رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حاتم محمد عبد القادر 1 أغسطس، 2010 0 تعليق

د. محمد إبراهيم المصري رئيس الكونجرس الإسلامي الكندي في حواره لــــ «الفرقان»: القــــوة في العالم الإسلامي كامنة.. وعلينا استنهاضها

 

 

تعتبر كندا من أكثر بلاد المهجر احتضاناً للمهاجرين من العرب والمسلمين، وبشكل خاص من حملة المؤهلات العليا والدكتوراه؛ لما هناك من فرص ومناخ يوفر التقدم والإبداع - كل في تخصصه - وقد نبغت بعض النماذج العربية و المسلمة هناك .

لعل هذه الأسباب وغيرها دعتنا لننتهز الفرصة لإجراء هذا الحوار مع أ. د/ محمد ابراهيم المصري ، رئيس الكونجرس الإسلامي الكندي، أثناء تواجده في مصر .

فقد أوضح المصري أننا نحتاج إلى خطة إسلامية لإحداث تغيرات كبرى تقوي عالمنا الإسلامي بعد ما وصل إليه من تفكك وانهيار .

وقد تطرق الحوار إلى عدد من الموضوعات حول أوضاع المسلمين في كندا وممارستهم الشعائر الدينية المختلفة وتواصلهم مع إخوانهم في بقية دول العالم الإسلامي، وموقفهم من قضايا الأمة الإسلامية الشائكة، والتعرف على طبيعة ودور الكونجرس الإسلامي الأمريكي في كندا.. إلخ، والتفاصيل في السطور التالية:

 

> كنت من المشاركين في مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر هذا العام ، كيف ترى الرؤية التي حاول المؤتمر أن يتناولها من خلال عنوانه « تجديد الفكر الإسلامي»؟

 < الحقيقة أنا لي ورقة بحث تشرفت بإلقائها وعنوانها «المسلمون الذين يقولون لا»، فهذا غير متواجد حالياً بين المسلمين، فليس هناك مجموعة ترفض الظلم والفقر والمرض والجهل وترفض أنواع الاستعمار الجديد، من استعمار عسكري إلى استعمار فكري إلى استعمار اقتصادي، فهذا مهم جدا بالنسبة للمسلمين أن يفهموا أن دينهم رحمة للعالمين فيقول الحق تبارك و تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، ليس رحمة للمسلمين فقط أو للعرب فقط ولكن رحمة للإنسانية جمعاء.

> قضايا الأمة الإسلامية كثيرة ومتشابكة.. لو تعرضنا لمواطن القوة والخلل كيف نضع أيدينا عليها؟

< طبعا القوة في العالم الإسلامي كامنة ولا تستغل في تقدم المسلمين، فالقوة التي ليس لها إدارة حكيمة هي قوة مهدرة، فثروات العالم الإسلامي مهدرة، الموقع الجغرافي والسياسي مهدر، السوق الإسلامية مهدرة وليست منظمة، الإنتاج الإسلامي في حالة يرثى لها، التقدم العلمي ليس على ما يرام. هناك خلل كبير في مقومات القوة الإسلامية التي كانت فعالة في أكثر من ألف سنة، من سنة 700 إلى 1700، حينما ذكر المسلمون أن من يقومون بنهضة لا بد أن يعتمدوا على مقومات القوة وفي نفس الوقت مقومات الوحدة فنجحوا في تحقيق الريادة والتقدم، ليس لهم فقط ولكن بالنسبة للإنسانية جمعاء.

> كيف يمكن استنهاض أو إحياء هذه القوة الكامنة في الأمة الإسلامية؟

< لا بد أن يعلم المسلمون أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال في الحديث الشريف: «من رأى منكم منكرا فليغيره...»، فالآن في لغة العرب الرؤية ليست رؤية العين ولكن الرؤية معناها المعرفة، فلا بد أن يعرفوا أولا، وبعد ذلك يقومون بالعمل وبذلك يحققون نصف الطريق والنصف الآخر يأتي بالوحدة الإسلامية التي تحقق القوة التي يعول عليها في التقدم.

> وأنت رئيس المركز الإسلامي في كندا، نود أن نتعرف على أحوال المسلمين هناك خاصة في هذا الظرف الراهن.

< المسلمون في كندا عددهم حوالي مليون من أصل 33 مليون نسمة هم تعداد سكان كندا، ومستوى التعليم بينهم عالِ؛ لأن قوانين كندا للهجرة تحتم على المهاجرين أن يكونوا خريجي جامعة وبذلك نكون نحن في مصاف المهنيين وأساتذة الجامعة والأطباء والمحامين ولدينا عدد لا بأس به أعضاء في البرلمان وأعضاء مجلس الشورى ومن يخدمون في الحكومة ومجالات أخرى متعددة .

> ذكرتم العام الماضي أن البرلمان الكندي وافق على تخصيص شهر أكتوبر من كل عام للتعريف بالإسلام وكأن أكتوبر 2008 هو الشهر الأول، نحب أن نتعرف على الفعاليات التي جرت خلال هذا الشهر للتعريف بالإسلام؟

< هذا الشهر هو طبعا لتقديم الإسلام والمسلمين للكنديين عموما، ونقوم فيه بنشاط ثقافي وتنظيم معارض كتب، أيضا في المدارس والجامعات نقوم بالتعريف بالحضارة الإسلامية، وأصدرنا كتبا دراسية تساعد المدرسين على تقديم المناسبات الإسلامية من عيد الفطر إلى العيد الأضحى إلى رمضان إلى السلوك الإسلامي في المسجد وفي الزواج و في الجنازة.. إلى آخره .

> نود أن نتعرف منكم كيف وافق البرلمان الكندي عل تخصيص هذا الشهر ودوركم في هذا؟

< الكونجرس الإسلامي الكندي مؤسسة غير حكومية عمرها 10 سنوات، والحقيقة أن وضع المسلمين في كندا بالنسبة للدول الغربية الأخرى لا بأس به لأن مستوى التعليم عال هناك، فقوانين الهجرة الكندية لا تسمح للمهاجرين بالحضور إلى كندا إلا إذا كانوا حاصلين – على الأقل – على درجة جامعية أولى أو ماجستير أو دكتوراه. أما بالنسبة لشهر أكتوبر، فالحقيقة أن الكونجرس الإسلامي الكندي حاول تخصيص شهر كامل لهذا الغرض للتعريف بالإسلام كدين وحضارة و تاريخ، وأنا أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم أن يتواصلوا معنا من خلال موقعنا على الإنترنت www.islamichistorymonth.com ونتواصل معهم، فهذا الموقع به تاريخ المسلمين حتى الحضارة الإسلامية الحديثة؛ لأن بعض المسلمين كما نعلم وصلوا لدرجة مرموقة وحصلوا على جائزة نوبل في الكيمياء وفي الطبيعة و في الاقتصاد. فنحن تواصلنا مع البرلمان الكندي الفيدرالي، ووافق العام الماضي على تخصيص شهر أكتوبر من كل عام للتعريف بالإسلام وحضارته؛ لأن حضارتنا الإسلامية تزيد على أكثر من 1000 سنة وقدمنا للعالم مجهودا هائلا في شتى فروع العلم و تطبيقاته في الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء والعمارة والفلك والرياضيات والفلسفة... إلخ وهذه الحضارة لا تخص المسلمين وحدهم، فنحن قدمنا هذه الحضارة للعالم كله وما زال يستفيد منها حتى الآن، فهذا الشهر شهر مهم، ونشكر الحكومة الكندية أنها تفاعلت معنا ووافقت على هذا، كم أن هناك 6 بلاد أخرى من المدن الكندية وافقت أيضاً على تخصيص شهر أكتوبر للتعريف بالإسلام.

> وما طبيعة التنظيم الهيكلي لهذا الكونجرس؟

< الكونجرس عمره 10 سنوات  وهو متخصص في المشكلات السياسية والاجتماعية بالنسبة للمسلمين في كندا، وعندنا مشروع كبير نسميه الاندماج الذكي، فعلى أساس أن المسلم في كندا يحاول أن يلتزم ويفخر بدينه وفي نفس الوقت يكون مواطناً صالحاً يهتم بمشكلات وقضايا بلده سواء الداخلية أو الخارجية. والكونجرس يمثل حوالي 75% من المسلمين الكنديين.

> باعتباركم من مسلمي الخارج.. ما انعكاسات الأوضاع وقضايا الأمة الإسلامية على المسلمين في الخارج؟

< طبعا المسلمون يعيشون أوضاع الأمة الإسلامية ، فمثلا الهجوم «الإسرائيلي» على غزة فهذا كان داعيا على أن نفكر كيف نساعد إخواننا الفلسطينيين سياسياً واجتماعياً  وفي الإعلام؛ لذلك أنشأت مع بعض المسلمين ناشرا خاصا بمجلات رقمية في كندا تقوم بإنتاج هذه المجلات التي نأمل أن تكون عادلة وغير منحازة ؛ لأن الإعلام الكندي – حالياً – منحاز إلى «إسرائيل» بشكل مستقر.

> ما مرجعية هذا الانحياز الكندي إلى دولة الكيان الصهيوني؟

< مرجعيته هو الجالية اليهودية الصهيونية، هناك بعض اليهود وهم قلة غير الصهاينة ويدافعون عن العدل والسلام في العالم، ولكن معظم اليهود -  للأسف - هم صهاينة متصهينون وهذا ما يسبب عدم العدل في تناول هذه القضية .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك