رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 21 أغسطس، 2023 0 تعليق

دموع لم تجف..!

  • غالب الحروب والأزمات في العالم الإسلامي -الآن- لا طائل منها، ونتيجة هذه الصراعات تدفع ثمنها الشعوب المسلمة من أرواحها المهدرة، ونفسيتها المنهكة، وأموالها المبددة؛ إذ هي صراعات ليس لها مسوغ واضح ولا مقنع، ولا دليل عليها صريح! وإن ذهبت تفتش عن أسباب حقيقية، فستجد غالبيتها إما حظوظ نفس، أم زعامات موهومة، أم طمع أشر
  • فحروب الـثلاث ممالك التي حدثت في الصين (220-280م): تعد من أكثر الحروب تكلفة في التاريخ الإنساني، وهي فترة مهمة في تاريخ الصين، وقسمت البلاد إلى ثلاث ممالك، وأدت إلى مقتل 37 مليون شخص تقريبًا، وتعد حقبة الممالك الثلاث من أكثر الحقب دموية في التاريخ الصيني.
  • والفتوحات المغولية الدموية (1206-1405): رغم شدتها وبطشها وانتشارها السريع -خلال القرنين الـ13 والـ14، وكونت إمبراطورية عظيمة- إلا أنها اندثرت، وخلفت وراءها من الضحايا أكثر من 57 مليون شخص خلال الحملات المتعددة (لجنكيز خان وقوبلاي خان وتيمور..)، ويصف المؤرخون الدمار الذي أحدثه المنغوليون -خلال توسعهم- بأنه واحد من أكثر فصول التاريخ دموية.
  • والحرب الأهلية الصينية (1851-1864): تعد من أعنف الصراعات العسكرية في التاريخ؛ إذ خلفت دمارا مروعا، قُدر عدد القتلى فيه بحوالي 20 مليون شخص.
  • أما الحرب العالمية الأولى (1914- 1918): فقد قدرت خسائرها بـأكثر من 8 ملايين قتيل، و21 مليون جريح، و7 ملايين أسير ومفقود، أما أهم الخسائر المادية فكبيرة جدا: في المحاصيل الزراعية والمواشي والمنازل والمصانع، والسكك الحديدية ومناجم الفحم، وبلغت التكلفة المادية لدولة واحدة فقط 400 مليار دولار.
  • والحرب الأهلية الروسية (1917-1923): التي شارك فيها جميع قطاعات الجيوش الروسية، و8 دول أجنبية، ترتب عليها مباشرة حروب أخرى، وكانت تلك الفترة دموية جدًّا، وأودت بحياة ما يقرب من 13 مليون نسمة، وتهجير ما يقرب من مليون نسمة هجرة شبه دائمة.
  • وفي الحرب العالمية الثانية (1939-1945): دُمرت أجزاء كبيرة من أوروبا؛ لذا كان من الصعب تحديد التكلفة الإجمالية لها، وتعد هذه الحرب الأغلى في التاريخ الإنساني، فقد أنفقت أمريكا وحدها ما يعادل 4 تريليون دولار، وتشير التقديرات إلى أن عدد ضحايا الحرب تجاوز 62 مليون شخص، يضاف إلى هذا العدد عشرات الملايين من الجرحى والمشوهين.
  • أما الحرب الباردة (1945-1991): فهي حالة من الصراع والتوتر والتنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهم، وشهدت هذه الفترة أزمات وحروبا عدة منها: أزمة حصار برلين (1948-1949)، والحرب الكورية (1950-1953)، التي أسفرت عن مقتل 34 ألفًا تقريبًا، وكلفت أكثر من 500 مليار دولار، والحرب الفيتنامية (1956-1975) أسفرت عن مقتل 58 ألف جندي، وكلفت أكثر من 800 مليار دولار، وأزمة الصواريخ الكوبية 1962، والغزو السوفييتي لأفغانستان (1979-1989) وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص..
  • انتهت جميع هذه الحروب ولم تحقق شيئا يذكر من الانتصارات، فقط الضحايا والمآسي هي العالقة في أذهان البشرية! وقد وضع الإسلام معايير لتفادي هذه الحروب العبثية، منها ما جاء في الآية الكريمة {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (النساء:65)، وكذلك قوله -جل وعلا-: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (النساء:59).
  • قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: «فالمخلص من الفتن والمنجي منها -بتوفيق الله- هو بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك بالرجوع إلى أهل السنة وعلماء السنة الذين حصل لهم الفقه في كتاب الله -عز وجل-، والفقه بسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ودرسوهما غاية الدراسة، وعرفوا أحكامهما وساروا عليهما».
  • 21/8/2023م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك