رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. خالد سلطان السلطان 22 أكتوبر، 2023 0 تعليق

خواطر الكلمة الطيبة – واجبنا تجاه أحداث غزة

   

  • الواجب الأول على كل مسلم الدعاء لإخوانه أن يحفظهم الله وأن يمكنهم وينصرهم وأن يهزم أعداءهم وأعداء فلسطين
  • على كل مسلم القيام بما يجب عليه القيام به أيا كان موقعه سواء كان دورا خيريا أم دورا سياسيا أم دورا برلمانيا أم دورا دبلوماسيا

لا شـك أنّ القلب يعتصـر ألما وجزعًا على إخــوانٍ لنا في اللـه -عز وجل- في أرض فلسطين، والكثير منا يتابع هذه الأخبار، ولكن كما تعرفون أن الأخبار التي تأتي إلينا هي في الغالب أخبار مقطوعة أو مبتورة، أو أن هناك أجزاء كثيرة من الحلقات مفقودة لا يعرفها الكثيرون، وحتى لا نقع في أخطاء قد تكون كبيرة؛ لأنها قد تقدح في الإيمان، وقد تقدح في الولاء الذي ينعقد بين أهل الإسلام وبعضهم بعضا، لذلك فإني أقول: أمسك عليك لسانك، وقل خيرًا تغنم، أو اسكت عن شر تسلم.

        وفي مثل هذه الأحداث نجد بعض الناس يحاول إلقاء الملامة على أهل الاسلام هناك، وأن الأمة فيها وفيها، ونحن نعلم تمامًا ما في الأمة من ابتلاءات وجراح، ولكن لا يليق أن نتكلم عن الأمة بهذا الشكل في تلك الحال.

لا تقل بهذا القول

وكذلك لا يجوز أن نتكلم بتلك الطريقة على من كان هناك في فلسطين فنلقي بالملامة على من ابتدأ الأحداث، فنقول أحدثوا أو ابتدؤوا أو ألقوا بشرارة أعمالهم، والأن هم يلقون جزاء هذه الأعمال. لا يا إخواني، لا يجوز لنا أن نقول بمثل هذا القول، لماذا؟ لأنك لا تدري طبيعة الأمور، حتى وصلت الى هذه النقطة وجعلت هذه الشرارة تنطلق وتبدأ، إذًا فما المطلوب؟ المطلوب منا في مثل هذه الحال الصعبة الدعاء لإخواننا ولأمتنا، ادع للأمة بالخير، وأن يحفظها الله -عز وجل- وأن يكتب لإخواننا النصر والتمكين.

فتاوى علماء الدعوة السلفية

        الأمر الثاني، الذي قد يقع فيه بعضنا أنه يريد أن يتكلم بأن العلماء مثلا -الدعوة السلفية- تكلموا عن قضية فلسطين ويأتي بقضايا وبأمور وبجزئيات لا تليق أن تقال الأن، وفيها إساءة لهم؛ حيث يأتي بفتوى للعالم الفلاني ليسقطها على هذه الأحداث، وهذا من الخطأ البين. لأن الشيخ الذي تكلم قديمًا في هذه القضية، تكلم في واقعة محددة ومعينة وفي أحداث معينة وسياق معين تكلم فيها، فإذا كان الحدث الحالي هو شبيه تماما بما تكلم فيه فنعم، وأما أن تأتي بكلامه في غير موضعه فهذه إساءة لا تجوز، وأنت هنا بهذا التصرف ترسخ لمبدأ إساءة الظن في إخوانك في الله -عز وجل- أصحاب المنهج الحق في مثل هذه القضية التي تعد قضية أمة اليوم.

سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم 

        والأمر الثالث في مثل هذه الأحداث أنه يجب علينا أن نعرف بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له أيام وقعت فيها مثل هذه الأمور من الخوف والشدة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - تعامل مع من أخطأ في مثل هذه القضايا معاملة توجيه، ومعاملة رحمة، معاملة ما خرجت عن النصرة وما خرجت عن الولاء، الولاء بمعناه المحبة والتأييد والانتصار لأمة الإسلام وللمسلمين. فالنبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أحد مثلا بدأ معركته بالانتصار في الجولة الأولى منها، ولكن بتقدير واجتهاد خطأ للرماة الذين كانوا على جبل نزلوا ظنًا منهم أن الحرب قد انتهت وانتصر المسلمون، وكان قائد جيش الكفار في هذا الوقت خالد بن الوليد - رضي الله عنه -، الذي أدرك أنَّ هذه فرصة لكي يعوض الخسائر، فصعد على جبل الرماة وألحق بالمسلمين الهزيمة. هذا الخطأ مكَّن الكفار من أهل الإسلام في هذا الوقت، نعم عاتبهم الله -عز وجل- لأنهم ما أطاعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تقيدوا بكلامه، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما هجرهم وما كفرهم وما خرَّجهم عن الأمة وما قال للصحابة تستحقون ما حدث لكم لأن هؤلاء فعلوا وفعلوا! لا، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - استطاع أن يضبط الأمر، وعلمهم أن الاجتماع على التوحيد والاجتماع على اتباعه -[- هو الذي يحقق النجاح والفلاح. وبعدها مباشرةً خرج - صلى الله عليه وسلم - من هذه المعركة إلى معركة حمراء الأسد بالرغم من جراحهم وآلامهم مع قتلاهم وموتاهم، فجعل الله -عز وجل- النصر المعنوي لهم أكبر من النصر المادي للكفار في غزوة أحد، فهنالك قد هزموا ماديا في غزوة أحد، لكن ما بعد الغزوة مباشرة الله -عز وجل- جعل لهم النصر؛ إذ بعث الرعب في قلوب أعدائهم المنتصرين عليهم.

القضية والدور المطلوب

إخواني، في نهاية هذا الأمر أريد أن أبين أن القضية كبيرة، والمعلومات التي لدينا قليلة جدا، فإذا أردت فهناك واجبان اثنان لا ثالث لهما إن شئت:
  • الواجب الأول: الدعاء
أن تدعو لإخوانك أن يحفظهم الله وأن يمكنهم وينصرهم، وأن الله -عز وجل- يهزم أعداءهم وأعداء فلسطين، فاليهود هذا الكيان الغاصب أعداء للأمة، ولا تحسبهم يريدون فلسطين فقط، وإنما المخططات التي يخططون لها يريدون بها الإسلام والمسلمين جميعا، فهم يريدون وأد المسلمين هذا مخططهم، ففلسطين جزء من كيان الأمة المراد إبادتها وهذا الجزء الذي يستطيعون مواجهته، وباقي الأمه يدبرون لشل حركتها.
  • الواجب الثاني: النصرة
أنك تقوم بالنصرة، فتدفع من مالك؛ فهناك جرحى بحاجة الى أدوية وعلاجات، وهناك متضررون فقراء يحتاجون إلى الطعام والغذاء والمسكن والملبس فنحاول القيام بهذا الدور، وهناك من عليه دور سياسي، ودور برلماني، ودور نيابي، ودور دبلوماسي، يقوم به إخواننا في الله من أهل تلك الأماكن من أبناء الأمه، حتى نرمم هذا الرقع الذي صار، نسأل الله -عز وجل- من فضله وكرمه أن ينصر هذه الأمة، وأن ينصر المسلمين حيث كانوا، والحمد لله رب العالمين.    

واجبنا تجاه المسجد الأقصى

  • يجب على رجال الإعلام وكل رب أسرة مسلمة، نشر الوعي بمكانة القدس والمسجد الأقصى؛ بحيث يعلم الجميع حقيقة هذه القضية، وأنها ليست خاصة بالشعب الفلسطيني، وإنما هي قضية دينية إسلامية تتعلق بديننا وكتاب ربنا، علينا أن نعلِّم أولادنا ونساءنا وسائر أفراد أمتنا أن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث صلَّى بالأنبياء عليهم السلام جميعًا إمامًا، وأنَّ هذا إيذان ببيعته - صلى الله عليه وسلم - هو وأمته لكي يحملوا لواء الوحي الإلهي للبشرية إلى يوم القيامة.
  • بث حب المسجد الأقصى في القلوب، وبيان مكانته ومنزلته في الإسلام، وبيان التضحيات التي بذلها الصحابة الكرام في فتحه، وما تلاها من جهود عظيمة بذلها الفاتحون.
  • يجب على كل مسلم أن يكون لديه يقين كبير بأنَّ وعد الله -تعالى- قادم وقريب جدًا، وأن يبثَّ روحَ الأملِ والتفاؤلِ بهذا الوعد، فليساهم كلُّ مسلمٍ في نشر هذه الروح، وليعمل على استمرارها.
  • بيان أحكام الجهاد الشرعية، وإسنادها لأهلها العارفين بها من الولاة الشرعيين والعلماء الربانيين، وترك الافتيات عليهم بما يرجع بمحض الضرر على الأمة جمعاء، والوقوف صفا واحدا بالاعتصام بالله وبشرعه، وترك كل هوى نفسي أو تفرق طائفي أو تكتل حزبي يشتت الأمة ويضعفها، ويذهب ريحها وقوتها. قال الله -تعالى-: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال:٤٦).
  • والمطلوب منا ونحن نعيش حال شدة، وكرب، ومحنة، وفتنة أن نفزع إلى الله -تعالى- بالتضرع، والدعاء لجوء من لا حيلة له إلا بربه -عبادة، وتوكلاً -: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (الطلاق:3).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك