرؤى، إما بالظن، وإما بالتخمين دون معرفة بهذا العلم؟

< في الواقع إذا كانت الفتوى التي تقوم على أمور مدروسة بمعنى أن المفتي قد درس الفتوى وأحضر الأدلة من القرآن والسنة وعرف ذلك، إلا أنه يحاول أن يبتعد عنها خشية الوقوع في الخطأ، وكان الصحابة يبتعدون عن الفتوى، فما بالنا اليوم نجد من يتجرأ على التدخل في تفسير الأحلام؟! هذه ظاهرة غير صحيحة مطلقاً؛ لأنه لا يوجد إنسان متخصص في الأحلام  ويقول بظنه ورأيه كل ما يمكن أن يشار إليه، وهذا في الحقيقة تطاول على الناس قبل غيرهم؛ فعندما تأخذ رؤياه وتدعي أنك قادر على اكتشاف الأحلام أو تفسيرها؛ فهذا رجم بالغيب، وأحب أن أضيف أن الكتب الموجودة في تفسير الأحلام والرؤى ونسبت إلى بعض أهل العلم، غير صحيحة.

> إذاً لا يوجد هناك شيء اسمه تفسير أحلام أو تفسير رؤى؟

< لا يوجد شيء مثل ذلك، والنبي[ كانت تعرض عليه الرؤى وكان يفسرها بما يتراءى له، والنبي[ يوحى إليه؛ فلا يجوز أن يأتي شخص غيره[ ويدخل في كل شيء، والنبي[ أخبر أنه إذا رأى الإنسان ما يحب فليحمد الله تعالى على هذه الرؤيا وليحدث بها من يحب.

 

فتاوى دون مصدر

> ما رأي فضيلتكم في الفتاوى التي ليس لها مصدر مثل فتوى الجوال وفتوى الهاتف؟

< إن السؤال عبر الهاتف لا شيء فيه؛ لأن المتصل يعرف الرقم ويعرف من سيتحدث معه، ومن الممكن أن أسأل عن اسم المفتي، ولكن لابد أن يكون المفتي أهلا للفتوى، أما فيما يتعلق بالفتوى عبر الجوال ولاسيما إن كانت مجهولة المصدر؛ فلا يجوز أن تنتشر بين الناس؛ لأن هذا به ترويج للباطل، والنبي[ يقول: «أجرأكم على الفتوى أجرؤكم على النار»؛ فالإنسان لا يخوض في الفتوى إلا إذا كان لديه علم، والله تبارك وتعالى يقول في كتابه: {ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}.

 

سحرة ومشعوذين

> د. عبدالله، نلاحظ انتشارا مخيفا للسحرة والمشعوذين في معظم البلاد العربية في ظل عدم وجود قوانين رادعة لهؤلاء، ما النصيحة التي يمكن أن تقدمها في هذا الجانب؟

< الخرافة دائما تجد مجالات عند كثير من الناس؛ لأن الخرافة تريح بعض الناس؛ فيميلون إليها؛ فالخرافة والشعوذة والدجل من أخطر الأشياء على الدين، ومن هنا نجد أن النبي[ نهى عن الذهاب إلى الكهنة والعرافين في أحاديث كثيرة وصحيحة؛ فالنبي[ يقول: «من أتى عرافا، فسأله عن شيء؛ لم تقبل صلاة أربعين ليلة».

أما من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - عليه السلام - كما جاء في الحديث الآخر؛ ولذلك عندما قيل للنبي[: إنا نأتي الكهان فيصدقون، قال: «ليسوا بشيء» وقال: «تلك الكلمة يلقيها الجن في أذن وليه فيصدق في مرة ويكذب في مئة مرة»، فهذا الكاهن ليس عنده الغيب، وإنما يكذب على الناس بما لا يعرف؛ لأنهم يتعاملون مع الجن والشياطين، والجن تسترق السمع، ثم بعد ذلك تلقى في أذن وليها وقد تكون صحيحة، ولكنه يصدق مرة ويكذب في مئة مرة، وهذا كلام النبي[؛ فعلينا الحذر غاية الحذر من الكهنة والعرافين؛ لأن هذا يمس معتقد المؤمنين.

وأحب أن أوضح هنا أن الذي يذهب إلى الكاهن والعراف فهذا يؤدي إلى خلل في عقيدته للغاية؛ لأنه ما ذهب إليه إلا لأنه يعتقد أنه ينفع ويضر، والنفع والضر بيد الله تبارك وتعالى.

وهناك أمر آخر في غاية الخطورة، وهو عندما يذهب الشخص إلى الكاهن والعراف بزعم أنهما يعلمان الغيب، وعلم الغيب لله وحده، ورب العالمين يقول: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}؛ فالذي يعلم الغيب هو رب العالمين وحده، والنبي[ كما في الصحيحين يقول: «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله»، فمن يذهب إلى الكاهن أو العراف بزعم أنه يعلم الغيب فهذا معتقد باطل.

> ما حكم من يذهب إلى الكهنة والعرافين؟

< إذا كان يعتقد أن الكاهن أو العراف يعلم الغيب؛ فهذا مرتكب لكبيرة من الكبائر، ولابد من إقامة الحجة عليه حتى يتعلم، أما إذا كان جاهلا فيعلّم.

 

المؤسسات الخيرية

> تتميز دولة الكويت بانتشار المؤسسات والجمعيات واللجان الخيرية ومراكز تحفيظ القرآن، فما النصيحة التي يمكن أن تقدمها للارتقاء بهذا العمل؟

< في الواقع لقد زرت الكويت مرتين والتقيت بإخوة في مؤسسات وهيئات خيرية تقوم بأعمال خيرية مختلفة، ولاسيما الاهتمام بالجوانب الدعوية وغيرها من كافة الأعمال الخيرية.

لقد رأيت مؤسسات تهتم بالإنسان وترعى الأيتام وتتسابق في سد حاجة المحتاجين، وأود أن أقول: إن هذا البلد بلد مبارك، وأهل هذا البلد الطيب لهم أياد بيض تمد يد الخير لمعظم دول العالم.

> ما الذي لفت نظرك في أعمال هذه اللجان المنتشرة في الكويت؟

 

تواصل وتعاون

< لفت نظري التواصل الموجود بين هذه المؤسسات والتعاون مع بعضها، وقد قمت بزيارة مؤسسات متعددة بمرافقة رئيس لجنة العالم العربي الأخ فهد الحسينان، ولمست من خلال زيارتي محبة الجهات الخيرية في الكويت للحسينان ولجمعية إحياء التراث الإسلامي، وهذا نادرا ما تجده في أي بلد آخر.

> كلمة تود أن توجهها لأحد؟

< للجنة العالم العربي بجمعية إحياء التراث التي تعمل بجد وإخلاص وتقدم أعمالا متميزة وتسد فجوة كبيرة في العالم العربي بأعمالها الخيرية من كفالة أيتام وبناء مساجد وكفالة دعاة ومساعدة المساكين وغير ذلك من الأعمال الخيرية المختلفة.

 

 

 

في العدد القادم

 

- كيف تفسر تمدد الخطاب السلفي في شرائح اجتماعية ظلت بعيدة تقليدياً عن تأثيره؟ وكيف أصبح هذا الخطاب الأكثر قدرة على اجتذاب الجماهير؟

- ما السبب الحقيقي وراء المد السلفي الذي اجتاح العالم؟

- كيف يمكن للتيار السلفي قيادة الحركات الإسلامية الأخرى في المستقبل؟

- هل لأنصار السنة دور في محاربة البدع والتبرك بالقبور، وما هي القاديانية والبهائية وما موقعهما في مصر؟

- هل للدعوة السلفية دور في إيجاد حلول لمشكلات وقضايا العصر؟

هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على رئيس جماعة أنصار السنة بمصر د. عبدالله شاكر في الجزء الثاني من حوارنا معه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك