رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: forqan 1 ديسمبر، 2010 0 تعليق

د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي: الجهود التي تقومون بها واجبة على كل مسلم لأن تراث الأمة هو الذي فيه تاريخها وحضارتها


التقى معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي – الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية - على هامش زيارته الحالية لدولة الكويت - برئيس مجلس الإدارة بجمعية إحياء التراث الإسلامي وأعضاءها.

وبعد الترحيب بمعاليه في هذا اللقاء الذي جعله خاصاً لرئيس الجمعية وأعضاءها تحدث في كلمـة له للحضور، حيث قال: إن رابطة العالم الإسلامي مهمتها الأساسية التنسيق والتعاون والتكامل مع الجمعيات الإسلامية ومع جهود الدول الإسلامية أيضاً، وهذه الجهود التي تقوم بها جمعية إحياء التراث الإسلامي هي واجبة على كل مسلم وعلى كل عربي، لأن تراث الأمة هو الذي فيه تاريخها وحضارتها، والمسلمون يجب أن يرتبطوا بحضارتهم وتاريخهم سلفهم.

ونحن نؤمن وكل المسلمين يؤمنون بكتاب الله وبسنة رسوله [ وأنهما المرجعان: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً}.

وهذا أمر بطاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله [ وطاعة ولاة الأمر، ولكن قد يحصل هناك اختلاف في وجهات النظر بين المسلمين باعتبار أنهم بشر، والخلاف بين البشر أمر معتاد، لكن عند الاختلاف والتنازع في قضية لها جانب ديني، لا بد أن نرجع إلى الأساس وهو الكتاب والسنة، باعتبار أن هذا الدين ليس جهداً بشرياً وإنما هو وحي من الله تعالى، ورسالة نزلت على محمد [، سواء كان قرآنا أم سنة، وهذه الرسالة هي حكم الله تعالى إرادة الله هدايته الخاتمة لكل الهدايات السابقة، وإن الرسول [ أرسل لكافة البشر، إذًا فمرجعنا الكتاب والسنة .

والمسلمون من عهد الصحابة وإلى وقتنا الحاضر، وسيستمر هذا الأمر إلى أن تقوم الساعة، جهدهم في خدمة الكتاب والسنة في التفسير وفي استنباط الأحكام، وفي الرد على الشبه.

ثم أكد معالي د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي على أهمية مواجهة التحديات التي تواجه المسلمين، والشبه التي تثار ضد كتاب الله وضد سنة الرسول [، وبشأن الحضارة الإسلامية، وفي كل ما يلصق بالمسلمين من كلمات نسمعها في وسائل الإعلام العالمية عن أنهم يؤيدون الإرهاب والتكفير والتطرف .

وعرّج بعد ذلك على جهود جمعية إحياء التراث الإسلامي، فقال: إن للجمعية جهداً متميزاً في هذا الجانب سواء باللغة العربية أم بلغات أخرى، وهذا نوع من الدفاع عن الإسلام وبيان حقيقته، وهذا يرجعني إلى مبادرة الملك عبدالله - حفظه الله - في مسألة الحوار، والهدف من هذه المبادرة هو إظهار حقيقة الإسلام، والأمة الإسلامية بالطبع لا تفرض دينها على الآخرين، ولكن عليها واجب التبليغ والتعريف، وعليها واجب البيان، وبالتالي فإن هذه الجمعية المباركة - وأنا أعرف جهدها منذ سنين طويلة، وأعرف نشاطها وتعاونها مع الجهات الرسمية والجهات غير الرسمية - لها جهود متميزة في هذا المجال.

ونشكر الله تبارك وتعالى الذي وفقها ووفق القائمين عليها، وأعان على تحقيق هذه الإنجازات، وندعوها إلى مزيد من العمل، ولاسيما في وقتنا الحاضر؛ حيث تكالبت التحديات على المسلمين من الداخل ومن الخارج، فمن الداخل ينبغي أن نركز على التعاون، وألا نركز على السلبيات فقط، ونؤكد على الأولويات، كما ينبغي أيضاً أن نركز على التعريف بحقيقة الإسلام، ومن هنا لا بد من العلم الشرعي، لكن هناك وسائل إضافية مثل اللغات الأجنبية والمعرفة بوسائل الاتصال، والمعرفة بالتعامل مع الآخرين، والحمد لله فإن الجمعية لها جهدها المتميز، وينبغي أن ننظر في متطلبات العصر ووقائعه، وإذا كانت الشريعة كاملة تعالج أي مشكلة يقع فيها الإنسان في أي وقت وفي أي مكان، فإن هذا يعني أن المسلمين ينبغي أن يبذلوا المزيد من الجهود في معرفة الواقع والحالات والمشكلات، وفي إنزال الأحكام الشرعية على هذه الوقائع وهذه المشكلات في مجالات عديدة كالاقتصاد والتربية والإعلام.

وبعد تعرفه على أنشطة اللجان المختلفة التابعة للجمعية، قال: إن هذه الجمعية بتصوري معنية بكل هذه المجالات؛ لأنها مرتبطة بالتراث، فصحيح أن التراث هو الذي شمل حضارة المسلمين، لكنه ليس وحياً منزلاً، ففيه الكثير من الاجتهادات والكثير من الآراء التي تحتاج إلى مراجعة، وكما قال الله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً}.

ومن هنا فإن هذا التراث في مجالاته المتعددة نحن مطالبون بأن ننتقي أفضل الكتب فيه، وأفضل المراجع، وأفضل الدراسات، وأن نربط الأجيال الحاضرة بتراثنا السابق.

وأشكر الإخوة على جهدهم، ونسأل الله تعالى أن يجعل عملهم لوجهه الكريم، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

وفي تعقيب للشيخ طارق العيسى – رئيس مجلس الإدارة بجمعية إحياء التراث الإسلامي – على كلمة معالي د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي, قال: جزاك الله خيراً على هذه الكلمة الطيبة المباركة التي أكدت مسيرة الجمعية على الخط الذي فيه إحياء تراث الأمة تراث الدعوة السلفية، ولله الحمد المملكة العربية السعودية هي النبراس وهي القدوة لنا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك