رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 12 ديسمبر، 2023 0 تعليق

دور الدعاة في الأزمات

  • إذا تخلى الدعاة عن تبني الفتوى المتزنة والموافقة للكتاب والسنة وقت الأزمات، ظهرت الفتوى غير المنضبطة، والمثيرة للفتن والجدل!
  • لذا فنحن بحاجة للفتوى المتزنة التي تُثبِّت الناس على الحق، وترشدهم إلى طريق الهداية دونما عنت أو مشقة تقع عليهم، الدعاة في الأزمات هم أصلب عودا، وأحكم رأيا؛ لما وهبهم الله -تعالى- من العلم والفقه.
  • قال -تعالى-:{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(النحل:43)، وقال -جل وعلا-:{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}(النساء:83).
  • وعلى الدعاة تهدئة الناس وبيان أن ما هم فيه قدر من الله، وعليهم أن يخففوا آلام الناس وأحزانهم، ويردوا الشائعات بل ويحاربوها؛ ليمنعوا وصول الإحباط إلى صدور الضعفاء.
  • وينبغي على الدعاة أن يعيشوا الواقع، ويقتربوا من هموم الناس وحاجاتهم؛ فإنها فرصة عظيمة ليبثوا الإيمان في نفوس الناس، ويحثوهم على مواجهة الأزمات بكل ثبات ويقين.
  • وليحذر الدعاة من أن يكونوا سبباً للفُرقة والتنازع في المجتمع الواحد، بل عليهم تأليف القلوب، ولم الشمل، ورأب الصدع، وإصلاح ذات البين، قال - تعالى-: {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} (الأنفال:1)، أي اتقوا الله في أموركم، وأصلحوا فيما بينكم ولا تظالموا ولا تخاصموا ولا تشاجروا.
  • وليعلم الدعاة أن لله قضاء وحكمة فيما يفعل، ولا معقب لحكمة، إنما علينا التسليم والرضا بقضاء الله، وأن نتهم أنفسنا بتقصيرنا في حق الله -سبحانه-، قال - تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى:36).
  • ولا ينبغي للدعاة الانقطاع عن الناس، ولا سيما في الأزمات، بل يجب أن يكونوا معهم في جميع أحوالهم، فلا يتخلفوا عن إسداء النصيحة، وبيان الحق، وتوضيح الحكم الشرعي في المواقف الحرجة والطارئة، وهم في كل هذا يقدمون الحكم الشرعي المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، مراعين قاعدة درء المفاسد وتغليب المصالح. قال - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم».
  • وعلى الدعاة بيان الحق، وكشف الزيف والضلال، ومن ذلك أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا خرَجَ إلى حنين، مَرَّ بشجرةٍ للمشركينَ كانوا يتبركون، بها ويعتقدون أنها تنفعهم في القتال، يُقالُ لها: ذاتُ أَنْواطٍ، يُعلِّقونَ عليها أسلحتَهم، فقالوا: «يا رسولَ اللهِ اجعَلْ لنا ذاتَ أَنْواطٍ كما لهم ذاتُ أَنْواطٍ»، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «سُبحانَ اللهِ! هذا كما قال قَومُ موسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} (الأعراف: 138)، والذي نَفْسي بيدِه، لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَن كان قَبلَكم». فهنا لم ينتظر النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى تنتهي المعركة، بل بين لهم في الحال الحكم الشرعي في ذلك.
  • ومن المهم جدا عقد الندوات العلمية، والدورات الشرعية، والمؤتمرات التي تضم نخبة من الدعاة؛ لتدارس أحوال الأمة، وبيان الحق فيما يصيبها من حروب وأزمات، والدعوة إلى التكاتف والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف.

11/12/2023م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك